كان ميلادي في قرية قريبة من الحلة - منطقة أهل السنة - و هناك ترعرعت و كان
صباي ..و لٲن قريتنا كانت نائية و قريبة من الصحراء فاننا نحن الصغار ( كنا نكسب بعض النقود بآن نذهب الى أطراف الطريق لندل القوافل على وجود خان للااستراحة في قريتنا) .
ذات يوم سمعت من أحدهم أن هناك قافلة كبيرة قادمة عند منتصف النهار ، هرعت
أخبر أحمد و تمكنت بعد كثير من المحاولاة اقناعه بعدم اخبار بقية الصبية .
خرجنا من القرية باكراً دون أن نحمل معنا أي زاد ..كانت الصحراء واسعة و خالية و مع ارتفاع الشمس بدأت حرارة الجو ترتفع لكننا رغم ذلك قطعنا اميالاً بحثاً عن القافلة ، مضت الساعات و لا اثر لها ، اشتد الحر و كانت
الشمس تتوسط السماء ملتهبة متقدة ،
سآل احمد و هو يجفف عرقه ان كنت على يقين من الخبر فكان ردي بلايجاب ،تسائل : ماذا يمكننا فعله الان ؟
أشرت الى أبعد تل: فلنذهب الى هناك في امل نعثر على أحد ونعود .
ظهر الاستياء على وجهه و هو يقول :نعود ؟! لم أقطع كل هذه المسافة لٲعود خالي الوفاض !
حين وصلنا الى التل كدنا على وشك الهلاك ، لم يعد بامكان أحمد المشي فبدأ يجر رجليه جراً وقد احمر وجهه وتدلى لسانه ولم اكن في حال أفضل منه .مع ارتفاع الشمس تحولت أشعتها الى
حمم تنصب على رؤسنا فغارت عيوننا و أصبحت الرؤية صعبة والادهى أننا حين صعدنا التل لم نجد سوى صحراء ممتدة ، لا أثر لقافلة ولا لانسان ولا لشيء يتحرك في ذلك السكون !!هنالك حدث الشجار و احتد حتى اشتبكنا ، تدحرجنا معاً اصتطدم ً
ر أسي بشيءٍ و غبُت عن الوعي !
حين استعدت وعيي كنت محمولاً ، أحمد يمضي بخطى ثقيلة منهكة و قد أردفني خلفه ، أردت ان أ بقى مراتحا على كتفيه غير أن أنفاسه المثقلة ألمتني فتحركت ، توقف بلهفة و أنزلني ليسألني بوجنات حمر محترقة و شفاه ذابلة لكن ببتسامة : هل أنت بخير؟
استلقيت على ظهري ، لكن لساني كالخشبة اليابسة .قال لي : لا بآس ، تحمل قليلاً ..
سرح بي الخيال الى حال اهلي رأيت نفسي ميتاً وسمعت بكاء أمي و نحيب أبي ، و
لكن .. هل سيتم العثور على جسدي ؟
خوف مهول جثم على قلبي هل من الممكن أن لا يحدث ذلك ؟! اّلذئاب ! ماذا لو عثر
علينا اّلذئاب و التهمونا أحياء ؟! كان تصور ذلك مرعباً الى درجة أنني تشبثت بيد أحمد
ً
نظراته كانت تعني أنه أدرك ما بي فقال : لا تخف سنصل الى مكان ما .قلت : ليتنا نموت سريعا ! عض على شفتيه كان يريد أن لا يبكي ، خبآ وجهه بين كفيه و قال: فلنتوسل .
قلت : نتوسل ؟ لقد انتهى الامر !
قال : لا تيآس ان الله أرحم الراحمين يغيث عباده .
أنت تقرأ
العاشق الذي جاء فيما بعد " مكتملة "
Short Storyكنت في حالة غيبوبة ، لم اكن استطيع النظر بامكاني أن أسمع تمتة أحمد لقد نجونا ً ، رفعت ر أسي بصعوبة ، كان الرجل ذو الرداء الابيض شاباً يبتسم كاشفاً َمبسم منير و هو يقول بصوت عميق :" أي نداء ناديتم ، ارتجت السماء والارض لوقع نداءكم لرسول الله (ص...