روح البحر

82 7 1
                                    

في بلدتي الصغيره في السويد عندنا أسطوره شعبيه كده معروفه للصيادين إسمها روح البحر ...
طبعا كانت أول مره أعرف الاسطوره دي في أول يوم شغل ليا في الصيد ... و لاني كنت الشاب الجديد فكل الناس القديمه حذرتني و حكتلي نفس القصه ...

" انت عارف طبعا إنك هتقضي ليالي كتير معانا هنا في أكواخ النوم الخاصه بينا و علشان كده لازم نحذرك ...
كل ليله في وقت منتصف الليل هتسمع صوت خبط و طرق علي الباب ... أوعي تفتح او ترد ... لإن الشئ الي بيطرق علي الباب وقتها شئ شرير و مرعب بنسميه هنا روح البحر ... ولو فتحتله هتختفي و مش هنشوفك تاني ... و غالبا مش هتصدق التحذير... علشان كده لازم أقولك إن كان في قبلك ناس مصدقتش و دلوقتي ملهاش اي اثر ...و اظن انك تعرف ناس منهم "

كان عنده حق ...انا فعلا اعرف ناس من الي اختفت بس اكيد يعني مختفتش علشان شئ شيطاني اسمه روح البحر ...كان ده تفكيري البسيط ساعتها و علشان اثبت انهم غلطانين او بيكدبوا عليا قررت اتأكد بنفسي ...
و في أول ليله ليا منمتش رغم ان ورايا شغل كتير تاني يوم لكني فضلت صاحي و مستني ... و بالفعل لما الساعه جت 12 بالظبط بدأ الطرق علي الباب ...
طرق هادي و منتظم و متواصل ... قربت من الباب وانا متردد .. الصراحه كنت ناوي افتحه بس نفس الوقت كنت خايف ...
"تخيل ممكن يحصل ايه لو كلامهم حقيقي ؟"
كانت الجمله دي بتتكرر في دماغي بشكل غريب و الحمد لله إني مفتحتش الباب و قررت إني احاول ابص من شباك الكوخ الضيق علي الشئ او الشخص الي بيخبط
و حاولت بالفعل... لكن للاسف كل الي شوفته و لمحته عيني إيد أنثويه شاحبه بشكل غريب بتخبط بشكل منتظم ...
فضلت مراقب الايد لمدة نص ساعه تقريبا و قلبي هينخلع من ضلوعي ... لما أدركت إنها من شحوبها و طول أصاحبها و شكلها مستحيل تبقي إيد بشريه ....
و هنا .... صدقتهم أخيرا ....
بعد حوالي سنه ....وصل لمجموعتنا شاب جديد ... لسه متجوز جديد و عايز يكون حياته بشغله في الصيد ... انا كنت أعرف الشاب ده و أعرف البنت الي إتجوزها كويس ...
فكان لازم احكيله الي أعرفه عن الاسطوره و بالفعل خدته علي جمب و حكيتله

"لازم تخلي بالك كويس أوي لان هنا كل ليله في واحده جميله جدا بطرق باب الكوخ ... إحنا نعرفها هنا كروح البحر و بيقال إنك لو فتحتلها الباب و أجبت ندائها هتختفي و مش هيبقي ليك أي أثر "

و كان رد فعله عباره عن ضحكه سخيفه و جملة
"بالنسبالي مقدرش أقبل فكرة إن في واحده جميله تخبط علي بابي و مفتحش ليها الباب ...كلها خيالات يصديقي "
الصراحه رده إستفزني أوي ...فقررت أراهنه علي إنه يفتح الباب و يثبت اني غلط و كان الرهان علي مبلغ كبير و مغري و وافق عليه علي طول ....

ليلتها بقي ...كل الناس الي معانا نامت وانا وهو بس الي صاحيين ... بس قبل منتصف الليل بحوالي ربع ساعه قررت أعمل نفسي نمت و اشوف الي هيحصل و استنيت ....

لما الساعه جت 12 ...بدأ الطرق المخيف المنتظم المتواصل ... كنت قادر أحس بتوتره وهو بيقرب من الباب و غالبا كانت الجمله الي إشتغلت في دماغه ساعتها

"ايه الي هيحصل لو كان كلامه صح ؟"

توقعت انه يخاف و يرجع لكنه بشكل غريب كمل و حط إيده الي كان واضح إنها بترتعش ساعتها علي مقبض الباب و حركه و شده ...
و حرفيا في غضون خمس ثواني بالظبط قدرت المح الايدين بالاصابع الطويله المرعبه و هي بتمسك كتافه و قدرت أسمع نفسه الي بيسبق صرخته قبل ما يختفي بالكامل ... بدون أثر ...

طبعا تاني يوم ...كلنا بحثنا عنه ...لكن بدون فايده ....كانوا كلهم متوقعين انه فتح الباب بس محدش يعرف اني شوفت كل الي حصل بعنيا ...و الرعب الي شوفته مفارقنيش ...
لكن دلوقتي بما إنه إختفي نهائيا ...مراته كانت في حالة حزن شديده ... و لحسن حظي أنا كنت الشخص الوحيد الي وقف جمبها ...لغاية اليوم الي عرضت عليها فيه الزواج و وافقت ...و وصلنا ليوم الفرح ...

كان يوم طويل و مبهج و ممتع ... لكن الي حصل ليلتها كان بداية الرعب بالنسبالي ...
كنا في وسط الحفله ...لما ظهر فجأه بينا ... ظهر من العدم ... ظهر زي ما اختفي ...
كانت ملابسه كلها مبلوله ...و جسمه بقي رفيع أوي و عيونه مليانه حقد ...و جلده كانت عليه ماده شبه المحار و الطفيليات الي بتنموا علي سفن الصيد ...بل حتي وجهه كان شبه متحلل ...
الحفله كلها سكتت ...كل الحضور كان بيراقب الرعب الي ظهر قدامهم ...مراتي كانت مرعوبه و في نفس الوقت كانت علي وشك انها تعيط ... وانا ... انا كنت بتمني اني اموت ساعتها ...
كان المفروض انهم بيختفوا للابد زي ما قالولي ...لكن واضح انهم كانوا غلطانين...

الكائن أو بقايا الشاب الي ظهر قدامنا بدأ يحرك فمه و يتكلم ببطء
" أنا ... كنت ...تحت ...كنت ..ت..تحت..
مصدقتش لما قالتلي ...مراتك ...هتتجوز...
قالتلي متلمسهاش ...والا مش هتشوفها تاني ...لكن ...لكن انا غضبان "
قالها و جري بسرعه نحيتنا ...انا كنت مرعوب و مش قادر اتحرك من مكاني ... مقدرتش احمي مراتي و امنعه يلمسها ...و لمسها ...و هي صرخت بكل قوتها ...
و فجأه ... إختفي ... زي ما ظهر ...زي ما اختفي اول مره ...
مظنش انه هيظهر تاني زي ما قال ...
لكن الي انا مرعوب منه دلوقتي ... إن في كل مكان انا فيه

في غرفة نومي ...او في الكوخ او حتي في فندق بعد منتصف الليل ... بسمع صوت طرق علي الباب ...

#Creepy_Frank_Stories

Horror حيث تعيش القصص. اكتشف الآن