الفصل الثاني عشر

222 18 4
                                    

شخصٌ غير "لوكاس" إن وُضع في هذا الموقف كان عليه أن يستسلم من محاولة فتح الباب ويجد اي مكانٍ يحتمي فيه مدركًا ان هذا دلالةً على شيءٍ سيءٍ يحدث...
ولكنه لم يفعل ذلك، بل حاول بجهدٍ اكبر كي يفتح الباب...
هذا لا يعني انه غبيٌ او انه لا يجيد التفكير، بل ان هذا كان تصرفًا لا اراديًا بسبب رهبته منذ صغره من أن يوضع في مواقف كهذه، لقد مر بمواقف مشابهةٍ سببت له عقدةً ليس من الأماكن المغلقة، بل من أن يتم احتجازه بشكلٍ كهذا بالذات....

عندما وجد "هاري" انه قد عجز تمامًا عن مواجهة رغبة "لوكاس" المُلِحّة في فتح الباب، ترك الباب بشكلٍ مفاجئٍ مما أدى إلى ارتطام "لوكاس" في الحائط المجاور للباب، وبسرعة بديهةٍ اقتبس "هاري" الموقف وعاد إلى الخلف بسرعةٍ فأرتطم الطبيب المزيف في الحائط بشكلٍ قويٍ أدى إلى فقده لتوازنه ممّا سهّل على "هاري" ان يتحرر من السجن الذي ألتف حول عنقه ووجه لكماتٍ متتاليةٍ له أدت إلى فقده لوعيه أيضًا...

حلت السكينة لفترةٍ وجيزة وبدأ "هاري" بفرك عنقه الذي آلمه بشدةٍ بعد هذا الموقف الجهنمي..
بعدها اتجه إلى "لوكاس" وساعده على الوقوف..
  - يا فتى ما كان عليك الإصرار على المعافرة؛ لقد كدت تكسر يدي...!
  - ما الذي يحدث بالضبط؟!
  - لا وقت للشرح، علينا الخروج من هنا، ولم يعد بإمكاننا الوثوق بأحد.

خرج كلاهما من المستوصف وعادا إلى السيارة وانطلقا من هذا المكان أخيرًا..
هاري: كيف تشعر الآن؟
لوكاس: أشعر ببعض التحسن، لا أعرف إن كان هذا سيدوم طويلًا ولكن عنقي لم يعد يؤلمني.
  - أنا من بات عنقي يؤلمني الآن، لقد كدت أموت بالفعل...
  - انا آسف...

قال "لوكاس" جملته الأخيرة بانكسارٍ شديدٍ لاحظه "هاري" فوجّه إليه نظره بدلًا عن الطريق... وفي ثوانٍ تغيرت ملامح "لوكاس" وبدأت تنهمر دموعه بغزارةٍ ولأول مرةٍ سُمِع له بكاءً ذا صوتٍ ملحوظ.
هاري 'بتعجب': أنت يا فتى ماذا دهاك؟!، أنا لم أقصّ عليك ما حدث حتى...!
اوقف "هاري" السيارة على جانب الطريق ولم ينطق بحرفٍ طوال خمس دقائقٍ مرت منذ وقوفه واستمر "لوكاس" في البكاء خلالها، إلى ان هدأ قليلًا.

هاري: أفضل؟
مسح "لوكاس" دموعه قائلًا بأسلوبه الهادئ المختلط بالحزن: "اعتذر...".
هاري: لا تفعل بي هذا فجأة؛ تجعلني أشعر وكأنني أحسدك عندما افكر في انك شخصٌ قوي ولديه قدرة هائلة على التحمل....
  - ليت قدرتي على التوقف عن إلحاق الأذى بالآخرين كانت تفوق قدرتي على التحمل...
  - كف عن لوم نفسك لقد تفوقت علي في هذه النقطة..
لوكاس 'بنوعٍ من الغضب': ماذا عساي افعل غير هذا اذًا؟!، يكفي أنني صامدٌ رغم أنني لا اعلم لمَ يحدث كل هذا.. أكثر من هذا قد أنفجر...

اثناء جملته الأخيرة حرك "لوكاس" يده بنرفزةٍ أدت إلى سقوط علبة المناديل التي كانت بجواره والتي وُضِعت في حافظةٍ تبدو ثمينة.

ألتقط "هاري" الحافظة التي سقطت بين قدميه قائلًا: "يا فتى انتبه لا تفسد شيءًا؛ هذه سيارة "كارول" وليست سيارتي، وحافظة المناديل هذه بالذات عندها اهم مني أنا شخصيًا....
  - تعرف أنني لم اقصد هذا انا لا أرى بعد كل شيء.

عميان البصيرة | "جاري التعديل.."حيث تعيش القصص. اكتشف الآن