2

1.2K 67 26
                                    

كان ميلادي في قرية قريبة من الحلة - منطقة أهل السنة - و هناك ترعرعت و كان
صباي ..

و لٲن قريتنا كانت نائية و قريبة من الصحراء فاننا نحن الصغار ( كنا نكسب بعض النقود بآن نذهب الى أطراف الطريق لندل القوافل على وجود خان للااستراحة في قريتنا) .
ذات يوم سمعت من أحدهم أن هناك قافلة كبيرة قادمة عند منتصف النهار ، هرعت
أخبر أحمد و تمكنت بعد كثير من المحاولاة اقناعه بعدم اخبار بقية الصبية .
خرجنا من القرية باكراً دون أن نحمل معنا أي زاد ..

كانت الصحراء واسعة و خالية و مع ارتفاع الشمس بدأت حرارة الجو ترتفع لكننا رغم ذلك قطعنا اميالاً بحثاً عن القافلة ، مضت الساعات و لا اثر لها ، اشتد الحر و كانت
الشمس تتوسط السماء ملتهبة متقدة ،
سآل احمد و هو يجفف عرقه ان كنت على يقين من الخبر فكان ردي بلايجاب ،

تسائل : ماذا يمكننا فعله الان ؟
أشرت الى أبعد تل: فلنذهب الى هناك في امل نعثر على أحد ونعود .
ظهر الاستياء على وجهه و هو يقول :

نعود ؟! لم أقطع كل هذه المسافة لٲعود خالي الوفاض !
حين وصلنا الى التل كدنا على وشك الهلاك ، لم يعد بامكان أحمد المشي فبدأ يجر رجليه جراً وقد احمر وجهه وتدلى لسانه ولم اكن في حال أفضل منه .

مع ارتفاع الشمس تحولت أشعتها الى
حمم تنصب على رؤسنا فغارت عيوننا و أصبحت الرؤية صعبة والادهى أننا حين صعدنا التل لم نجد سوى صحراء ممتدة ، لا أثر لقافلة ولا لانسان ولا لشيء يتحرك في ذلك السكون !!

هنالك حدث الشجار و احتد حتى اشتبكنا ، تدحرجنا معاً اصتطدم ً
ر أسي بشيءٍ و غبُت عن الوعي !
حين استعدت وعيي كنت محمولاً ، أحمد يمضي بخطى ثقيلة منهكة و قد أردفني خلفه ، أردت ان أ بقى مراتحا على كتفيه غير أن أنفاسه المثقلة ألمتني فتحركت ، توقف بلهفة و أنزلني ليسألني بوجنات حمر محترقة و شفاه ذابلة لكن ببتسامة : هل أنت بخير؟
استلقيت على ظهري ، لكن لساني كالخشبة اليابسة .

قال لي : لا بآس ، تحمل قليلاً ..
سرح بي الخيال الى حال اهلي رأيت نفسي ميتاً وسمعت بكاء أمي و نحيب أبي ، و
لكن .. هل سيتم العثور على جسدي ؟
خوف مهول جثم على قلبي هل من الممكن أن لا يحدث ذلك ؟! اّلذئاب ! ماذا لو عثر
علينا اّلذئاب و التهمونا أحياء ؟! كان تصور ذلك مرعباً الى درجة أنني تشبثت بيد أحمد
ً
نظراته كانت تعني أنه أدرك ما بي فقال : لا تخف سنصل الى مكان ما .

قلت : ليتنا نموت سريعا ! عض على شفتيه كان يريد أن لا يبكي ، خبآ وجهه بين كفيه و قال: فلنتوسل .
قلت : نتوسل ؟ لقد انتهى الامر !
قال : لا تيآس ان الله أرحم الراحمين يغيث عباده .

العاشق الذي جاء فيما بعد " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن