هل السعادة كافية ؟

60 5 48
                                    

" لا يمكن ان تتجاوز معرفة الإنسان خبرته و تجاربه"
-جون لوك ١٦٩٠م

الرابع من اكتوبر الساعة العاشرة و خمس و عشرون دقيقة .

لماذا تبعت أوري؟

سمعت صدى سؤاله عدة مرات في رأسي

"ما الأمر؟ لقد سألتك سؤالا، آه... لابد انك تجهل اسمها ، أعني ، كم فتاة تبعتها في الفترة الأخيرة بأي حال؟" لا يزال متحفظا و حذرا .

لم يكن الأمر أني اجهل اسمها ، لقد تفاجأت من سؤاله ، بمعنى أصح ، تفاجأت بأنه يعرف أوري. أو ربما لأني لا أعلم بما أجيب.

العديد من الردود تبادرت في ذهني ؛
لقد اردت محادثتها ،
فلتسألها بنفسك ،
لا علاقة لك بالأمر،
لكن جميع تلك الردود لم تبد مناسبة ، كما أنه مدربي بالرقص ، لا أريد أن أخلق جوا متوترا بيننا .

" أريد القول أنه لا شأن لك بالأمر ، لكن سأفترض أنك تعرف أوري ، لذا سأخبرك ببساطة ، دعوتها لشرب القهوة و تحدثنا ، يمكنك سؤالها إن أردت " أجبت بهدوء .

" القهوة إذا ؟ لم لم توقفها عند الإشارة بدلا من اللحاق بها خفية؟"

نقاش آخر أكره الخوض فيه ، يوجد أمور لا تفسر ! الأمر حدث بتلك الطريقة فحسب!

" هل أنا مجبر على الإجابة على أسئلتك؟"
كان ردي حادا مما خلق المزيد من التوتر بالأجواء ،

حدق كلانا بالآخر لمدة من الزمن ، لكن سرعان ما أنهى الصمت الذي دام بيننا .

" لا لا ، لم أرد أن يسير الحوار هكذا !"
قال ضاحكا ، تعجبت منه .

"حسنا ، أنا مدربك بالرقص و أنت و رفيقك و بورا اللطيفة تلاميذي ، لا ضغائن أو توتر فيما بيننا حسنا؟" قال بلطف .

أعني،إنه محق ، لكنه من بدأ هذا الحوار الغريب.

"لكن لا تقابل أوري مجددا " أضاف بعض الجدية .

" لا يحق لك قول ذلك " أضفت عندما شعرت أنه تعدى حدوده قليلا .

" أنا و أوري نتواعد " قال بسرعة بعد إنهائي لجملتي مباشرة .

"هل يحق لي قول ذلك الآن؟" حدق بي منتظرا ردي .

إذا فهو حبيب أوري ، أي شخص سيجن إن تبع رجل غريب حبيبته .

" حسنا ، بما أنك ذكرت ذلك ، نعم يحق لك ، لن أتحدث لأوري مجددا ، هل أنت سعيد الآن؟"

" كل السعادة ! شكرا لتفهمك الأمر ، لم أرد اللجوء لطرق أخرى" قال مبتسما .

what if life was gray?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن