5

691 63 34
                                    

مرت السنوات ، أصبحت شاباً يافعا
ً محملاً بواجبات الحياة ، ّلذا حين أصبح لدي شيء من املاك أضفت اليه ما كان والدي قد اذدخره لي و قمت بشراء بعض الدواب لؤجرها للزوار والمسافرين اّلذين يقصدون الكاظمية و سامراء و كنت في بعض الاحيان أضطر للسفر معهم ، الا أن بعض التجار كانوا يتصرفون و كٲنهم
استآجروني أيضا ! يعاملوني
كعبد لهم يآ مرونه و ينهونه و كان هذا يغيظني جداً

ذات مرة استآجر الدواب بعض التجار
وكادوا أن ُيهلكوا الجمال بثقل بضاعهتم وعدم مبالاتهم ، ثم انهم بخسوني حقي وذهبوا فجلست بجانب دوابي المهنكة أجفف عرقي حامقاً ،

في تلك الاثناء اقترب مني رجل يرتدي
الابيض ، كان طويل القامة نحيفاًً ، سآلني
في ابتسامة مريحة : أانت محمود الفارسي؟ يقال أنك تؤجر الدواب .
قلت : نعم أنا محمود الفارسي و لكنني لم أعد أؤجر دوابي ، لقد أنهكتني أخالقيات
المسافرين فلتقصد غيري.

قال بلطف : و لكن ليس سوى محمود الفارسي من بامكانه أن يآخذنا الى سامراء في أقصر وقت
.
ُ ازداد ألمي و قلت :  نعم ، أنا أقوم بذلك
و لكن يبخس حقي !

كان مبسمه مشعا حين قائلاً : ان تصرفات الاشخاص تتفاوت ، في الواقع نحن بضعة أفراد من الشيعة نريد أن نصل الى سامراء بسرعة ، سندفع الاجرة مقدما وبآي سعر تحدده, والان اسدي الي معروفا و لاترد طلبي .





استطاعت نبرة صوته الاخوية أن تهدأني
قلت : ان الدواب الان منهكة وعطىشى
سآسوقها الى العين  غدا تعال هناك
و سآخربك ان كنت سآجيء أم لا . ً
قال : جزاك الله خيرا ، و مضى ..
كان من اشقى الاعمال سقاية الدواب ، خاصة الجمال فقد كانت عنيدة و صعبة ، أهلكني أحدهم و هو يلوي رقبته و يرمح حتى بدات اشتم ، سمعت صوتاً من خلفي : لماذا تشتم خلق الله ؟
كان رجل امامي و معه صاحبه بعمامة خضراء و قامة أقصر.. ساعدني الاثنان كثيراً حتى أن أحدهم دخل  الماء الى منتصفه ، شعرت بالامتنان الكبير  اذ لم
أكن قد التقيت من قبل من لديه هذا الخلق الرفيع ، كان احدهم يُدعى جعفر بن خالد و الاخر محمد بن ياسر

، قال لي : ان لم نساعد أخانا المسلم فآي مسلمون نحن ؟!

اتفقنا على أن يكون ميعاد السفر بعد يومين فقام باعطائي مقدماً كامل الاجرة  رغم رفضي ، كنت سعيداً جداً بصحبهتم و لم يكن سروري من اجل المال ، بل لإيمانهم الصادق المتجلي في كل أفعالهم و أقوالهم انا اّلذي ايماني  محصوراً في الصلاة و الصيام فقط.

كانوا أربعة عشر شخصا وكانت السماحة و المودة تغطي قسمات وجههم حتى انني ً
كنت اشعر بالخجل كلما أدرت وجهي للخلف لتطالعني ابتساماتهم الاخوية .

🎉 لقد انتهيت من قراءة العاشق الذي جاء فيما بعد " مكتملة " 🎉
العاشق الذي جاء فيما بعد " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن