" أنا فقط أعلم ، أني لا أعلم."
-سقراطالسادس عشر من مارس
مذكراتي :
اليوم هو اليوم السادس عشر من اعتزالي داخل معملي
قررت عدم الخروج حتى أكتشف حلا لحالتي الغريبة
لم أتمكن من إخبار أي شخص بالأمر ،كنت لأتهم بالجنون، و كان ليؤثر الأمر على مكانتي الإجتماعية، و سمعتي كعالمة متخصصة بالكيمياء الحيوية و الكيمياء الدوائية
لم أستطع المخاطرة ، لم أستطع حتى المخاطرة بإخبار أطباء آخرين
فقررت حمل الأمر على عاتقي ، و إيجاد علاج لحالتي بنفسي
لكن حتى أستطيع إيجاد ذلك الحل علي فهم هذه الحالة أولا
كان علي إبقاء حالتي مستقرة حتى يسهل علي فهمها ،
لذلك اعتزلت في مختبري
لأن أول ما لاحظته بشأن تلك الحالة ، أنها تبدأ بسماعي للأسم ، كما ذكرت في يومي الأول .
اعتزالي بعيدا عن الناس سيقلل نسبة سماعي لأسماء مختلفة بشكل كبير
و في خلال تلك الأيام ال١٥ السابقة هذا ما لخصته بشأن حالتي :
- عند سماعي لأسماء معينة أتذكر أشياء فجأة ، أشياء لا أذكر رؤيتها من قبل و أشخاص لا أعرفهم ، و أحيانا تبدو كأني أراها من منظور شخص آخر و ليس من منظوري .
- لا تبدو الذكريات كشيء تذكرته للتو ، بل كأنها كانت في عقلي سابقا لكني تسيت بشأن وجودها.
- بعد رؤيتي لتلك الذكريات تظهر بعض الأعراض الجسدية ؛ كالغثيان ، صعوبة التنفس ، اختلال بالتوازن ، نوبات فزع في بعض الأحيان ، و غالبا الدموع .
مع اختلاف شدة الأعراض ، لكن بلا نمط أو علاقة معينة ، لذا سأدعوها بمتلازمة .- يبدأ شخصي بالتغير ، دون أن ألاحظ الأمر ، لاحظ من حولي الأمر قبل أن أدركه ، لذا قررت استعمال المذكرات اليومية كأفضل طريقة لملاحظة هذا التغير ، و وجدت أن التغير يكون بشكل ملحوظ في بعض الحالات عن الأخرى ، بدون اي رابط او علاقة ، حتى بلا علاقة مع شدة الأعراض الجسدية مما يدعم قولي بأنها متلازمة .
-التغير الشخصي يحدث خلال ٣-٥ أيام بصورة قوية ، ثم تهدأ الحالة العقلية و النفسية خلال يوم إلى يومين ، لكنها لا تعود لحالتها الأصلية بتاتا .
-تولد بعض المهارات بلا تدريب خلال أقل من ٢٤ ساعة ، لاحظت الأمر لأول مرة عندما كنت اكتب تقريرا عن إحدى تجاربي، و كان خط يدي جميلا كالخطاطين تماما ، و خط يدي بالأساس غير مرتب و يصعب فهمه ؟لم ألحظ الأمر حتى سألني أحد زملائي ساخرا إن كنت آخذ دروسا بالخط ، لكن المفاجئ بالأمر أنني أجبت بنعم ! رغم أنه لم يحدث قط ! مما يقودني للنقطة التالية.
- تبدأ بعض المهارات و القناعات بالترسخ لا وعييا خلال أقل من ٢٤ ساعة ، و في إحدى الحالات ، كانت خلال أقل من ساعتين.
-عدد الحالات التي مررت بها حتى الآن هي ١٢ ، و لا أزال أجهل الكثير بشأن تلك المتلازمة ، لكني ابتكرت بعض الخطوات التي قد تقلل من تاثير الأعراض ،
و هي كالتالي :
١- الانعزال ل٢٤ ساعة على الأقل ، و محاولة الابتعاد عن التواصل البشري قدر الإمكان .
٢- محاورة الذات كثيرا لمدة ٤ أيام ، حتى تستقر القناعات و الحالتين النفسية و العقلية .
٣- تجنب الغضب و محاربته و محاولة الهدوء ، لأن الغضب في هذه الحالة المضطربة قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض النفسية كاضطراب القلق ، نوبات الفزع ، و أحيانا أفكار انتحارية .
مر ١٦ يوما حتى الآن و لم أجد شيئا يذكر ، حتى الخطوات المتبعة ليست إلا حلا مؤقتا .
أشعر بأنني أضيع أكثر فأكثر ، أشعر بأني حقامصابة بالجنون
جربت عدة عقارات للجهاز العصبي ، كانت العقارات تؤدي وظيفتها لكن لم تؤثر بالحالة ، مما يعني أن لا علاقة للأمر بالجهاز العصبي أو أن كل تلك العقارات لم تكن مصنعة لشيء كهذا .
أنا الآن وحيدة بمعملي ، مصابة بعدة أضرار جسدية و صحية من الأدوية ،
مصابة باضطراب القلق ، و الأرق .
عيناي لا تجد الراحة
و الألم لا يترك كلا من جسدي و قلبي
أشتاق لعائلتي كثيرا ، أشعر بأني لن أتمكن من رؤيتهم مجددا
أكتب مذكراتي في أمل أن أجد جوابا ، و إن لم أجده ، و وجد أحدهم تلك المفكرة ، رجاء فلتخبر الناس بقصتي ، لا تترك ذهابي لغزا
فالألغاز ليست مسلية كما تبدو ، فأنا تائهة بأحدها الآن.
أنا الطبيبة إليزابيث ستيورت ، نهايتي ستكون في هذا المكان و أنا أبحث ، إن لم أجد إجابات ، لا أريد نهاية أخرى .
توقيع : إليزابيث ستيورت .
أنت تقرأ
what if life was gray?
Фанфіки"يمتلك الجميع فلسفته الخاصة عن الحياة ، نضع تفسيرات لجميع الأشياء حسب منظورنا الشخصي ، و نتصرف وفق لهذه التفسيرات .لكن ماذا لو قابلنا ما هو مبهم؟ ماذا لو كانت أفعالنا خاطئة؟ ماذا لو واجهنا ما لم نستطع تفسيره؟ شيء رمادي . ماذا لو كانت الحياة رمادية؟"...