١-مقدمة

630 31 51
                                    

كلمة الشاعر

نحن الشعراء نكتب لأن أرواحنا المهلهلة تتدحرج من ذواتنا وكأنما هي صخرة واقتلعت من مهدها متهاوية في السحيق نحن الشعراء محطمون ومدمرون لا لأننا نحمل همومنا، بل لأننا نحمل هموم مجتمعاتنا ويُوجب علينا شيطان موقعنا أن نصوغ الثورة ونصنع التمرد ونشجب و نستنكر ونستهجن نرتقي بالمثل ونبخس الانتهازية نستمع الى أحلامنا وأحلام شعوبنا .

نحن نكتب لنرتاح نكتب لأننا إن لم نفعلها فإننا سننفجر وسنموت غيظاً وكمداً نكتب لننتقم لأنفسنا من كل شيء ، من الذكريات من العلاقات الفاشلة من المستبدين ومن الرقيب من كل شيء لا نقتنع به فيغدو الواحد منا عندما يكتب قصيدته العدية يختال بها كأنما سكر من رونقها واستل كل معنويات المحاربين ليرفع الرأس وليرتاح منتظراً معركة جديدة.

نحن نكتب ولا نهتم لشيء في ما نكتب وعندما لا تعجب كتاباتنا أحد فإننا نصل إلى مبتغانا عندما يعنفنا التقليد ويصرخ في وجهنا الدين ويحقرنا المستبد عندما يركل كلامنا رجل الشارع ويبصق بوجوهنا شيخ الطاعة عندما يكفرنا كل من ليس مثلنا عندها نعلم أننا شعراء لمسنا وصنعنا الفرق وبدأنا بتحريك تلك الصخرة الجاثمة في أدمغتنا العربية المتحجرة لنرميها إلى السحيق ونزرع مكانها زهرة لأمل جديد .

ضياء


حروف ممزقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن