بنظره هو حب في وضع استواء لا يميل إلا على خط وهمي بين حافتي الهاوية و بنظرها من أصدق المشاعر التي قد تعيشها ، حب دون موعد أو دعوة و لم يبنى على اختبار القلب و لا المصلحة.
خرج منه الكلام بدون إرادة : السبب لا يتعلق بك شخصيا إنما كل ما يمكنني شرحه لك أنني لا أصلح للحب فقلبي مهجور ، منتهي الصلاحية و لا شيء لأقدمه لك مقابل مشاعرك الصادقة.
مدت يدها تتخلل بأصابعها خصلات شعره و هي تقول : تملك قلبا و النبض لا يغادره ، أنت بحاجة لإعادته للحياة هذا هو المطلوب منك فقط.
أجاب بصدق : لا أريدك أن ترمي قلبك من أجل فرصة ضئيلة فبالنهاية لا أحد يتحملني ، البقاء معي أشبه بالمشي على بقايا الزجاج المهشم.
آريوم : لا أخاف من كلماتك المزعومة ، الحب كالأراجيح قد نقع و نحن نتعلم امتطائها و ننجح منذ المحاولة الأولى.
نظرت لعينيه و هي تقول بترجي : إلى متى ستسمح للطعنات بالتلذذ بقلبك ؟ إلى متى ستمتد حلقة جفائك التي لا تريد كسرها ولا تسمح لي بإختراقها ؟
عيناه تائهتان و ملامح وجهه المنقبضة والقلق العاصف المختلط بشعور بالضياع لم يعرف ما الذي يمكن قوله في مثل هذا الموقف ، فقرر اتباع مشاعره التي حاول إنكارها و اعتبارها سرابا لن يودي به إلا للهاوية.
- ضمها إليه بقوة وهي يلف ذراعيه حول خاصرتها ثم أسند ذقنه إلى كتفها قائلا : مر وقت طويل منذ أن حبستُ مشاعري في علبة صماء و شرخ روحي بات لا يعرف الفناء ، ساعدي بقايا هذا الإنسان...ساعديني !كان صوته يحمل نبرة يائسة وهو ما يزال يتمسك بها بقوة ، يُشعِرها بحاجته إليها مصرحا بأن تمنحه ما يحتاج إليه من حب....حبها الذي أفضت له به عدة مرات هذا اليوم و هو لم يمانع في سماع تلك الهمسات في لحظة انهياره أمامها ، ضمها بقوة أكبر وهو يرفعها بين ذراعيه ويهبط بها على السرير ، أخفى وجهه في صدرها وبينما هي تمرر أصابعها على خصلات شعره برفق شقت شفتاه طريقها لنحرها و هما تنشران قبلات لاهبة ثم ارتشف من رحيق ثغرها الذي لم يسلم من عاصفة جنونه...من جانبها لم يسعها سوى الضياع في صدره و أخذت تتحسس وجهه بأناملها غير مدركة لكمية المشاعر التي خلفتها في قلبه....تشبتث بذراعيها على ظهره وهي تستنشق عطره الرجولي الذي أخذها لعالم ينفي جانبها الواعي و يطلق العنان للجانب اللاواعي فيها.