اقتباس

43.6K 683 89
                                    

مضغط الطعام بصمت بينما هو اكتفي بمشاهداتها حتي احرجها فتركت ما بيده ان عاداته تختلف كليا عن عاداتها فمن يوم ما اتت الي هنا لم تراه يأكل الا نادر
لكنها حاولت كسر حاجز الصمت بسؤالها الساذج :
_مش هتاكل

ظهر علي جانب فمه شبح ابتسامه قبل ان يهتف :
_ انا ما بحبش اكل كتير

حاولت مسايرته لانها لا تري داعي لكل هذ ا البرود الذي بينهم :

_ ليه انت كدا ممكن تتعب لا قدر الله

اجابها بإعجاب بخوفها عليه :
_ بس لما انتي جيتي حياتي انا مستعد اغير العاده دي

كلامه اللين واستعداده لتضحيه من اجلها لو بشئ صغير أسعدها لذا ابتسم وجهها وظهرت نواجزها الساحره التي جعلته يسبل نظره اليها دون عناء  ظل يحدق اليها كالمشدود وكل تعقله ذهب مع الريح، اخجلها ثبات نظراته عليها وتحمحمت وهي تشير نحو الطعام بخجل:
_ممكن تاكل

خرج من حالته مبتسما لعرضها السخي وهتف بلهجه مؤكده:
_انتي تأمري

لا شك ان لطفه المبالغ فيه يسعدها ويروي مشاعرها ويرضي انوثتها بتودده اليها
ونعومه منطوقه كررت ابتسامتها ولكنه قرر سحبها وهو يمسك بالشوكه ويقطع بالسكين الحاد قطعه اللحم الشهيه:
_قوليلي يا "نواراه" انتي كنتي تعرفي حد قبلي

قضب حاجبيها وهي تسال بشئ من الحده:
_حد زي مين

التطقت فمه قطعه اللحم ومضغها بتلذذ وهو يجيب تسأولها في نفس الوقت :
_ حد زي راجل..... يعني صاحبتي راجل، حبيتي راجل، عملتي علاقه مع راجل

انتفض جسدها كالملسوعه وهي تحدق به في تحذير من التلميح حتي  زاد سوداويه عيناها جاذبيه

وكزت علي اسنانه كي تكبح جنونها في اهانته فهي لا تقبل المساس بشرفها حتي لوكان لفظيا :
_ اعتقد انت عارف انت جبتني منين والكلام دا عيب تقولوا

تلاعب بالطعام وهو يخفض نظره عنها لقد ادرك لتو صرامتها في الامور التي تخص شرفها وهتف بهدوء :
_احنا بنتكلم يا نواراه

حاولت الهدوء امامه ولكنه كان حادا يريد اخراجها عن شعورها فهدر ببرود
_ وانا ايه ضمني انك بنت بنوت ما يمكن وقع منك ولاحاجه

نهضت من مكانها فجأه و.
قطمت كلامه بفعل صارم لا تعرف من اين اتتها الجراه للاقدام عليه وفي هوجاء وتعصب رفعت يدها لتتهاوي بها بصفعه قويه علي وجهه ثم ادركت تمام الادراك ما فعلته ودت لو تختفي من علي وجه الأرض وهي تتخيل رده فعله الان علي ما فعلته، لكنه ظل ثابتا عينه تلمع بغموض مقلق وبعكس النيران التي نشبت فيه
هدر :

_ كرريها

اجفلت عينها عن التحديق فيه لقد صدمها بصبره وتحمله، وهممت باحراج من جراء فعلتها :

_انا آسفه ما كانش المفروض اعمل كدا

في ثانيه رفعها علي كتفه كالشوال وهو يزأر بصوت مخيف:

_وفري  آسفك لحاجه تانيه

لم يكن لديها القوه الكافيه لتدفعه عنها او الصراخ فلمن تصرخ وهي في عرينه لم تجد سوي الركل في الهواء ولكم ظهره بكلتا يدها الضعيفه لكن منتهي القوه وهي تزمجر بضيق :
_سيبني بقولك سيبني

لم تكن تعلم انه اصدر حكما نهائيا في حسم علاقتهم وان قبضتها التي تلكمه تزيده اشتعال وجنون كان تصرف غبيا منها أن تتهور أمام غريب الأطوار....
______________________________

الثري غريب الأطوار السقطه الثانية من سقطات رجال ونساء
للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد
جميع الحقوق محفوظه لدي صفحه بقلم سنيوريتا

الـثري غـريب الأطوار (+18)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن