فى الصباح الباكر،بدأ الجميع فى الأستيقاظ والتهافوت على أشغالهم فى نشاط،كانت بالأسطبل كعادتها منذ أيام تجلس وحيدة فقط حصانها معها تحدثة أحيانا وتشكى له همومها دلفت أمها الى الأسطبل ونظرت اليها بشفقة فقد هربت الدماء من وجهها ليصبح شاحب خالى الروح،أقتربت منها وجلست بجانبها وهى تمسد على شعرها قائلة بحنو أمومى:أخ بس لو تجوليلى فيكى أيه؟!!
أبتسمت رغماً عنها بوهن قائلة بهدوء:مفيش ياأماه أنا بس تعبانة شوية!
أبتسمت لها بحنو وجلست تتحدث معها قليلا،لفت نظرها تحدثها عن فهد فأنصتت حواسها الى أمها بأهتمام وهى تقول بضيق:بس والله الواد فهد كان مالى علينا البيت!
نظرت اليها بأهتمام وسألتها بتردد:لية بتجولي أكده!
وضعت أمها أصبعيها تحت ذقنها قائلة بأستغراب:يوه هو أنتى متعرفيش!
سألتها بنفاذ صبر:ماتجولى يا أما أيه اللى حوصل!
-مفيش يا بنيتى صحينا الصبح ملجنهوش نهائى فبنسأل علية بدران فجال أنه ميعرفش هو اللاخر،بعد شويه لاجيناه جاى وبيسلم علينا وجال أنه كان عند العمدة بيشكره على تعبه معاه وكده وسلم علينا وودعنا وخد شنتطة ومشى!
شعرت بأنقباضه قويه أجتاحت قلبها فسألتها بلهفه وجزع:بجالوا جد أيه؟!!
-مبجلوش ربع ساعة!
أنتفضت من جلستها لتنهض بسرعه متوجهه الى ملابسها لترتديها بسرعة،سألتها أمها بتعجب:يوه مالك أتنفضتى كده ورايحه فين!
أجابتها وهى تلف وشاحها بسرعة وأهمال:بعدين يا أماه!
أنهت جملتها وركضت سريعا الى محطة القطار التى تبعد عن الأسطبل الكثير من الأمتار،ظلت تركض وتركض وأمامها هو الهدف الوصول له،يراها البعض فيحاولوا أن يقفوها ليستعلموا منها عن سبب ركضها فلا تلتفت لهم وتكمل عديها،وصلت الى المحطة لتستعلم من أحد الرجال الواقفين عن القطار المتجه الى القاهرة فأشار لها الى أحد القطارات لتنظر اليه وتجد القطار يتحرك ببطأ ثم يبدأ بالأسراع رويدا رويداً،أتسعت حدقتيها الخضراء بخوف وظلت تسير وتركض بمحاذات القضار تبحث عنه من النوافذ،وجدته جالس على أحدى الكراسى ينظر الى السقف فى عيناه حزن عميق،خبطت على النافذه بقوة والقطار يسرع أكثر فتركض هى أكثر،أنتبه لطرقتها فنظر الى أتجاه النافذة بغضب تحولت بعدها الى اللهفه وهو يلتفت تجاهها،رأى فى نظراتها اللهفه والخوف،هبط بعنيه الى شفتيها التى تحدثه بشئ لا يفهمه،ولكن التقطت عيناه كلمة"متمشيش"عند تلك النقطة أرتفع الأدرلين لديه فوقف بسرعة ولكن كان القطار قد بدأ بالأسراع الفظيع،كانت تركض وتركض ولكن لم تستطيع فتعثرت لتسقط على الأرض لترتطم رأسها بالأرض،أتسعت حدقتاه بفزع فأخذ حقيبته وركض بسرعه بالممر الطويل ليقف على باب القطر لينظر الى الأرض التى بدت مشوشه بس السرعة،تذكر نظراتها فأغمض عيناه بقوة ثم فتحها وقفز من القطار بعد أن ألقى حقيبته ليسقط على الأرض ويتدحرج كثيراثم يقف جسده،شوه ذراعه بحق،لم يكترث للألم،فنهض وظل يركض تجاهها،كان قد تجمع حولها الناس ليطمئنوا عليها ولكنها كانت لا تقدر على الحديث أو حتى فتح عيناها كانت تشعر بهم جميعا ولكن رافضه أن تستجيب ولا تقدر أيضا،وصل اليها وجثى على ركبتيه أمامها ليأخذ رأسها بين أحضانة قائلا بفزع:ورد..ورد ردى عليا انا جتلك متسبنيش!