مرت بعض الايام ولم اقترب من غرفته ، لا اعلم لماذا ، يبدو انني خائفة منه ، كأنه انعكاسٌ لكل اشيائي التي اهرب منها. ولكن اليوم سادخل اليه من جديد، فتحت باب غرفته وكانت جدرانها ناصعة البياض ، بمجرد ان رأني استقام من سريره وجلس على كرسيٍ منتظراً جلوسي امامه، وجلست :-
- اسفٌ لما فعلتهُ معك
- لم تفعل شيئاً
- اجل اعلم، اردتُ ان تخرجي كل ما بداخلك .
-ولماذا تريد فعل هذا ؟
- لا احب الاشخاص الغامضين
- لكنك غامض
- هل سألتني عن شيئٍ ولم اجبكِ ؟
- لا اعلم حقاً من يلعب منا دور الطبيب النفسي.
ابتسم قليلاً ، اول مره يبتسم فيها.
- سألعب انا دور الطبيب ، اخبريني لماذا قررتي ان تكوني طبيبة نفسية.
- احب ان اكون جزءاً من حياة الناس الخاصة
-ولهذا اخترتي بأن تكوني الطبيبة المسؤلة عن مقابلة المرضى الجدد؟
- اجل لأشخص نسبة جنونهم
- وهل شخصتي جنوني ؟
- انت لست بمجنون
ابتسم وتوجه نحو سريره فاستلقى عليه ووضع يديهِ خلف رأسه وقال :-
- دورك بأن تكوني الطبيبة
- كيف يمكنني التعرف عليك اكثر ؟
- لا تحاولي الاستحواذ على افكاري ، انا شخص واسع الدائرة لا ارضى الانغلاق
- ماذا تحب ؟
- احب النقاشات الطويلة، ولكن لدي وقت محدود للحماقات.واستمر الحديثُ ساعاات وساعات، لم اشعر بالوقت معه ، رأيته يبتسم اكثر من مره ، كانت شخصيتهُ اقوى من ان افرض عليها افكاري ، فتأثرت افكاري بشخصيته، هو لم يقاتل من اجل فرض السيطرة ، بل جعلني اتبعهُ بسهولة.
أنت تقرأ
حين انكساري"
Krótkie Opowiadaniaعينيه الجاحظتين كفيلتان باهلاكي، كنت اظن انه مريضي ولكنني اصبحت مريضته، لا اعلم كيف ولما؟!! انه يسيطر على عقلي شيئا فشيئا.