كدمة

422 53 67
                                    

... هل أبدأ بالاعتذار؟ أم بالشكر؟ أم بالترحيب؟ 

كيف حالكم؟ بالنسبة لي.. لا أظن أنني بأحسن أحوالي هذه الأيام.. كما هو واضح من اسم الفصل.. لدي كدمة قدمت لمشافاتها هنا, معكم, بينكم يا مناضلون.

هل أنتم مثلي؟ عندما تعيشون موقفًا أو مشاعر مضطربة في حياتكم.. لا أحب أن يعلم من حولي عنها.. أكثر شيء أمقته في هذا الكون هو شعوري بأني مكشوفه للعامة أو كما أردد على مسامع صديقتي "عارية". 

أصبحت غالبًا ما أحس بعدم الارتياح.. من أنا؟ ماهيتي؟ ماذا أكون وماذا أريد؟ من حولي يطلبون مني أن أعود لسابق عهدي ولكنني لم أخرج من متاهة بحثي عن نفسي بعد فكيف تريدون مني العودة للبداية؟ لا أزال في منتصف الطريق! أكذب الكذبة وأصدقها, ألتقطها من ثنايا الريح وأعانقها, أتعايش معها بل أعيشها, وفي النهاية! أنا كذبة. أنا مجموعة من الأكاذيب أنا محل أقنعة! أحس بضغط كبير على عاتقي يخبرني بالتوقف وعدم المواصلة ولكن! لم أعد أميز نفسي! تخبرني بأن أبتسم في وجهك مثل السابق تخبرني بان أنشر ضحكاتي في المكان مثل السابق ولكن! هذه ليست أنا! صحيح أنني هي ولكنها ليست أنا. 

أراك خطوت على كلمة نحن أراك تسلقت جدار مشاعرنا التي شاركناها.. من المرعب رؤيتك من أسفل المنحدر مستمتعًا ضاحكًا سعيدًا على القمة.. لا أقول أنني خائفة من فكرة أنني لا أزال فاشلة بينما أنت من نجاح إلى نجاح.. بل خائفة من أن تنسى أن من جعل لك جناحان للطيران هو أنا.. أنا من أخرجت أفضل ما بك أنا جعلتك تواجه نفسك ولكن انقلبت الآية.. خائفة من كل مرة أموت فيها عندما أراك تعيش أفضل حياة أنا لست جزءًا منها.

من المعروف بأن الأبطال أو المناضلون يأخذون وقتًا طويلًا طويلًا جدًا في التعافي من الكدمات.. لأننا نتناساها حتى ننساها ثم تأتينا على حين غرةٍ فاتحةً أنيابها على مصراعيها.. أظن أنني لم أستطع التعافي من هذه الكدمة يارفاق... ما الحل؟

كمناضل أنا أقدس روح الفريق.. فلا تستقيم شجرة إلا باستقامة سيقانها من جذورها أليس كذلك؟ ألم تجربو قبلًا زرع شجرة بواسطة جذرين اثنين فقط يثبتانها في الأرض؟

أنا أحب الكتابة, أحبها كثيرًا.. ولكن منذ أن عرف من حولي أنني أحبها حولوها لنقطة ضغط علي.. "دعوها تكتبه فهي تجيد الكتابة".. بالطبع أجيدها ولكن لا أريد استعمالها متى أردت! إن الكتابة هي من تناديني (مثل الآن فقط) لست أنا من أناديها. 

اه لقد تكلمت عن نفسي كثيرًا.. 

"لم أرد أن أقول هذا ولكنني.. منذ زمن.. أظن أنك مصابة بالاكتئاب" ما رأيكم إن قيلت لكم هذه الجملة؟ وأنتم في وسط ضحككم؟ أنا لست غريبة أنا فقط أتصرف مثل نفسي. أنا لا أريد أن أكون سلسلة من المشاعر أريد أن أكون فقط مثل قنبلة مشاعر متفجرة. حينما أكون حزينة وأفرح فجأة.. تقول لي غريبة. حينما أكون سعيدة وأحزن فجأة.. تقول عني متناقضة. لماذا لا تتقبلني كما أنا؟ لماذا لا تتقبلني بغرابتي وجنوني وحزني وفرحي؟ لماذا تمسك يدي فقط حينما تحتاجني وليس حينما أحتاجك أنا؟ لماذا تقارنني بنفسي لماذا تضع بيننا حواجز لا وجود لها؟ لماذا؟ تريدني أن أجاريك بحزنك ولكن سحقًا لا يجب علي أن أكون حزينة عندما تكون أنت حزينًا! 

الكثير بل لأقول الجميع.. يستصغرون صفة العاطفية لدي.. لا أعلم إن كنت وحدي من أحس بهذا ولكن بدأت أظن بأن العاطفة نقص لا صفة! أن تكون طيبًا لا يغني أن تكون غبيًا. 

أعتقد أنني في ورطة.. كيف أنهي هذا الفصل بإيجابية؟

ولكن لأصدقكم القول.. أكثر شيء أحبه في شخصية البطل هو التناسي.. نحن نتناسى لا إراديًا.. وكأن لدينا قفصٌ لا مرئيٌ للحزن داخلنا.. دقيقةٌ نبكي وفي منتصفها نقهقه. أحب هذا الشيء, أفضله. في الحقيقة مهما حاولت تخيل نفسي بدون موهبة التناسي لا أعرف كيف سأعيش مع أكوام التساؤلات هذه والمشاعر المتفجرة والمترامية في كل مكان. 

إن كنت بطلًا وتقرأ كتابي هذا لتحب نفسك أو تحل لغزها قليلًا.. إذا كنت بطلًا.. أنت بطل.. بكل ما تحتويه الكلمة من معاني.. أنت بطلي.  لديك هبات كثيرة لديك مميزات لديك صفات محبوبة حتى لو لم تحبها أنت. تصرف كبطل! إذهب واستعمل سلاحك السري, إنه سري.. فلن أقول ما هو.

أراكم لاحقًا يا أبطال! ابتسمو بأكبر قدر ممكن, أحبكم كثيرًا كثيرًا.

my definition of "ENFP"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن