كهف

1.3K 119 90
                                    

مرحبًا مرة أخرى, لن ألتزم بأعراف الكتابة هنا.. المقدمة وشروطها, العرض ونقاطه... الخ. إنه كلام فارغ جدًا بالنسبة لي, فإنه من المعروف أن أصحاب شخصية البطل أو المناضل يمتلكون بركان أفكار في عقولهم أليس كذلك؟ هذه الأعراف والخطوات الدقيقة اه إنها فقط تخمد هذا البركان بل تدفنه. لنتخطى كل هذا فقط وندخل في صلب الموضوع.

ماذا خطر في بالكم عندما قرأتم اسم هذا الفصل؟

لأكون صريحة, لم يكن في بالي شيء عندما كتبت مصطلح "كهف".. لكن.. ألا يشبه أصحاب شخصية البطل الكهوف؟ دعوني أشرح بالتفصيل الممل, أرجو أن لا يكون مملًا بالمعنى الحرفي..

يبدو الكهف من الخارج وعرًا خالٍ من أي شكل من أشكال الحياة, فقط العشوائية والبهوت والحدة هي ما يميزه من الخارج.. ألسنا نبدو هكذا للغرباء؟ للوهلة الأولى, عندما يتحدث معنا شخص للمرة الأولى, يظن أننا أشخاص ذو تفكير عشوائي و لا نهتم لشيء في هذه الحياة, يظنون أننا لا نتسم إلا بلون واحد فقط و أن داخلنا مكشوف للملأ كما الخارج.

لكن عندما يبدأ هذا الشخص بالوقوف أمام بوابة هذا الكهف, وهي عندما نصبح أصدقاء, يرى العمق, يرى التناقض بين خارج الكهف وداخله!, يرى ويحس بالغموض الذي يحيط بنا والذي خبأناه نحن خلف ابتساماتنا وتظاهُرِنا بالغباء كما خبأ الكهف ما في داخله بالظلام الحالك.

يبدأ الصديق بالتحرك لداخل الكهف, هذا فقط عندما يبدأ يلحظنا في أوقات ضعفنا, عندما يلاحظ شرودنا وتنهيداتنا التي نحاول حبسها دائمًا, يرى الظلمة تحيط به وبنا وبالكهف, يبدأ الظلام بالزحف إلى أفكاره فيظن أنها حقيقتنا عندما اقترب كل شيء من التصبغ باللون الأسود. الأسود فقط. في الحقيقية.. أنا بنفسي أمر بلحظاتٍ أوشك فيها على تصديق هذه النقطة, أن حقيقتي هي الظلمة والحزن والشحوب, كما أخطأ هذا الصديق بفعل ذلك أيضًا.

حينها.. يبدأ الصديق بالتعمق أكثر فينا, لتصبح علاقتنا وطيدة جدًا بالسماح له بالتوغل في حقيقتنا لهذه الدرجة, بعد أن مشى, ومشى, ومشى في أطنان الظلمة الكئيبة هذه, يلحظ نورًا خافتًا وقد يظن أنه المخرج من هذا الكهف! ولكن لا, أصحاب شخصية البطل هم أعمق بكثير, بكثير جدًا من أن يستطيع أي شخص على هذه الحياة الإلمام بجميع جوانب شخصيتهم العظيمة.

بدأت نقطة الضوء هذه بالانتشار! ياللغرابة, إنها لا تتوسع أو تتضخم, مع كل خطوة يخطوها الصديق بداخل هذا الكهف الذي سمي نحن, تبدأ نقاط الضوء بالتكاثر, حتى توقف في مصدر هذا الضوء وهو عندما استوعب الصديق, أن السعادة, والرضى بالوجود, والأمل, والتفاؤل هم جزءٌ لا يتجزأ من شخصيتنا, بعد أن يدرك أننا مشعون, مشعون جدًا على أن يبتلعنا شعور مظلم.. يرى أن هذه الأضواء عبارة عن كومة كبيرة من النجوم! نعم! كلما زادت عتمتنا وظهرنا بالمظهر الكئيب تزداد معها عدد النجوم التي بداخلنا.

قد يظن الصديق أنه هو من زرع نجوم سعادتنا بوسط غيمة الظلام هذه حتى يكون داخلنا بهذا الجمال الخلاب وقد نوهمه نحن بذلك وقد يكون هو حقًا قد فعل ذلك! ولكن لا, ليس جميعها, فنحن إن لم نؤمن بشيء, إن لم يتقبل ظلامنا أي نقطة ضوء, فإن هذا الضوء لن يستطيع أن ينيرنا مهما كانت قوة سطوعه. نحن نفكر, ندرك, نحلل, نقارن, حتى تستطيع ذاتنا الحقيقية تقبل أي شيء مهما كان مليئًا بالتفاؤل والإيجابية.

لأختصر آخر نقطة: نحن من نجعل نجومنا تشع, نحن فقط. صحيح أن الذين نحبهم هم الذين يزرعون نجوم الفرح بنا, ولكن نحن الذين نمدها بالطاقة لتشع وتجعلنا حقًا سعيدون.

المشاعر التي يمدها الناس لنا هي فقط مشاعر لحظية, لكن المشاعر التي نمدها ونخلقها نحن لأنفسنا هي التي أستطيع حقًا تسميتها بمشاعر.

بعد الشرح الدقيق, ألا نشبه الكهوف حقًا؟ فإن ما في داخلها للوهلة الأولى يكون مخيفًا, كما هو نحن.

شكرًا, أراكم لاحقًأ.

my definition of "ENFP"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن