الثانيه

19.5K 696 34
                                    

الحلقه الثانيه ))(فى قصر يامن )كان يجلس فى غرفة مكتبه الواسعه يضع ساقا فوق ساق بفخامه لا يستوعبها عقل قميصه الابيض الناصع ذوالازرار الفضيه يلمع فى الضوء الخافت كالنجم ماسى فى كبد السماء عينه الثاقبه ذات اللون العسلى البراق تراقب "شميس" بدقه وكأنها اجهزة كاشفه للكذب فمه ذو الشفه الصغيره يطبقه بصمت ذقنه الطليقه ذات الكثافه الغزيره تمنحه مظهرمخيف يمتلك "يامن "وسامه فريده لا تعرف لها مصدر لكن دوما فى صمته مخيف يرجع ذلك ل ضخامة الجسم يملئ الكرسي الذى يجلس عليه بل كتفه العريض اكبر من محيط الكرسي و رأسه الذرى الذى يكشف كل كذبه بسهوله بأحدى يديه يمسك كأسا زجاجى شفاف يحوى مشروبا ذا لون أحمر قانى ويضع يده الاخرى على طرف فمه يتعبث باحد شعيرات لحيته وهو يستمع الى الحوار الذى دار فى منزل عروسه التى اختارها سعى" شميس" فى اظهار الحماس والفرحه التى عامت فى المكان عندما عرض عليهم الامر وراح يهدر دون توقف :_ فرحوا وزرغطوا هو حد يقدر يرفض ساعدة البيه مش قولتلك يا "يامن " باشا ما حدش عاقل يرفض حد زى جنابك دول حتى قالوا انهم هيجهزوها ويبعتوها معايا وتوقف "شميس " عند نقطه ليفضل بعدها السكوت ظهر التحفز على وجهه "يامن " ليستمع بالجديد رمقه بحده حثته على الكلام دون إراده :بس هي طالبت تروحلها الــ,,,,, _ ابتسم ابتسامه غامضه وقاطعه بخبث وصوته العميق يشق عباب الهواء بنبره مميزه ذات حده ودهاء :ومــالـه اروح_تعجب "شميس " من ابتسامته المبهمه وهتف بقلق :بس يا باشا ااا _ لوح "يامن " بيده كى يسكته حتى يرتشف من مشروبه الخاص بتلذذ بينما صمت "شميش "منتظرا ان يوضح ما فى نواياه انهى مشروبه وهدر بخبث غير عاديا خبث يوحى ان ذلك الذئب يطارد فريسه معينه منذوا دهر واخيرا اقنتصها :_ لــو مــا كــانــتــش طــلـبت كــدا كــنــت فــكــرتك غــلــطــت فــي العــنــوانصاح "شميس" معترضا صاببا حنقه وتوتره كله على "نواره " :_يا باشا دي بتعاندتمتم فى نفسه دون ان يخرج له صوت وعينه الضيقه يفيض منها مرا لانهاية له :_انا اصـلا عـايزها كـداظل "شميس " مكانه ينتظر اجابه تشفى صدره بعد كل هذ الصمت رأه يتأمل الفراغ وكأنه يحاكى اروحا غير موجوده وقبل أن يفهم او حتى يستمع اجابته بالقبول او الرفض أشار اليه للمغادره لوى "شميس " فمه من احراجه لم يستطع حتى ان يسأله هل سينفذ طلبها ام لا حملته اقدامه وخرج من عنده متخبط التفكير رجلا فى مركزه وقيمته ما الذى يجعله يتزوج بمثل "نواره " ما الذى يدفعه ان يرضح لطلباته وهو الذى يؤمر يطاع وبطرف بنانه يستطيع جذب العشرات بل وبنات عائلات وملكات جمال حقيقيون مما يتشاركون تلك المسابقات سؤال "نواره " كان منطقى عندما سألته لما لم يتزوج من بلدته لكن عجز "شميس " فى فهم ذوق "يامن" المعقد جعله يرد بنفس الاجابه :_ حظك يا نواره **********************ظل "يامن " يكمل جلسته التامليه بهدؤء غريب هدؤء لا ينبع الا من غريب الاطوار كان ذلك اسما يناسبه تماما,يحب الظلام ويعشق الهدؤء على اتم الاستعداد ان يبقى جالسا فى مكانه يتأمل الفراغ دون ان يمل أو يشعر بالضجر "يامن الـزنـد "اسما كبيرا فى عالم الصناعه صاحب نفوذ قوى ذو صله بالنظام علنا وباطنا ذائع الصيت داخليا وخارجيا عمره الان يقترب من الاربعين لكن السن ابدا لم يؤثر به هو يعادنه كما يعاند أى شئ يامر وينهى دون معارضه جسده مازال شابا يافعا رياضى منتظم شخصيته قويه صارم للغايه لايتهاون مع اي مخطئ الخطأ الاول معه هو الخطأ الاخير الكثير يخشى الوقوف امامه له رهبه تجعل من امامه يشعر بأنه أسد شرس جاهز لينقض عليه فى اللحظه التاليه لاتفهمه ابدا كلماته مقتضبه ولا يحب الشرح ولا يطيل الكلام كل شئ مختصر افهم او لا تفهم هو حالة لا يمكن تكرارها كل شئ عنده يخضع لمنطقه هو لا يكترث كون من امامه هو متاصل يقف على ارض ثابته كشجره عتيقه تغلغلت جزورها واتحدت مع التربه يصعب اقتلاعها ورث ثروة كبيره من عائلته واستمر بتنميتها بذكاء وجعل لنفسه مكانه فى عالم الصناعه داخليا وخارجيا يده تمسكت بالسلطه كحمايه وتوتطت علاقته بالنظام على مر السنوات برغم غرابته وتصرفاته التى تشبه الاحجيه ثرى ثراء فاحش وغريب الاطوار ,,,,,,,,,,,,,جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ,,,,,,,,,,بعد عدة ايام وصل "يامن " الى فيلا "شميس " والذى استقبله بحفاوه كبيره منذو وصول سيارته الفخمه سار ورائه يرحب ويمجد وكأنه الملك الاعظم خرج من موكبه ليزور فيلاته ويبارك ارضها بخطواته لم يرد "يامن " على أي من ترحابه جمود كبير يسيطر على وجهه خطواته ثابته تعرف وجهتها وصل الى غرفه الجلوس وجلس بشموخ فى كرسيه يضع ساقا فوق الاخرى وحوله هاله من الفخامه تجعلك تشعر بأن المكان كله ملكه لا يشوب كبريائه شئ سوى الامتعاض الذى ظهر على وجه من هتاف "شميس " المتكرر :_ يا الف مرحبا يا مليون اهلا وسهلا سعادة الباشا منورنا والله دا شرف كبير لنا و,,, حتى نفذ صبر "يامن " وقاطعه بشده :_خلاص يا شميس "بقالك ساعه بترحب انا جاى نص ساعه مش مستاهله كل دا ابتلع "شميس " رهبته من صوته الخشن الذى لا يعرف المزاح وهتف وهو يحافظ على ابتسامته اللودوده :_ يا سعادة الباشا دا شرف كبير لنا انك تزرنا للمره التانيه بعد ما شرفتنا فى فرح ابنى ورفعت راسنا و,,,وانزل قدمه عن الاخرى نافضا غضبه بمقاطعه شرسه : _قولت خـــلاص مــا تعـطـلـنـيـش البنت فين ؟ مخيف هو حقا بصوته الجهورى الامر مما جعل "شميس " يجيبه بسرعه :_ تحت امرك يا باشا هبعت اجبها تحت رجليك نهض "يامن " من مكانه ورفع ذقنه للاعلى هادرا بنبره مسيطره :_ لاء انا اللى هروحلها انتفض "شميس " من مكانه واتسعت عيناه وهو يسأله بغير استيعاب :_ بنــفسـك ؟رمقه "يامن " بحنق مما جعله يتراجع قائلا :_ اقصد المكان هناك مش قيمتك تحرك امامه دون الالتفات برأسه ومن يستطع معارضته وهو من يؤمر يطاع ظل "شميس "فى مكانه لثوانى حتى يستوعب أن سيده أتى بقدماه ليلبى طلب تلك الفتاه التى اختارها كزوجه هتف فى شرود :_ ايه دا انتى طلعت امك واصله يا نواره انتبه الى صوته الجهور الذى يدعوه بحده :_ شــمــيــس انتفض من مكانه واسرع ليلحق به فى خطوات متعجله رأه وهو يضع نظارته الشمسيه على عينه ويركب سيارته فتوجه هو الاخر الى سيارته يشغل محركاتها فى عجل حاول جاهدا ان يسرع حتى لا يجعله ينتظر ادار المحركات ثم تقدم الى محاذات سيارته ووقف امامه ليهتف بابتسامه متكلفه :_ تسمحلى بس اسبقك يا سعادة الباشا عشان السواق بتاع حضرتك ما يعرفش الطريقثبت "يامن " نظره الحارق عليه والذى استشعر فيه غضب رغم نظارته التى تخفى عينيه وعندما استمر صمته انطلق "شميس " متوجسا من غضبه الذى اوشك على الانفجار وعلى بعد كبير وسط الاراضى الزراعيه وصخب الاطفال فرحا بتلك السيارات اللامعه التى لا تتحرك فى هذه المنطقه ابدا فقد كان شميس يعيش مرفها بعيد عن مشكلات القريه مع انه نائبهم لكنه ابد لم يتحرك وسطهم تقدمت سيارة " شميس" وتبعها السائق لسياره "يامن" حتى توقف اخيرا عند منزل بسيط من الطوب الاحمر ذا باب خشبى قديم مكان نائئ لازرع فيه ولاماء نزل "يامن"من سيارته يتطلع الى المكان بتعبير مبهمه بدلته البيضاء جذبت انتباه كل نساء الحى تاملونه بنهم ودهشه فى أن واحد غير مدركين سبب وجود هذا النجم السنيمائئ فى منطقتهم الا ان وجود شميس هو الاخر اثار فضولهم وتخوفهم ' اشار بطرف بنانه ل "شميس "الذى كان فى طريقه اليه تعجل فى خطواته لينفذ امرا اشار اليه "يامن " بطرف بنانه وهو قرع الباب حرك رأسه بالايجاب ونقر بقوه حتى يسرعو فى تلبيه الامر دون الحاجه للانتظار ,,,,فتحت والدتها الباب وفور رؤيتها اياه عقدت حاجبيها وهى تنظر اليه بدهشه دون حتى تخمين تدخل "شميس " على الفور صارخا :_ يا ست انتى دا الباشا عريس بتك نواره تهللت اساريرر المرأه فورا وتحرك لسانها راقصا داخل فمها دون اراده بصوت فرح دفعها "شميس" وهو يهدر بقسوه :_ وسعى للباشا يا ست تحولت قسوته فور لسعاده وهو يستأنف حديثه موجها ايا الى "يامن " :_ اتفضل يا باشا اهلا وسهلا تنحت الى الجانب واشتركت معه بالترحيب وهى تزيح كل شئ فى طريقها وكأن كل شئ لا يليق به سعادتها لا تسعها وهى ترى الهيبه واثراء فى هيئته ادخلته غرفة مخصصه للاستضافهاستقر "يامن " اخيرا على احدى الكراسي ونظرات والده تواره مبهوره بطالته الأسره وهى تهتف مرحبه :_ يا الف اهلا وسهلا يا تلتوميت مرحبا دخل "عبد العظيم " والذى لم يحتاج من البديهه لمعرفة شخصه رغم انه اتى بغته سلم بحفاوه :_ اهلا يا سعاده البيه دا انت نورتنا اكتفى "يامن" بالايماء على كل هذا الترحيب الزائد هتف مقاطعا كل هذا وكأنه يريد الانجاز وعدم اهدار وقته قا ئلا بنبره ذات ثقه وتكبر :_ انا مشغول جدا وما فيش وقت للترحيب انا جاى انهارده بناء على رغبة نواره وطبعا عشان اشوف طلبتكم هتف "شميس "متعجبا :_ طالبات ايه يا باشا انت تؤمر امر وتدخل "عبد العظيم " هادرا بسعاده :_ يا سعادة الباشا احنا نطول طلبات ايه حاشه لله دى كفايا جيت حضرتك وتدخلت الوالده قائله بسعاده :_والله دى نواره دى انا دعيلها من قلبى ضحك "شميس " وهتف معقبا على كلامها :_ دا احنا على كدا نعملك مقام يا ام نوارهتعالت القهقهات حتى قطع "يامن " ضحكاتهم قائلا بجديه :_ تمام شميس مش هيخليكم ناقصين حاجه مهرها وكل ما تحتاجه هيكون على بابكم من بكرا الصبح دفع ذبابه من امامه وجه بضيق واردف :_ بس نوراه تبقى فى بيتى اخر الاسبوع دا اعتقد مافيش مانع من كدا هتف "عبد العظيم " باعجاب :_ ومن غير اى حاجه يا باشا والله احنا كفايا علينا شرف نسبك هتف "يامن" بجمود غير معيرا مدحه اهتمام :_ تمام اتفقنا , ممكن بقى تخرجوا وتبعتوا نواره قلبوا نظراتهم بينهم يطردهم بشكل صريح وفى منزلهم اذدات دهشتهم وتبادلوا تلك الدهشه بين اعينهم فى صمت وتوتر كان تصرفه غريب لا يليق الا بغريب الاطوار

الـثري غـريب الأطوار (+18)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن