أسمعتم بالهدوء ما قبل العاصفة!!..بالطبع سمعتم..ولكن حياته لم تتسم بالهدوء أبداً..فالهدوء بالنسبة له عاصفة..عاصفة يتبعها إعصار يقتلع الكل من جذوره..
..لا يحق له أن يعشق..لا يحق أن يحيا بهدوء..كيف له الحق..وهو قد خسر الحق!!!....
صدمة..تليها صدمة..وكارثة..تتبعها كارثة..صمتت هى تستوعب ما يُقال..نظرت لوجهه..لتجده خالي من التعبيرات بالرغم من معالم السخرية والألم المُرتسمة على وجهه..
وبلا أي مُقدمة إرتمت في أحضانه تبكي..لا تعلم أهى تحتوي!!..أم هو يحتويها!!..ولكنها شعرت بحاجة قوية لكي ترتمي في أحضانه..أما هو فـ إستقبلها في أحضانه برحابة صدر..سمع صوت أنينها الخافت..ودموعها تُبلل منكبه..أحاطها بذراعيه..ثم خرجت منه أهه صغيرة تبعها حديث بصوت خافت
-عشان كدا..مكنتش عاوز أحكيلك..أنا إستحملت عشانك..ولسه عندي إستعداد أستحمل أكتر وأكتر..رأفت اللي عرفتيه..مات وفضل رأفت وبس
نطقها لتفتح جفنيها بسرعة..ثم إبتعدت عنه قليلاً وقالت برجاء
-لأ..بلاش تموت رأفت..أنا حبيت رأفت..وصاحبته..أنا دلوقتي بس مقدرش ألومك ع اللي حصلك زمان..أنا مقدرش أعاقبك ع حاجة ملكش إيد فيها..بس رأفت مينفعش يموت
حرفان..حرفان تبدلا فقط..تغير الاسم ليتغير الشخص..حرفان لعينان..كانا لعنته..ومازالت..حرفان كانا بداية عشق ملعون..عشق الطفلة..والحرفان أيضاً..كانا سبب مقت تلك الطفلة الشابة له..
-إبتسم بحب وقال بسعادة : وعشان خاطر زهرة مش هدفنه..بس إوعديني
-تساءلت : أوعدك بـ إيه؟!
-أمسك يدها وقال : ساعديني..أدفن كل الماضي..عشان أبدأ من جديد..جمبك أنتي وبس..أنتي وبس
-قالت بتردد : بس..بس..عيلتـ..آآآ
-وضع يده على فاها ثم قال بغيظ : بلاش هما يكونوا فالموضوع اللي شوفته كتير..مش هقدر أسامح بسهولة..مش هقدر أسامح أصلاً..
سكتت..وخنعت..لم تمتلك ولو مقدار ذرة لدفاع عنهم..هو لديه الحق..لديه كامل الحق..ولما لا وهو ذاق العذاب ألوان..ذليل..ضعيف..خانع..وتعرض لأبشع طرق الخيانة..وما ذنبه سوى أنه كان نجل عائلة الأسيوطي..
-نتهد رائف بخفوت وقال : إسمعيني..أنا مش هقدر أسامح..أولاً عشان اللي عملوه فيكي..واللي عملوه فيا...
أماءت برأسها بخفوت..إبتسم بعذوبة وكأنه لم يكن بعذاب مُنذ قليل..حاوط وجهها بكلتا يديه..ثم طبع قُبلة على جبينها..ثم جذب رأسه في أحضانه وعلى صدره بالقرب من قلبه..وقال بنبرة مُتيمة
-أنتي اللي مصبراني ع كل حاجة..ظهورك فـ حياتي تاني..دا نعمة من ربنا مقدرش أبعدها عني..خليكي جمبي..قويني
أنت تقرأ
عشق الذئاب (الجزء الاول ) للكاتبه اسراء على
Lãng mạnجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه اسراء على صفحه الفيس بوك باسم :روايات بقلم إسراء علي وقعت فريسة في يد ذئب..لتُدرك أنها هالكة لا محالة...لم تكن مذنبة سوى أنها بريئة... وقعت بين براثنه لينهشها بلا رحمة..فتوقف الزمن عند لحظات فاصلة..فالذئب قد وقع فريسة...