سأعود كما كنت

352 10 0
                                    

يدرك العقل بأن الحياة مسرحية كبيرة وبأن البشر ممثلين على خشبة المسرح ، افعالهم تختلف بأختلاف ادوارهم، وفي هذا الادراك بالذات يفتح العقل على نفسه عالماً اخر ليصبح حامله مجنوناً.

ها انا اخطو من جديد نحو تلك البناية الهادئة من الصمت، التي تحوي كل شيئ الا اصحاب العقول فهي  مشفى للمجانين،
بإقترابي من البوابة تقدم نحوي حارسها كمال، متهللاً بقدومي بعد اجازة طالت بعض الشيئ، بادلته التحية واجوبة تشبع فضوله فكل معتاد يكون حارس البناية ادرى من مدير البناية بما يحدث فيها  وبمجرد دخولي اليها هبت الى انفي عطورٌ مختلفة قد اعتدتُ على تميزها وخاصةً تلك الرائحة ، فهي عطر ليلى، هذه المرأة العجوز لم تغير عطرها منذ اكثر من عشرة سنوات. "ويوماً فيوماً ستعاقبك الذكريات. فكيف لها احتمال عشر سنين. ؟

تقدمت نحو مكتب الاستعلامات، عبير وزوجها امير يجلسان هناك، القيت التحية وبعض الاجوبة واخذت دفتر الحظور لأسجل اسمي، ميرنا،وليد،افنان، نوح،تمارة ، مجموعة من الاسماء التي اعتدت على مقابلتها كل يوم ، الا ان هنالك بعض الشخوص الجديدة، متشوقة للقائهم ، نظرت خلفي فرأيت بارثاا مسرعتاً نحوي وضمتني بين ايديها
-كم اشتقتُ لكِ
- وانا ايضاً عزيزتي
- انا اسفة لِمصابكِ
- انها الحياة !
- تعالِ معي لأريكِ مكتبك الجديد.
مشينا وصوت كعبها العالي يرن بالمكان ،
-ربى هذه  خولة ستكون موظفة المكتب الخاصة بكِ
بادلتها ابتسامتي المشرقة وبعض الكلمات التعريفية، ثم وجهتُ سؤالي لِبارثا :
- اين يسرى و روان اذا ؟
- تعروضوا لحادثٍ مع احد المرضى فقرروا ترك العمل والاتجاه نحو عملٍ آخر
- في النهاية نحن نعمل مع مجانين كان يجب ان يضعوا هذا الامر في الحسبان من اول يوم لهما في العمل .
- لا ادري عزيزتي، هذا مكتبك، اتمنى ان يعجبك ، سأكون في انتظاركِ عند مكتبي.
- حسناً

حين انكساري"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن