تحول الربيع صيفا ، والخريف شتاءا...أقف و لا أدري أين ستلقي بي سطور الحكاية ؟ كنت يومها بذلك المكان لم أحرك ساكنا كأنني بدون روح.
- أقف أمام شرفتي أشتهي مرور طيفك أمام ناظري ، فأعود حيث بدأ كل شيء !
~~~
كؤوس دوى تقارعها في أنحاء المطعم الصاخب ، شربت القدح دفعة واحدة وكأنها تريده أن ينسيها ألمها الذي تضاعف بعد إثنى عشر شهرا من الفراق ، تجرعت الثاني آملة أن يطفأ إحساسها بالحياة هذه المرة ثم سكبت الثالث و هي تسبح على متن حلمها الأثيري قائلة بصوت جهور : نخب حبكما الحقيقي صديقايَّ العزيزان.
أمسكت نارا بيدها لتمنعها من شرب الكأس بين يديها و هي تنهرها : يبدو أنك شربت الليلة فوق احتمالك ، هذا يكفي !
ألقت بكلماتها متداعية الغبطة ولكن بداخلها شعور يصرخ ألما : ما الخطأ في ذلك ؟ أنا سعيدة لأنني أصبحت طبيبة ناجحة كما حلمت دوما ، أخي أصبحت صحته أفضل بكثير مما كانت عليه و أنت و شيون تحبان بعضكما و سترتبطان مستقبلا...أي سعادة أعظم من هذه ؟
نارا هامسة : تعلمين جيدا أنك لن تخدعني بهذا الكلام.
وجدت نفسها تخبرها بنبرة مريرة تخفي خلفها غضباً مكبوتاً يكاد يفترسها : هذه مشكلتي ، لا أستطيع التظاهر حتى و إن أردت بينما هو ادعى اهتمامه بي بكل سهولة.
- مسحت دمعة نزلت على خدها لتسترسل : على ما يبدو أنني أعاني عذاب الحب ، الجميع حصل على حب حياته...أنتِ و الطبيب ليتوك الذي تزوج مؤخرا و كل ما غنمت به أنا في النهاية حب مرضاي.
لكز شيون نارا بكوعه بخفة لتسارع إلى التحدث بجدية : هنالك طبيب نفسي يكون صديق طفولتي.
- قاطعتها آريوم بدهشة وعينان جاحظتان : هل تظنينني أعاني من اضطرابات عاطفية بسبب ما قلته؟
نفت بيدها محاولة شرح المغزى المقصود : ليس هذا ما عنيته ، حدثه عنك مسبقا و يريد بشدة أن تحظيا بأول موعد معا.
نظرت إلى الساعة في معصهما و أردفت : لا بد و أنه في طريقه إلينا الآن.
وضعت هاتفها في الحقيبة ثم أشارت لزميلاتها في العمل : انظري لعدد الفتيات الجميلات حولنا ، لابد أن واحدة على الأقل ستلفت إنتباهه.