خلف جدران القلب

القلب الزجاجى

قلب من زجاج

عاش حياته كلما يمر نور أمل عليه

يعبر من خلاله ولا يستطيع الحفاظ عليه

حتى بدأ زجاجه يتلون بالأسود مثل الظلام الذى أصبح يعيش به

حتى فى الظلام لم يعش بأمان

كل من يسير بجانبه يصدمه

ويترك به خدشاً عميقاً

لا يعرف هل هم لا يرونه

أم أنهم يريدون كسره

لكن الحقيقه كانت أسوء

أنهم يعتقدونه حديدي بسبب لونه

ويعتقدون أنه لن يتأثر من ضرباتهم

ولا يعرفون أن مجرد رياحاً مليئه بالكلمات السيئه

ممكن أن تشوهه جداره

وظل يعيش هكذا

يعتقد فى نفسه أنه حديدي مثلما يريردون

ويخدش ويخدش
أصبح مشوهاً

حتى أصبح لا أحد يعرف مما صنع بعد الآن

وفى يوم ما فى وسط الظلام وجد يد تنتشله من وسط عاصفه اليأس

غير مباليه بأنها قد تجرح من كسوره

أو تشمئز من شكله المشوه

ملست عليه بيد من تفاهم وإنسجام وحنان

بكل لمسه من يدها

أزالت كل الخدوش التى كانت به

ثم وضعته فى حضنها حتى تشفى كسوره بدفىء الحب

فرجع للونه الأصلى

شفافا يرى ما بداخله

وما بداخلها

نور من الحب

نور من الأمل

أنوار جديده لم يعرفها من قبل

كل نور منهم يتوقف داخله

ولا يريد أن يخرج منه

حتى تحول من مجرد قلب زجاجي فارغ

إلى مصباح يضىء بضوئها التي منحته له

لكن الأيام لم تترك فى حاله

كانت الضربات التى تأتى له فى النور

أقوى مئة مره من التى كان يشعر بها فى الظلام

لدرجه أنه جائت صدمه كبيرة

كادت أن تهشمة إلي أشلاء

لكنه لم يحدث له ذلك

لأنها ظلت تمسكه بيدها

محافظه عليه متمسكه به

رغم نزيف يدها هى الأخري

فقامت دمائها الدافئه المليئه بالحب بإرجاعه كما كان

بل وأفضل من يوم صنعه

كانت معجزة بالنسبة له

ذلك القلب الزجاجي الذى قد يهشم من أى صدمه فى الحياة

وإذا تم إصلاحه لن يرجع مثلما كان وسيصبح إلى أخر أيامه مشوهاً

وجد حباً

كلما يكاد أن يكسر

يجد تلك اليد المصنوعه من الحب

بسحرها ترجعه إلى ما كان وأقوى

وأقوى كل مره

حتى أصبح يستحمل صدمات أكبر لم يتوقع أنه قد يستحملها

وأصبح ذلك القلب الزجاجى

قلب من كرستال

لا يكسر أبدا بسهوله

بل مختلف الأنوار المبهجه

وأصبح كذلك فقط

لكى يزين حياتها

ويتمنى أن ظلوا هكذا إلى الأبد

هى تنير حياته

وهو يزين حياتها

                      " M ' M "