الفصل السابع

93.5K 2.8K 277
                                    

مجرد أن نطقت سارة بأسمه رفيقها .. والدها .. اخيها .. صديقها .. سندها .. حاميها .. حتى كادت ان يغشى عليها من الصدمة ، واسوأ الأفكار تقتحم ذهنها

كان فى الصباح فى صحة جيدة قبل أن تذهب مباشرة الى عملها الذى يستنفذ طاقتها ببطء ويرهق روحها .

لا تعلم كيف بدأت الدموع تتهاطل بغزارة الي وجنتيها هتفت بصوت ضعيف واهن يكاد يسمع
- بابا حصله ايه ؟

صوت بكاء ونحيب عالى تسمعه من شقيقتها كانت تحاول ان تخرج هى الاخرى كلماتها بصعوبة شديدة وكأنها تحاول عملية النطق
- احنا رايحين على مستشفى **** عربية الاسعاف وصلت

وهذا آخر ما تلقته لتجد شقيقتها تغلق الخط .. بدأت تشعر بأن روحها تنسحب ببطء ووجهها يفقد بريقه ليصبح شاحب كالموتى .. ونظرات عينيها زائغة .. ضائعة !

- ليان يا بنتى ردى عليا طمنينى

بدا صوته وكأنه ينادى على بعد مسافة بعيدة ، لم تشعر بالسيارة التى توقفت على جانب الطريق .. ولا بحمزة الذى ترجل على الفور وفتح الباب الخلفى وهو يتحدث بقلق وخوف

- بابا يا عم حمزة

هتفت بها وهى تشعر انها فقدته للأبد همست بتوسل وكأن عقلها بدأ يستوعب تلك الفاجعة
- ارجوك بسرعة على المستشفى
............................

كل ثانية والأخرى تتأفف ندى بضيق شديد وهى تنظر إليه كيف يتحدث مع والدها براحة .. وكأنه جالس فى منزلهم !

همست فى خفوت وهى تنظر إلى الساعة التى تجاوزت السابعة ليلاً

- وناوى حضرته ينام معانا بالمرة

تعلم جيدا انه سمع همسها بسبب انها جالسة فى المقعد القريب منه ووالدها الجالس فى مواجهته وهى تجد عيناه تتسع بمكر وابتسامه غامضه تحتل شفتيه
- طب عن إذنك يا عمى ، استأذن بقى انا علشان ورايا شغل بدرى الصبح وكمان طولت فى القعده معاكم

اجابت فى همس وهي تقضم اظافرها
- لا كتر خيرك اعتقدت انك معندكش دم

احتضنه ايمن بحرارة وهو يخبره بأن يكرر زيارته مرة آخرى ، ارتسمت ابتسامه صفراء على ملامح وجه ندى وكأنها تودعه .. لم تستطيع ان تنفذ ما جال بذهنها بسبب تحذيرات والداها الكثيرة ان لا تتهور .. وما إن اغلق والدها الباب حتى اطلقت تنهيدة عميقة وهى تذهب الى غرفتها لتنام وتريح اعصابها بسبب كثرة حديث والدها وذلك المدعو مروان وإصرار ابيها ان تكون معهم حتى وان كانت لا تشارك فى الحديث.. واخيرًا نوم هانيء بعد ذلك اليوم الحافل .

......................................

عادت ورد إلى منزلها بابتسامة راضية .. حتى وإن كانت لن تحيا بدونه فيكفيها أن لا تسبب جرح له بعد الآن .. يقولون العاشق يضحي فى سبيل من يحب .. وها هى ضحت بحبها الذى كان عبارة عن حب من طرف واحد فقط ! .

زوجتى الشرقية "قيد التعديل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن