البارت الخامس

344 24 9
                                    

البارت الخامس:
.
*في صباح اليوم التالي:
تمام الساعة السادسه، شهدت المستشفى دخول رجلٍ انيقٍ اعتادت على وجوده من قبل، رجلٌ طويل القامة عريض المنكبين، يرتدي سترةً سوداء بقميصٍ ابيض وربطة عنقٍ مخططه بشكلٍ مائل باللون الأسود واللون العودي الذي يناسب لون المنديل الستان الموضوع في جيب جاكيت البذله... عيناه بنيتان ناعستان و شعره شديد السواد مصففٌ بعنايةٍ بشكلٍ شبابيٍ يناسب سمار بشرته و ملامحه الوسيمة المائلة الى الملامح الآسيوية اكثر من الأمريكية؛ نسبةً الى امه التي كانت من اصولٍ كوريه....

اجل يا اعزائي، انه "هاري بيترسون"، الجراح الذي خذل الحيات فعذبته فأعتزلها، عاد إلى هيأته القديمه، ولكي أكون اكثر دقه، عاد الى ملامحه وهيأته التي تشبه إلى حدٍ كبيرٍ ملامح وهيأة الممثل الكوري الوسيم "جونج يوو".

كان ينظر إليه جميع ممرضي المستشفى اثناء سيره في الممر،
"ايعقل ان الطبيب "هاري" قد عاد مجددًا؟!"، "ألم يختفي منذ اشهر؟!".

اكمل سيره غير مبالٍ لأي أحدٍ حتى وصل الى مكتب "زاك كامسون".... طرق الباب فسُمِحَ له بالدخول.
 
- هذا غير معقول!، اخيرًا عاد "هاري بترسون" الذي اعرفه؟!
  - لننهي الأمر بسرعةٍ يا هذا.
  - ألا تريد معرفة التفاصيل؟
جلس "هاري" امام مكتب "زاك" منتظرًا منه التحدث.
  - العملية بسيطةٌ للغايه؛ لن تحتاج الى بذل الكثير من الجهد.. كل ما عليك فعله هو انتزاع عينان.
  - عينان؟!
  - اجل، انهما عينان نادرتان للغايه، عينان بدون بؤبؤ.. تعرف ان الرئيس يحب الأشياء النادرة كهذه، ولا داعي للقلق لن يؤنبك ضميرك هذه المره؛ فمالك هاتان العينان قد سئم منهما لأنهما تعيقانه عن الرؤيه؛ نحن نسدي له معروفًا.
  - ايًا يكن، دعنا ننهي هذا وحسب.

استعد "هاري" لدخول غرفة العمليات وارتدى الزي المخصص فوق زيه الأصلي قبل دخوله طرح عليه "زاك" سؤالًا أنْ: "هل تذكر كيف كنت تستخدم تلك الأدوات ام ان التشرد انساك اياها؟".
نظر إليه "هاري" نظرةً ميتةً تدل على الملل.
زاك: ههه كنت امزح فحسب.
  - لا تمزح معي.
  - حسنًا.

قالها "زاك" وكأنه يريد القوم "ان كنلك عند الكلب حاجه قوله يا سيدي"...
ربما خانني التعبير ولكن اعذروني لم استطع منع نفسي من التعبير بهذا الشكل.....

هاري: اين العينان البديلتان.
زاك: لا توجد عينان بديلتان.
  - سنتركه من دون عينان؟!
  - صدقني يستحق ذلك؛ لذا لا تعلّق كثيرًا وافعل ما طُلب منك كي لا يندم كلانا

لم يجد "هاري" تعليقًا مناسبًا؛ لأن "زاك" يمسكه من اليد التي تؤلمه، فدخل الى غرفة العمليات في صمت، ودخل لمساعدته ممرضٌ من طرف "زاك"؛ نعم فلا محل للثقة في قلب ذلك الشخص.

استعد الجراح الماهر بكل ما يملك من قوةٍ لأتمام هذه الجراحه، اغمض عيناه واخذ نفسًا عميقًا استعدادًا قبل البدأ، ثم فتحهما على وجه الفتى الذي لم يتخطى سن الخامسة عشر...
لوهلةٍ تذكر ابنه، وخطر في باله ان ابنه لو كان حيًا يرزق لأصبح في عمر هذا الفتى يومًا ما... هل يستطيع فعل ذلك حقًا؟... هل سيبيع ضميره مجددًا؟

عميان البصيرة | "جاري التعديل.."حيث تعيش القصص. اكتشف الآن