أجنحة؟

641 62 18
                                    

مرحبًا يا رفاق. مرحبًا من السماء! برؤية أجنحة الطائرة والتمعن المطوّل لها.. لمَ نرمز للحرية بالأجنحة؟ ألأنها تمكن الطائر من الطيران فقط؟ هل التحليق هو المتعلق بالحرية؟ ترك مكانِ مثّل السجن الذي حبس استمتاعنا عن مشاركة مشاعرنا اللحظيه والذهاب لمكان آخر نستطيع فيه خلق ابتسامات صادقة.. أهذه العلاقة بين الأجنحة والحرية؟.

في الحقيقة إنني أرى أجنحة الحرية تتمثل في أشياء أخرى.. كشخصٍ مناضل إن أهم ما لدي هو حقوقي أليس كذلك؟ لا أقصد ب"الحقوق" مثل المسكن أو المأكل أو المشرب..

إنني أقصد بالحقوق مثل ممارسة ما أحب متى ما أحب، ترك العادات والتقاليد للتحف فهي التي تمثلها بنظري، حقي هو أن أفكر فيما شئت إن كنت لا أؤذي أحدًا بتفكيري هذا! لمَ امتلاك جناح يكون بهذه الصعوبه.. أنا فقط أريد الخروج من المنزل فجرًا ورؤية شروق الشمس من أحد الأرصفة، التجول بالدراجة حول حيّنا البسيط، الذهاب لمحل الآيسكريم متى ما أردت، رؤية أصدقائي كلما احتجتهم مهما كانت الساعة، لمَ كل هذا صعب؟.

كمناضل.. أنا أتأثر بالأمور البسيطة والعفوية، أحبها وأقدرها أكثر من تلك الباهضة التي تحتاج الكثير من التخطيط حتى تُنفذ، إنها فقط تأكل من روحي وللأسف هذا ما يحدث كل يوم، بالرغم من التخطيط الدقيق بالتفصيل الممل والذي لا يترك إلا طريقة تنفسي حتى ينظمها لي.. يكون الأمر الذي خُطط له سيئًا جدًا! قرأت جملةً ذات يوم تقول فيما معناها أنه كلما امتلكنا اكثر كلما كثرت الأمور التي يجب علينا القلق عليها.

كلما خطط الذين من حولي لشيء وتحدثو عنه كثيرًا أنا حقًا أفقد الحماسة تجاهه بل أبغضه حتى! لأنه عندما يحين وقت تنفيذ هذا الشيء.. لنقل رحلة مثلًا! نفس التي أنا أعيشها في هذه اللحظه.. لا أحتاج لشرح كم يكون البطل متحمسًا لتجربة شيء جديد وعيش روتين جديد، عندما بدأو بالتخطيط الممل لهذه الرحلة أنا خسرت كل مشاعري الجميلة تجاهها. مع أنني سأفعل بهذه الرحلة شيئًا كنت أتمناه طوال حياتي! ولكن.. وللأسف.. أصاب حدسي.. كانت هذه الرحلة -نفسيًا- من أسوأ الرحلات التي عشتها. كان الجو متوترًا دائمًا بسبب خوف والداي من تعكر الخطة التي سهرا لرسخها في أذهانهما. فقدت اللذة. المتعة. عيش اللحظة. فقدت كل شعور جميل. بسبب هذا الخوف من اللاشيء! أيُعقل أن يجعلو شخصًا بتفكير بسيطٍ مثلي أن يسمي "الخروج من الفندق" حرية؟؟؟ إن هذا ليس خوفًا يا والداي. إنه ضعف. إنه الضعف الذي حول كل شيء إلى جريمةٍ نتائجها تغلغلت لتصل إلى أعماق أعماقي.

عندما أقول أني أريد امتلاك أجنحة أنا لا أقصد بذلك امتلاك حياة جديدة مثلًا -رغم أنني سأكون سعيدة بذلك- أنا فقط أريد رسم تفاصيل بسيطة لتغيّر حياتي هذه للأفضل. أريد أن أكون شخصًا سعيدًا بسعادة حقيقية لا ظاهرية.

أتذكرون فصل "كهف" عندما قلت أن الانطباع الأول الذي يخصنا يتلخص بأن ظاهرنا مطابق لباطننا أليس كذلك؟ بتجاهل كل هذه الحروب والأعاصير التي تجري داخلنا. نعم. جناحاي يتمثلان بكون هذا الانطباع حقيقية بل روتينًا أعيشه كل يوم. هذا ما أتمناه.

إلى اللقاء يا أصدقائي المناضلين. يا أصدقائي الأبطال الرائعون المشعون. أراكم قريبًا!.

my definition of "ENFP"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن