البارت التاسع

6.1K 128 29
                                    

كان القصر يضجُّ بالفرحِ والبهجةِ فها قد قرر الزعيم ميكائيل واخيراً ان يتزوج ، لم تتوقف التجهيزات للحفل ابداً فها قد اكتمل كلّ شيءٍ تقريباً ، فمنذ ان سمع اليكس و روبيرتو بقرار ميكائيل المفاجيء بالزواج من خلال اتصال جوزيف بهم قرروا ان يؤجلوا صدمتهم بالخبرِ لحين التجهيز للحفل فالزعيم قد قرر ان يتزوج بيومٍ وليلةٍ فقط ، لن ينكروا انهم سعدوا بخبر زواجه ذاك ولكن ما زاد صدمتهم هو انّ الوغد سيتزوج من يعشقها فقط لأذلالها والأنتقام منها ، وهذا ما جعلهم يدعون ان يتمَّ كلَّ شيءٍ بخير، ومن دون مشاكل او احراجات امام اكابر البلاد والذي قام اليكس بدعوتهم رغماً عن ميكائيل الذي طلب منهم حفل بسيط للعائلة فقط ولكن ما ان سمع اليكس انّ رفيق عمره سيتزوج بحبيبتهِ حتى طار فرحاً وكأنما هو من قام بالزواج من حبيبته كارولين، فميكائيل ليس فقط صديق عمره بل هو بمثابة اخ له لم تلده امّهُ ، لذا قام بالاشراف بنفسه على الحفل بمساعدة جوزيف و روبيرتو ،وقام بدعوة سياسيين ومشاهير الفنانين، اما بالنسبة لأيزابيل فلم تسعها الارض من شدّةِ فرحها عندما علمت من جوزيف ان الزعيم يأمرها ان تجهّز لحفل زفافهِ ، ومن شدة فرحها وصدمتها بالخبر لم تسأل عن (الفتاة الأعجوبة) التي استطاعت تغيير رأيه واقناعه على الزواج بها ، المهم انّه سيتزوج وسترى اطفاله بعينها قبل ان تموت ، فضلا عن ان ميكائيل طلب ان يبقى سرّ زواجه من انجل بالذات بينه وبين اليكس وروبيرتو و جوزيف فقط، حتى ان زوجة اليكس ليزا لم تعرف بالامر وقررت ان تتعرف على عروسهِ بالحفلِ .. وحتى كارلا لم يخبرها جوزيف بشيء سوى ان عرس الزعيم غدا ، لم يبق احدا منهم لم يصدم بخبر زواجه المفاجيء ذاك ومن هي العروس التي استطاعت ان تغير رأيه ، ولكنها ساعات قليلة فقط تفصلهم عن معرفة ذلك ..

امّا انجل فقد كانت في حالة صدمة تاامة من خبر زواج ميكائيل ، فقد سمعت بالخبر عندما كانت في المطبخ عند ايزابيل و جوليا تتناول طعامها معهم وفور سماعها للخبر من لسان ايزابيل سقطت الملعقة من يدها تلقائيّاً وبقيت في حالة صدمة لعدّة دقائق حتّى انّها لم تشعر بأيزابيل التي كانت تركضُ خارجةً من المطبخ لتبشّر الخدم بالخبر ، وجوليا التي خرجت تلحق امّها وهي سعيدةً بالخبرِ ايضاً، شعرت انجل لحظتها انَّ الدنيا اظلمّت بعينها، وانّ اطرافها قد شلّت عن الحركة، لالالا مستحيل لا بدّ انّهُ كابوسٌ لعينٌ.. نعم لابدَّ انَّهُ كذلك ، فهل يعقل انّهُ بعد كل ماعاشته معه من الأحساس بقربه وامانه حتى عندما كان يقسو عليها.. هل يعقل ان يذهب كل هذا الامان دفعةً واحدة وبهذه السرعه؟؟؟!! هل يعقل ان ينتقم منها على تعاونها مع دانيال ضدّهُ بهذه الطريقة؟! الم يجد طريقةً اخرى غير هذه؟! يقتلني مثلا؟! لالا سيكون قتلي سهلا جدا ولن يشفي غليله.. حسناً ليحرقني حيّةً امامه.. ليعذبني يوميا كما كان يفعل سابقا .. اللعنة عليه ليفعل ايّ شيءٍ يخطر على عقله المريض ولكن لما اختار الزواااج؟وبهذه السرعة؟!! هل يعتقد انّهُ سينتقم مني هكذا؟! بزواجه من عاهرةٍ ما؟! اقسم انّي سأقتلها ما ان تطأّ قدماها القصر.. كانت انجل تفكّرُ بكلّ ذلك ولم تشعر بنفسها وهي تنهار جاثيةً على ركبتيها على الأرضِ .. تحوّل نظرها الى يدها التي صبغت باللون الأحمر ، دهشت انجل من منظر يدها ، اووه اللعنة كانت تحمل سكينا دون وعي منها وقد جرحت يدها وهي تضغط عليها اثناء تفكيرها بأنتقام اللعين ميكائيل منها، كيف وبلحظةٍ استطاع تغيير داخلها بهذه الطريقة البشعة؟! شعور بالخوف والغضب والحقد والغيرة تملكها بآنٍ واحدٍ ، اللعنة عليه استطاع السيطرة على عقلها وقلبها ايضاً ، لم تهتم انجل لجرح يدها فلم يكن يؤلمها بقدر جرح قلبها فقد شعرت انّه سيخرج من صدرها بأيِّ لَحظَةٍ ، وضعت يدها المجروحة على قلبها وهي تعصره بقوّةٍ علّها تهدّىء من دقّاتهِ التي اخذت بالتسارع اكثر فأكثر ، ومع كلّ دقّةٍ يؤلمها قلبها اكثر، نزلت دموعها منهمرةً على خدّها وهي لا تعلم حتّى ماذا جرى لها ، هل يعقل انّ حبّها له وصل للحد الذي يؤلمها؟! .... قاطع افكارها تلك اصوات الخدم وهم يتوجهون للمطبخِ لذا نهضت مسرعه وهي تمسحُ دموعها وتخرج من الباب الخلفي متوجّهه لغرفتها وهي توهم عقلها بأن ماحدث معها قبل لحظاتٍ كان بسبب شعورها بالغضب فقط.. فها هو قاتل ابيها يعيش حياته بطولها وعرضها ويقرر ان يتزوج ويهنأ بزواجهِ، اقسمت بداخلها وهي تغلق باب غرفتها انّها ستفسد زواجه ذاك مهما كلّفها الأمر ولن تدعه يشعر بالسعادة ابداً طالما حرمها منها حتى لو اضطرّت الى قتل العاهرة التي استطاعت تغيير رأيه وسرقة قلبه وعقله بيوم زفافها ، توجّهت للمرآةِ وهي تنظر لحالها كانت تنظر لتقاسيم وجهها وجسدها وتمتمت دون وعيٍ منها >لما لست انا؟! لما لا اعجبك؟! هل ينقصني شيء؟! انا املك الشكل والجسد الجميل ، اه نسيت لابدّ انّ زوجته العاهرة تملك قوّاماً طويلاً والرجال حاليّاً يحبون ذوات الطول ، لا يهم .. لا يهم من تكون ولا يهم كيف تبدو اقسم اني سأشرّح وجهها ذاك امام عريسها الوسيم غداً < ضحكت لأنعكاس صورتها في المرآة بلا وعي كالمجنونة وهي تأخذ منشفتها و تتوجه للحمام لتستحم وتتهيّأ لأفتعال كارثة في الحفلِ ، فليس من اللائقِ ان لا تهدي حبيبها وقاتل ابيها هديّةً خاصّةً بهذه المناسبة السعيدة...

سجينتي للأبدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن