4

548 54 11
                                    


كنت على يقين أن الاجابة التامة عند أحمد ّلذا انتهزت غياب أبي ذات يوم و ذهبت اليه وجدته على خلاف توقعي سعيداً فرحاً كما لم يكن من قبل ، احتضنني بشوق مضاعف
ً قائلاً : هل أذوك ؟
أجبته : لقد عاملوني بقسوة ! انني لا اتجرا حتى على الخروج من المنزل ،لا اكاد أخرج
حتى تتردد كلمة مجنون مجنون فآرجح العودة سريعاً, و من جهة أخرى اجبرني ابي ان لا اتحدث مع أي شخص عن ما حدث ، و لاهم ان التقي بك ,أحـمـد !! بدات أشك
في أن كل ما حدث كان وهماً

أمسك بكتفي وهو يقول : ليس من الصواب الحديث هنا ، لنذهب الى البستان  ..
جلس ساكتا
لكن اببتسامة على شفتيه ، سآلته : هل عاينَك الحكيم ؟ هز رأسه ضاحك
: و أي حكيم ! كان يريد اجباري على تناول دواءه لانني كنت معك و تناولنا الحنظل ، لكن والدي منعه قائلا له لا اعلم ما اّلذي شاهده ولدي او سمعه و لكنه الان يبدو في حال أفضل من السابق !

سآلته : ألم تخبر اباكا بما حدث ؟
أجاب : و هل أستطيع ! لقد اخبرته بكل شيء غير أنه اوصاني أن لا احدث الاخرين به لان ذلك قد يعرضني للخطر .. انك لا تستطيع تصور حالته ، لقد هرع الى كتبه
وبقي معتكفا عليها حتى المساء ، ليخبرني بكل سعادة أنه تمكن من معرفة هوية المولى ! ً
شعرت بحرارة تنبعث داخلي ، تمكنت من ابتلاع ريقي بصعوبة : لقد جئت اليك لأطمئن أن ما شاهدته كان وهماً و أنت تبشرني بمعرفة الهوية الحقيقية للمولى ؟


قال احمد : لقد أذوك كثيراً ! و الا ما حدث لم يكن لينسى وليس قابلاً لشك بهذه السهولة ! اولا تذكر تكل الطلعة البهية و تكل الرائحة العبقة ، أتستطيع حقا أن تنىسى كل ذلك ؟

قلت : و هل أستطيع النسيان ؟ حدثني عما عثر عليه أبوك ؟

كان وجه أحثد متهلهلاً و عيناه تلمعان قال منفعلاً: ان ما قاله أبي يطابق كلام المولى و صفات امام الشيعة الغائب ابن الحسن العسكري ، ان له عدة اسماء .. محمد ..
عبد الله .. مهدي أتذكر حين قال أنه ابن الحسن ابن علي ؟ أتذكر معاجزه ؟ ان أبي يقول اذن هذا الشخص ليس عادياً انه غير مقيد بمكان أو زمان.

قلت: و لكننا لسنا شيعة فلماذا أغاثنا؟!

صفق بيديه في انفعال : ان أبي يقول ان ولي الله على الارض هو من يغيث كل مكروب , اي كان اعتقاده و مذهبه.. أه لو كنت تدرك حالي ! انني اتمزق شوقا ً ،
أتمنى لو كان بماكاني الرحيل بعيدا لابكي واناديه حتى يٲتي الي , وحينها ساتعلق به و أذهب معه حتى يذهب , اتذكر الرجل اّلذي كان معه ، أتذكر كيف كان ينظر الى
المولى بوله ؟..سآذهب ..نعم انا ذاهب
،حتى أبي قد أمن بوجوده و هو يقول الى انك لن تطيق الصبر و ستلتحق به !

أرعبني شوقه هذا ، تسائلت : أحقا
تريد اّلذهاب ؟ ماذا عن عائلتك ، ماذا لو تهت هذه المرة حقا ولم يغثك المولى؟
، ما أنت فاعٌلاً حيهنا ؟ ً

بدى الاسى جليا في عينه وهو يحدق
مبتسما ، تقدم ليضع يده على كتفي: صدق المولى مرة أخرى ! احمد عاجلاً .. محمود فيما بعد ! لا يا محمود انا ليس لدي ادنى شك ، انني على يقين أنه سيدركني لو ناديته بصدق .
 

ً


أحتضنني بشكل مفاجئ و بقوة وهو يقول : سآشتاق اليك ، أنت الشخص اّلذي
يشاركني هذا السر المقدس ، ّلذلك انت
الاعز على قلبي ، في أمان الله.
كنت أريد اّلذهاب معه لكن تآنيب ابي القاسي منعني ، كان أمل فراقه موجعا لان تصور أنني لن ألتقي به ثانية  سحق روحي ، ولم اعلم لماذا كنت على يقين أن ذهابه سيجعل بلوغي للمولى خيالاً محضاً !









العاشق الذي جاء فيما بعد " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن