تزاحمت الافكار في رأسي ولم اعلم ما اقول الا انه قال بنبرة هادئة
- اقتلتِ امك انتِ ايضا ؟- هل اكملتي تجهيز امتعتك؟
- نعم امي ، ولكن لما سنعود في هذا الوقت المبكر .
- لا تسأليني انا اسألي اباكِ
ذهبتُ نحوه بروح الطفلة المدلله قائلة
- ابي لكني لم ارى كل اجزاء المدينة
- اسف صغيرتي لدي عمل مهمل ويجب ان نعود ، حتى انا لم اتوقع هذا لم انم سوى ساعتين.
- اذن انا سأقود
- الطريق العام خطر
- ابيي ! انا احمل شهادة سوق منذ سنين- حسنا حسنا ، ولكن هل اخذتي كفايتك من الراحه ؟
- اجل ابي لا تقلق .
لن يكون الطريقُ طويلاً، فمدينتنا تبعد عن هذه المدينة السياحيه قدر ساعة من الزمان ، جلستُ خلف مقود السيارة وانطلقنا، ابي وامي لم ينالوا قسطاً من النوم فناموا في السيارة.
وانا ايضاً لم انم منذ البارحة، سقطت سيارتنا من اعلى التل ، فقدتُ امي ، وخرج ابي بجروحٍ طفيفة ولم اصب انا بخدش .فرقعةُ اصابعهِ ايقظتني من كابوس اليقظة.
- اين ذهب عقلكِ انستي؟
لم تكن لدي القدرة للتحدث خرجتُ من غرفته غاضبة ودقات قلبي في اوجها ، اريد ان اكسر شيئاً ما، بدأت اصرخ بقوة، لكن لا احد يسمعني، انقذوني ، قتلت امي بتصرفي الاحمق، حاولت الكذب على نفسي واتهمتُ القدر، بدأ نظري يفقد نظره،
وسقط جسدي معلناً الاستسلام ، لم ارى شيئاً سوى بارثا وقد حقنتني بحقنة مخدر ، استيقظت بعد ساعات كما يبدو وهي تجلس قربي، بدأت عيوني تقطر دمعاً، كأني غيمة تمطرُ في الصيف، احتظنتني
- لا بأس حبيبتي، لم يكن بيدنا شيئ ، انها مشيئة الرب.
استهلكتُ دموعي حتى جفت وبعد سويعاات قلت لها برغبتي للعودة الى المنزل لكنها لم ترضى وقالت لي
- سأعتني بكِ انا وستبقين هنا في المشفى ، تاكلين وتشربين وتنامين فيها معي.
- ولكن ابي من سيعتني به؟
- لا تشغلي بالكِ، اختكِ وزوجها سيبقيان معه ، وهو موافق لبقائك هنا
- اذن انتم متفقون ولم تخبروني.
تبسمت وقال:
- هيا اخلدي للنوم.
اطفأت الاضواء وخرجت، رأيت بعض الدموع في عينيها التي اصابها انكسار الضوء القادم من خارج الغرفة.
أنت تقرأ
حين انكساري"
Short Storyعينيه الجاحظتين كفيلتان باهلاكي، كنت اظن انه مريضي ولكنني اصبحت مريضته، لا اعلم كيف ولما؟!! انه يسيطر على عقلي شيئا فشيئا.