الفصل الاول

201K 5.3K 588
                                    

يصدح القرآن بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في ارجاء هذا المنزل ، حيث تجلس السيدات متشتحات بالسواد يرمقن تلك المسكينة التي تصرخ داخل غرفتها ما بين شفقة وحزن وتهكم وشماتة

أما في داخل تلك الغرفة الصغيرة تجلس فتاة علي الفراش تصرخ وتنوح

جميلة باكية : ليييه ، ليييه يسبوني ويمشوا دلوقتي أنا ما كنتش عايزة حفلة  ما كنتش عايزة حاجة أنا كنت عيزاهم هما ، يا رب ليه سبتني أنا وخدتهم هما

صفاء باكية : يا جميلة يا بنتي اهدي هيحصلك حاجة

جميلة باكية: لييه ما خدونيش معاهم ليه سابوني لوحدي هعيش ازاي من غيرهم عشان خاطري يا طنط صفاء هاتيلي بابا وماما

دست صفاء رأس جميلة في حضنها واخذت تمسد علي شعرها برفق

صفاء باكية: بس يا بنتي بس يا حبيبتي ، حرام الي بتعمليه في نفسك دا

جميلة باكية: ليه سابوني أنا قولتلهم مش عايزة حفلة مش عايزة حاجة ، هما ما سمعوش كلامي ماتوا وسابوني ، يا بابااا كدة تسيب جميلة لوجدها هعيش ازاي من غيرك

دخل عم جميلة ويدعي مختار ، اقترب من فراش جميلة وجلس على حافته

مختار بدموع : جميلة ، ما ينفعش كدة يا حبيبتي بابا دلوقتي في مكان احسن وانتي عارفة ماما كانت بتحب بابا قد ايه فما رضتيش تسيبه لوحده

انتفضت جميلة من حضن صفاء زوجة عمها وبدأت بالصراخ : وسابوني لوحدي ، هما راحوا مع بعض وسابوا جميلة لوحدها ، أنا عايزة اروحلهم عشان خاطري يا عمي مش أنت بتحبني وديني ليهم وديني ليهم

مختار سريعا: بعد الشر عليكي يا بنتي
امسك مختار كتفيها : جميلة اهدي ، اقبلي الحقيقة باباكي ومامتك خلاص ماتوا الي بتعمليه دا ما فيش منه فايدة دي مش تربية هشام يا جميلة ، باباكي دايما كان بيقولي جميلة ب100 راجل

القت جميلة بنفسها في حضن عمها
جميلة باكية: وحشوني أوي يا عمو
مختار بحزن : ربنا يصبرك ويصبرنا

بينما يقف هو علي باب الغرفة يعقد ذراعيه امام صدره لم يستطع منع تلك الابتسامة الشيطانية من الظهور علي شفتيه

رامي في نفسه: واخيرا يا جميلة الحاجز الي بينا خلاص راح ، الله يجحمك يا عمي، كنت فاكر انك هتقدر تبعدها عني اديك اتكلت في ستين داهية  وقريب أوي هتبقي ملكي يا جميلة

____________________________

علي صعيد آخر

كان ينزل علي سلالم المنزل الداخلي بكبرياء لا يليق الا به فقط ، وصل الي غرفة الطعام ، فقامت اخته وقبلت يده باحترام
سهر باحترام: صباح الخير يا اخوي

هز رأسه إيجابا بجمود ولم يجب
فقام الصغير زين وفعل مثل والدته
زين : صباح الخير يا خال
هز رأسه إيجابا مرة أخري ولكن تلك المرة مع ابتسامة صغيرة
جلس على طرف طاولة الطعام ساندا عصاه الابنوس السوداء بجانبه وجلس يتناول الطعام بصمت
جسور بهدوء : سهر
سهر سريعا: أيوة يا اخوي
جسور : في عريس زين جالي امبارح وقالي انه طالب يدك
سهر بانفعال : ما عوزاش قولتلك اني مش هتجوز تاني
جسور بحدة: سهر نسيتي نفسك اياك كيف تعلي صوتك وانا قاعد
سهر بخفوت : أنا آسفة
جسور بهدوء: واخرتها وياكي يا سهر هتقعدي اكدة من غير جواز
سهر بدموع: ما اقدرش يا اخوي ، ما اقدرش اكون مرت حد تاني غيره
جسور: يا سهر انسي بقي بقالك كام سنة علي الحال دا
سهر بدموع: وأنت نسيت مرتك يا اخوي
اغمض جسور عينيه بألم : وايه لزمته الحديت دا عاد مالك ومالي يا بنت الناس أنا راجل لا هبور ولا هنعس لكن انتي

جسور وجميلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن