رحلة اليُتم

176 8 4
                                    


هي كحكاية الكان يامكان في سالف الأزمان، لكنّ حروف سردها جارية كعين سلسبيل لاتنضب ولانهاية فيها لكلام...حكاية هي رُويت قبل الألف ويزيد عليها المئة والخمس وثمانين عام ...

وبالتحديد في مثل هذه الليلة بدأت رحلة المنفى لذاك اليتيم ذو الجمال الملكوتي، والوجه الدري، والملامح اليوسفية...في سردها على قلوب الأنام.

-في مثل هذه الليلة وهذه الساعات كان يحزم امتعة الراحل المودع أحضان وآلديّن حنونيّن، أحتضناه في قلبيهما، وترقبه برمقات الحراسة حنان عينيهما.

مُنتَظِرٌ ومنتظرين تحقق النبوءة التي ذكرتها الكتب المقدسة والكتاب الحكيم، والى حين يحين وعده سيشرق كشروق الشمس عندما تشق غسقها من بين خيط أبيض وأسود، مُبشرة ببزوغ الفجر المبين ، حتى يخرج من بطنان ظلمات الدجى ذات يوم!

هو يوم كان موعود فيه أشراقها، فعاش الترقب له مُخلد في وجدان الوجود، وينتظره أمل الخلود ، مهما غربت فذات يومٍ بإشراقاتها النورانية ستعود ، ويعم نوره أرجاء المعمورة وسينتهي عصر الظلام الى عصر النور الموعود.

هو يتيم وصفته الكتب المقدسة بأنه كالكوكب الدُري، قادمٌ من أرض المنفى كالشهب الثاقب في ليلة ظلماء حندس موحشه...سيأتي كالشمس بعد ان جللتها أسرآب السحب الحبلى ببرق ورعد الخوف المظلمة، وسيحين وقت مخاضها يوماً لتنجب من بطنان سماء وجودها ذلك النور الموعود في الكتب المقدسة،والنبوءات المشرفة.

فتتحول في حينها الأحوال ويتغير المكان في ذلك الزمان!

"لاادري كيف أصف وصفها!"

هي ملامح غامضة، كصورة افترشت أرضها الظلمة بأنامل حقبة من الزمن، فمسكت آناتها فرشاة الألوان الزاهية وراحت ترسم تفاصيل  تفاصيلها أزاهير الأمل الزاهرة، ناطقة بفصيح إعذوبة بلاغة أبجدية اللغة، نطقت إنه لاتُذعروا من فرط سوادي، إنْي أُخفي وراءهُ مرادي، فأستعدوا أيا سكان هذا الكون للسعادة المرتقبة، ولايموتنّ فيكم الأمل، فسيأتي النور ذات يوم كشعاع الرحمة لسماء و أرض، تنتشل ماأنزلت بكم منازل اللعنة!

وأي لعنة هي، إنها لعنة كُفران النعمة، التي آتى بها طُغيان سيف المكذبين بالنُذر،  فعقرت بطغيانها ناقة الصالحين وفصيلها ، وجعلتهم مجدلين كالأضاحي قرابين لأصنام الغفلة والتجبر ، فاستحقت بفعلها هذا نزول لعظيم جنايتها برق ورعد اللعنة ، ليصبحوا في ديارهم جاثمين، وفي أرض أشباه الاحياء ولاحياة فيهم الكل مُجدلين فانين ، وفي فناء عتمتها العقيم حيارى تائهين، يستصرخون بعدها...

"ياغياث المستغيثين له راجين، ولاغوث يأتي سوى كلمات ترتلها شفاه الكتاب المبين،الذي نزل على خاتم المرسلين، لازبور هو ولاتوراة ولا أنجيل، هو فرقان من كل أمر حكيم! ينطق بمنطق النور ولسانه الحق يقول:"

رحلة سيد النورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن