الفصل الرابع عشر
*************بحثت عن هاتفها جانبها ..لتنظر الي الساعه فتجد أن وقت أذن المغرب قد أقترب ..وأخذت تعقد شعرها وهي تُقاوم تعبها فالعمل مع الصيام شئ مرهق .. ونهضت من فوق الفراش تُهندم ملابسها التي نامت بها عندما جائت من عملها ثم أخذت تبحث عن حجابها
وبعد دقائق كانت تخرج من غرفتها تنظر للسماء وقد غابت الشمس .. وسارت نحو المطبخ كل يوم كي تأكل مع منيره فنعمه وأمل يرحلون قبل اذن المغرب كي تفطر كل منهن مع عائلتها
ووقفت تنظر الي السيارات الواقفه وهي متعجبه ثم لمحت المنضده المُعده في الحديقه وبعض الاشخاص يجلسون يتحدثون وعمران يجلس بجانب سيده يضمها اليه وأمجد بجانبه وبجانبه مروان والفتاه التي دوما تراها هنا وبجانبها شخصين
لم تكن تعلم ان اليوم به عزيمه لضيوفهم .. وأبتسمت وهي تراهم مجتمعون هكذا والبسمه تعلو أفواههم .. وشردت بحزن علي حياتها وتمنت لو ان لها أهل تجتمع معهم
وأكملت سيرها لتجد نعمه تُسرع في حمل الأطباق مُتمتمه
- كويس انك جيتي ياحياه ساعديني الله يخليكي .. جمال زمانه جاي ياخدني وامل مشيت عشان أبنها تعبان
فحركت حياه رأسها وأبتسمت
- حاضر
وذهبت نحو منيره المنهمكه في وضع الطعام بالأطباق
- طب مقولتليش ليه ياماما منيره .. كنت جيت ساعدتك
فأبتسمت منيره لها بحب وهي تستمع لكلمة ماما منيره التي أصبحت تقولها لها حياه
- ياحببتي قولت أنك تعبانه من الشغل .. يلا خدي ساعدي نعمه بقي
فقبلتها حياه .. وأخذت منها الأطباق وبدأت تساعد نعمه التي كانت تأخذ منها الأطباق وتضعها علي الطاوله
وأمجد ينظر الي شقيقه الذي يجلس يُركز في زوجته
وألتفت ليلي فجأه وقد رأت حياه
- هي ديه البنت اللي جابها حسام
فأنتبه عمران لسؤال والدته بعد أن كان كل تركيزه علي حياه
- اه
فعاتبته ليلي : طب ليه بتساعدهم ديه ضيفه يابني
فلم يجد عمران اجابه ليقترب أمجد من والدته بمقعده ويُقبلها
- بس البت فرح ضيعت اللمه ديه
فضحكت ليلي بعد أن جذبها لحضنه ثم تذكرت شقيقها بحزن
- ماأنت عارف ياأمجد السبب
ففهم أمجد وطأطأ رأسه بأسي
- ربنا يرحمه ياماما
أنتهت حياه من مساعدة نعمه .. ووقفت نعمه تمسح عرقها وتعدل من حجابها وهي تمسك هاتفها وحافظة نقودها بأستعجال وودعتهم وأسرعت للخارج حيث خطيبها الذي ينتظرها
ووضعت منيره الطعام لها ولحياه مع أكواب العصير وأنتظروا الي أن بدء صوت الأذان يعلو
.................................................................
نظرت فرح الي المائده الطويله المُجهزه باشهي الأطعمه وكيف يلتفون الاطفال حولها يبتسمون ويأكلون بنهم
ووقعت عيناها علي أدهم الذي يحمل صغيره الذي يشبهه في الملامح .. ويأكل وسط الاطفال بل ويساعدهم ويضع الطعام في اطباقهم
ولأول مره تترك عيناها تتأمله ولكن لم تكن تتأمل ملامحه بل تتأمل افعاله ..فهو من أعد تلك المائده وقرر ان يجلب طعام اليوم للاطفال والعاملين هنا
ورفع أدهم عيناه نحوها .. فألتقت عيناهم بصمت فأشاحت وجهها سريعاً ونظرت الي الأطفال ثم نهضت نحو أحدي الصغيرات التي لا تعرف تأكل وبدأت تطعمها
وهو مازالت عيناه عليها ..أمرأه بعد أن جعلته يري مساوئ النساء جائت أخري تعلمه كيف تكون النساء بحق اذا ربطت بين دينها ودنياها
..................................................................
أنتهوا من تناول الطعام وبدء الجميع يُثرثر وهم يجلسون في الهواء الطلق وكعادة نيره بدأت تجذبهم بالحديث نحوها بما تفعل فهي دائما تحب أن تكون نجمة لامعه
ومروان وأمجد ينظرون لها ويضحكون بخبث وهم يروها عالقه بعمران
فنظر أمجد لمروان وهمس وهو يضع يده علي فمه
- هتفضل لزئه ليه طول القعده
وحدق مروان بالأتيه خلفه علي أستحياء مع منيره .. فألتف أمجد ليري مايُطالعه فوجد حياه ومنيره يقتربوا منهم بالحلوي والعصائر مجدداً
ومازح أمجد منيره وهو يضع بيده علي بطنه
- حرام عليكي يامنيره .. انا كده محتاج يوم كامل أجري فيه
فأبتسمت منيره له : ألف هنا يابني
ثم نظرت نحو ليلي التي تُطالعها ببتسامه مُحبه ..
وأقترب أمجد يحمل من حياه المُرتبكه العصائر وأبتسم لها بلطافه
وبدأت منيره تُجمع المائده .. وأقتربت حياه منها تُساعدها
فلا يوجد أحد غيرها مع منيره
وعندما كانت قريبه من ليلي نظرت لها ليلي بحنان
- شكرا يابنتي
فحركت حياه رأسها بأحترام وأكملت عملها .. وعادت ليلي لحديثها مع والدي نيره
كان عمران يتابع كل ذلك بصمت غير منتبه لثرثرة نيره
عيناه كانت متنقله مع التي تتحرك كالفراشه تحمل الأطباق للمطبخ ثم تعود ثانيه
حتي أنتهت .. وأقترب مروان من أمجد الذي كان يُتابع ماتفعله حياه بحنق من شقيقه لانه يترك زوجته حتي لو مجرد أتفاق
فهتف أمجد : ديه كأنها خدامه هنا .. والبيه قاعد ولا همه
فلم يجد مروان شئ يقوله ففضل الصمت
وأنتهت جلستهم خارجاً لينهضوا للداخل يكملوا جلستهم مع أحتساء القهوه
وذهب أمجد نحو عمران وكاد أن يتحدث فأشار له عمران بأن يصمت ..
وقبض عمران علي يده بقوه وهو يتذكر حياه وهي تُخدم عليهم وتنظف المائده وكأنها خادمه وليست زوجته
الأن علم انها زوجته ..زوجته التي هي مجرد عقد سينتهي مع وجود طرف أخر
وأتجه نحو المطبخ ليجدها تُساعد منيره في جلي الأطباق
ونظر الي منيره وتمتم : ممكن كوبايه مايه يامنيره
فأعطته منيره كأس الماء ... وهي تري نظراته علي حياه التي تعطيهم ظهرها
وهتف بتسأل : اومال فين امل ونعمه
فشرحت له ظروفهم .. فقبض علي يده بقوه وحياه تقف بصمت تُكمل عملها دون أن تتحدث
وتمتم بغضب : لو محتاجه حد يساعدك في المطبخ قوليلي ..
وفهمت منيره مايقصده
- والله ياعمران يابني حياه أصرت تساعدني ... واوعدك مش هيتكر ر تاني
وعندما شعرت حياه ان الحديث بدء يدور حولها وان عمران يصب غضبه علي منيره .. ألتفت اليه
- انا اللي طلبت اساعد .. ومفيهاش حاجه لما أساعد
وطالعته بنظره غاضبه لحديثه الغليظ مع منيره .. لينظر لها عمران بقوه وينصرف
وكادت منيره أن تتحدث .. فقبلتها بحب
- يلا بقي نخلص اللي ورانا بسرعه عشان نتفرج علي المسلسل بتاعنا
فضحكت منيره بعد أن كانت تشعر بالضيق .
..................................................................
خرجت حياه نحو الحديقه كي تستمتع بجمال الظلام والهواء
فغداً عطلتها ولا مانع من ان تسهر الي أن يأتي موعد السحور
وسارت بخطوات بطيئه تستنشق الهواء .. وتنظر حولها مُتذكره تلك الأريكه المنعزله التي اكتشفت وجودها بالمصادفه في الجهه الخلفيه من المنزل
وخطت بخطواتها نحوها ... وانصدمت وهي تري عمران جالس عليها يضع ساق فوق ساق ويُدخن بشرود
وعندما رفع وجهه وجدها تقف علي مقربه منه
فتمتم بهدوء : تعالي ياحياه
فأقتربت منه : مكنتش اعرف ان في حد هنا
وألتفت بجسدها : هرجع اوضتي
فجذبها من يدها .. واجلسها زافراً أنفاسه بحنق
ثم سحق سيجارته بحذائه بعد ان عدل من وضع جلوسه
- اقعدي مش هاكلك انا ، متخافيش
فطالعته بحنق : ومين قالك اني خايفه
فضحك عمران : تعرفي ان بقي ليكي صوت وبتعرفي تردي كويس
فأشاحت وجهها بعيداً عنه وصدمته من ردها
- انا ليا صوت ديما وبعرف أرد كويس بس للأسف مينفعش الضيف يقول غير حاضر ونعم ويسكت من غير مايعترض
فحدق بها بندم : انتي فهمتي ردي غلط ياحياه .. ده مجرد هزار
فضحكت بتهكم وهي تُطالعه
- عمران بيه بيهزر مش معقول
فشعر عمران بتهكمها .. وابتسم وهو يُطالعها
- ومهزرش ليه
فحركت رأسها وهي تُطالعه بتفكير
- يمكن بالنسبالك الهزار مضر بالصحه
ولم يجد نفسه الا ينفجر ضاحكاً.. فتعجبت ثم ابتسمت وهي تُحدق به وأنبعثت رائحته داخل أنفها
وتنهد بصوت مسموع لتفيق هي من رائحة عطره
- لاء بهزر عادي ياحياه
ثم أشار بأصبعه بتحذير وبدعابه نفس الوقت
- بس بحدود وف أوقات محدده
فبسطت يدها ورفعت أصبعها من يدها الأخري وكأنه قلم ستكتب به
- قولنا ايه بقي الاوقات ديه ياعمران بيه
فضحك وهو يكتشف بها جانب اخر من شخصيتها .. واخذ يدها وهو يتأمل ملامحها الجميله
- هاتي أيدك كده
فأرتبكت ليبتسم وهو يفعل نفس فعلتها ويكتب علي يدها
- مثلا زي وانا قاعد كده .. او مثلا وانا مبسوط منك .. او مثلا وكاد ان يُكمل حديثه
فنهضت بخجل من جانبه هاتفة وهي تتحرك بخطي سريعه
- ياخبر هحضر السحور لماما منيره ... عايزاها تصحي تتفاجئ !
وماكان من عمران الا انه عقد كلا ساعديه خلف رأسه المسنود علي الأريكه الخشبيه وأسترخي بجسده وهو يتنفس ببطئ ويبتسم
...................................................................
أطرقت باب حجرتها حتي أتاها صوته
- أدخل
فذخلت نهي بوجه يشع امل ..وعندما رفع وجهه نحوها ابتسم
لهيئتها الجديده .. فقد أرتدت اليوم تنوره واسعه طويله مع قميص ابيض وأقتربت منه بخفه .. ليتضح اليه ان قميصها شفاف فأشعة الشمس قد أوضحت كل شئ عندما سقطت عليها من نافذه غرفة مكتبه.. وتبدلت ملامحه للعبوس وطالعها بجمود
- ايه الزفت اللي انتي لبساه ده
فنظرت نهي الي هيئتها ثم طالعته
- ماله اللبس مفيهوش حاجه
فأقترب منها ليجذبها نحو أحد المرايا الموجوده في غرفة مكتبه واشار علي قميصها
- جسمك باين ياهانم من تحت القميص
وبدء يصف لها ما يتضح بجمود حتي يجعلها تخجل من نفسها
وبالفعل خجلت ولأول مره تكتشف ان أمجد حين يغضب يصبح وقحاً فظاً
وأطرقت رأسها أرضاً
- كفايه خلاص
وابتعدت عنه وهي تبكي
- انت ليه بتحب تجرحني ... انا كده ومش هتغير
فطالعها بجمود
- هتتغيري يانهي .. وانا هعرف أعدلك
وزفر أنفاسه بقوه
- نهي
فرفعت وجهها نحوه وظنت أنه سيُراضيها
- روحي يانهي عشان اليوم يعدي من غير مشاكل ..
وكادت أن تعترض .. الا انه أخرسها بأشاره منه
- كلامي يتنفذ وخدي الباب في ايدك عشان ورايا شغل
وألتف بجسده عائداً الي مكتبه
- مش عايز ألمحك في القناه النهارده
وضربت الأرض بحذائها العالي .. وتمتمت بكلمات قد سمعها وأنصرفت حانقه من تصرفاته معه
..................................................................
أرتدت مها نظارتها الطبيه وهي تُطالع بعض المُتقدمات لأجل الوظيفه التي أعلنتها شركتهم وتنهدت بسأم وهي تتفحص من يجلسون وتتسأل داخلها
- ده لو عرض أزياء مش هيعملوا كده .. استغفر الله العظيم ..
ثم تابعت وهي تزم شفتيها : ده احنا في رمضان ياناس .. ايه اللبس ده
وعادت تنظر الي الاوراق التي امامها .. الي أن سمعت صوت مروان وهو يُلقي السلام
وأردف لداخل مكتبه بعد أن أشار اليها .. بأن تتبعه
ووقفت تنتظر أوامره .. ولكنه بدء يخلع سترته ثم جلس خلف مكتبه بأسترخاء وفتح حاسوبه يُتابع بعض الأشياء
كان يفعل ذلك متعمداً كي يزيد حنقها .. لا يعلم لما بدء يفعل هذا معها .. فبعد أن بدأت تتحكم بمشاعرها وأيقنت
ان من ترك شئ لله عوضه بأحسن منه .. داخلها يتمناه بشده ولكن اختارت ان تترك كل شئ لله
وتسألت بحنق
- أدخل المتقدمين للوظيفه يافندم .. ولا استني لما تفضي
فرفع مروان وجهه نحوها وتمتم ببرود مصطنع
- خمس دقايق
وأنصرفت بعد ان عاد لمُطالعة حاسوبه
لتقف مها أمام الفتيات بحنق .. الي ان وجدت إحداهن تقترب بخجل وترتدي ملابس محتشمه
- انا جايه عشان اعلان الوظيفه
فأبتسمت مها ثم ذهبت نحو مكتبها لتعطيها بعض الاوراق كي تدون بياناتها وهمست بأرتياح
- يا أخيرا لقيت حد يفتح النفس
وأنتظرت أن تُنهي الفتاه ملئ بياناتها .. ورغم انها جائت أخرهم الا ان مها ادخلتها هي اولا
- أتفضلي ياأنسه
ونظرت الي طيفها وهي تردف داخل الغرفه ..وسمعت همسات الأعتراض والحنق
لتأتي حياه وتنظر حولها متسائله
- مالك يامها واقفه كده ليه
فألتفت مها اليها ثم جذبتها نحو مكتبها
- مضيقه ياحياه .. مضيقه اووي
فضحكت حياه علي تعبيراتها وتسألت بدعابه
- ومضايقه من ايه يامها
فقضمت شفتيها بقوه وهي تُطالع الفتيات
- انتي شايفه الدنيا صيام وهم عاملين ايه في نفسهم
وأشارت بيدها نحو غرفة مروان
- أدخلهم ليه ازاي دلوقتي .. انتي مسمعتيش قالوا ايه عليه اول مادخل مكتبه.. ده قالوا عليه عنيه حلوه وجنتل مان ياحياه
فلم تتمالك حياه ضحكاتها ف مها أصبحت مفضوحه بالفعل
تُداري مشاعرها منه ولكن بمفردها او معها يبدء كل شئ بالظهور
فحدقت بها مها بحنق لتعتدل حياه في وقفتها وهي تتنحنح
- انا بقول أرجع اشوف شغلي بقي
وانصرفت من امامها وهي تكتم صوت ضحكاتها
لتخرج أول واحده من غرفه مكتب مروان .. فتتبعها اخري .. الي ان جاء دور اجملهم وأقصرهم في الملابس
فنظرت لها بقوه وهي تهمس داخلها
- مبقاش فاضل غيرك .. اخليكي بعد مين انا طيب
وأشارت اليها بوجه عابس
- أتفضلي ياأنسه
فتمتمت الاخري بدلال : ميرسي
وقررت مها ان تدخل خلفها ولكن انتظرت حتي لا يحرجها مروان
وظلت تنتظر خروج الفتاه الي ان نهضت من فوق مكتبها وجمعت بعض الاوراق
- لاء ماهي كده طولت بقي
وأطرقت الباب ودخلت دون ان تنتظر رد .. لتجد مروان يضحك مع الفتاه بل ويسألها عن بعض الاشخاص الخاصه
فيبدو انها من معارفه
وانتهت المُقابله .. فمدّت الفتاه يدها لتصافح مروان فصافحها بأبتسامه لم يبتسمها لها طوال عملها معه
وأنصرفت الفتاه بدلالها ورقتها بعد أن ودعها مروان وطلب منها أن توصل سلامها لشقيقها ووالدها
ونظر الي مها التي وقفت تُطالعه تاره ثم تُطالع ظهر الفتاه وهي تُغادر
- مها
فألتفت اليه بفزع
- ها .. نعم
وحدق بها بجمود وداخله يضحك علي ملامحها
- في حاجه يامها
فتسألت بغباء : اكيد هتعين اول بنت في الوظيفه
فضحك مروان وهي يُطالعها
- هو فعلا الاختيار وقع عليها وعلي نادين برضوه
فعادت تسأله
- مين نادين ديه !
فرفع قلمه يحركه بين اصابعه
- اللي لسا خارجه قدامك
وماكان منها الا أن أتسعت عيناها بصدمه
- ايه ديه هتشتغل
ثم تابعت بغيره : هي اصلا فاضيه لغير تقف قدام المرايا
فتنهد مروان وهو يكتم أنفاسه حتي لا يضحك
- اظن ان ده مش من اختصاصك يامها
فشحب وجهها من كلماته التي احرجتها ... وطأطأت راسها بأرتباك
- فعلا عندك حق !
..................................................................
جلس شارداً يُطالع الظلام الذي امامه ويزفر أنفاسه ببطئ
يتذكر حديث استاذه الجامعي الذي جاء اليه بالقناه من اجل ان يطلب منه حضور ندوه طُلابيه .. فطلابه لم يصدقوا ان "أمجد العمري" الأعلامي المشهور كان طالب بجامعتهم وانه كان أستاذه وبعد حديث طويل دار بينهم وفخره به لما حققه
سأله عن نهي التي لمحها بالصدفه عندما أراد مقابلته
ليُخبره أمجد انها تعمل لديه مساعدة شخصيه
واغمض عيناه وهو يشرد بذلك اللقاء
- مش معقول نهي مساعده ليكي
فطالعه أمجد وهو لا يفهم مغزي كلامه ..
- مش فاهم حضرتك تقصد ايه
وبدء الرجل ويدعي " فارس " يخبره عن ألتفافها حوله عندما كانت في سنتها الأولي بالجامعه الي عامها الثاني وبعدها اوقعته بحبها وكأنها امرأه لعوب وليست فتاه قد خطت اعتاب مراهقتها.. وعندما سأله كيف اكتشف انها تتلاعب به
كانت الصدمه " انه أكتشف أنها كانت تتواعد مع زميل لها أيضا ابن أحد الرجال السياسين "
- احترس منها ياأمجد ... نهي ديه عامله زي الأفعي تفضل تلف حواليك لحد ما توقعك وتاخد كل اللي عايزاه منك وبعدين تدور علي صيده جديده !
وفاق من شروده عندما اقتربت فرح منه بهدوء وهي تشك بصمته العجيب .. فأمجد دائما يضحك ويمزح وليس ذلك الرجل الذي يجلس أمامها
وتذكرت اليوم عندما تفاجأت بوجوده ليخبرهم بأنه سيمكث معهم في المزرعه بضعة أيام فهو يحتاج للهدوء
وشعر بخطواتها .. فألتف نحوها متسائلا
- لسا منمتيش يافرح
فزفرت انفاسها وهي تجلس علي أحد المقاعد التي بالحديقه
- مجاليش نوم
ثم تابعت بتسأل وقلق
- مالك ياأمجد ؟
فتمتم دون أن يُطالعها
- متقلقيش يافرح أنا كويس
وقررت أن تُمازحه كي تخرجه من ذلك الصمت ولم تجد الا تلك الدعابه التي هدمت كل أحلامها
- اوعي تكون بتحب
وغمزت اليه ضاحكه : هو مافيش غيره اللي بيعمل كده
فأبتسم وهو يعتدل في جلسته ويتذكر من شغلت عقله وقلبه ب ألاعيبها وهو كان كالأحمق
- للأسف
لم تستوعب اجابته .. فحدقت به وقد جف حلقها
- انت فعلا بتحب ياأمجد
فلم يعد يعلم هل مازال يُحبها ام .. ولم يجد أجابه يخبرها بها ففضل الصمت
وشعرت بأن المكان يضيق بها
وأردات ان تنهض كي تفر هاربه من امامه قبل أن تسقط دموعها ولكن قدماها أبت ان تتحرك
واندهش من صمتها
- مالك فرح انتي كويسه
فأبتلعت ريقها بصعوبه وأخذت تفرك يديها بتوتر
- اه متقلقش
وشعرت بقلبها وهو يدق بآلم وكأنه يريد ان يخبرها أنه لم يتحمل الصدمه فهي السبب في كل هذا
وتسألت وهي تُحارب دموعها وتغرز اظافرها في كفوفها
- هي مين ؟
...................................................
أنت تقرأ
ودق القلب (سهام صادق)
Romanceالمقدمه ******** حينما يدق القلب لا يعرف المنطق ولا الفلسفه لا ينظر الي المال ولا الجمال ... ينسي الاحلام التي صنعها في فارس الأحلام... تجبرهُ بأن يصمد ولكن يصبح كالطفل الصغير لا يريد شيء سوي ما دق له ..ضعيف بين اضلعنا نضعف معه دون ان نشعر نسقط معه...