~الفصل الثاني~

2.6K 55 1
                                    

الفصل الثاني

« اكتبوا لمن تحبون قبل أن تخلدوا إلى النوم ، وتذكّروا أن رسائلكم لن تغفو معكم ستظل مستيقظة ... مستيقظة إلى الأبد »

•كانت امي تردد هذه العبارة دوماً وتكتب الى ابي عندما تشتاق اليه وهو مسافر واصبحت انا ايضاً مثلها اكتب لك دوما ، لكن للاسف انت تكون دوما بجانبي لكنني اشتاق لك ، لذا اعتدت ان اكتب لك وانت معي ...
وهل تعرف اين اصبحت كل هذه الرسائل ؟
في القمامة نعم في القمامة ... •

دخلت سحر الى الغرفة بعد احساسها بالإرهاق الشديد ، من الوقوف في الهواء ومن تفكيرها المستمر بهذا الشخص الحقير الذي هدم ما تبقى من سعادتها في هذه الحياة ...
لم تفكر بشيء مطلقاً فقد ارتمت على السرير وغطت في نوم عميق للغاية بين العديد من الاحلام المرابطة به وبغيره...

لم يستطع النوم ابدا فما ذال يفكر بوالدته المريضة الذي تركها واتى الى هنا ، لكنه بشدة يحتاج ان يكون هنا وان يختلط بالناس ومساعدتهم ، فهذه هيا حياته الاستماع للناس ومساعدتهم في تخطي مشاكلهم مهما كانت كبيرة ..
والان هدفه هو تلك الفتاة التي التقى بها في المصعد .. يجد في عيناها حزن رهيب وانكسار كبير يصعب مداواته ..
تنهد بهدوء يحاول الاسترخاء قدر الامكان .. صحيح انه مرة في حياته بالكثير من المصاعب والمحن .. وانكسر قلبه بأبشع الطرق ، لكنه دوما ما كان يسعى لتطيب جراحه بنفسه وبإبتسامته فالإبتسامة هي دوما سر السعادة ...

استيقظت سحر بعد نوم دام لساعات التفتت ووجدت ان الساعة قد اصبحت السادس والنصف مساءً .. تبقى نصف ساعة فقط لإنتهاء درس اليوغا ، حسناً لن تذهب الليوم ..
قررت النزول للإلتقاء بالطبيب جاد سلقدار ، كما اتفقت مع منظمة الحملة ..
ارتدا فستان طويل اصفر بفتحة صغيرة عند الساق اليمنى ، وارتدت فوقه سترة بيضاء قطنية وتركت شعرها منسدلاً على ظهرها بحرية ...

• نزلت الى الاسفل بهدوء ووقفت امام مكتب الاستقبال " ارجوكي اريد مقابلة الطبيب لو سمحت "
ابتسمت لها الموظفة " هل لديك حجز مسبق "
هزت رأسها " نعم وهذه هي الورقة "
دلتني الموظفة على مكان تواجد السيد جاد سلقدار . فذهبت اليه وتعمدت ان امشي ببطئ كي احاول تجميع افكاري واتجهز للقاءه ...
لم اكن اعرف ان التكلم لأحد عن همومك واحزانك صعب لتلك الدرجة  ، نعم اعترف لست جاهزة بعد لتكلم عن مشاكلي ، لكنني بحاجة جدا لهذا الموعد ، اريد بشدة ان اتخلص منه من افكاري وقلبي واحلامي ... اتمنى ان يجعلني الكلام ارتاح قليلاً اتمنى هذا ...
وبينما كنت غارقة في تفكيري لفتت نظري فتاة تبكي بشدة وكانت بجانبها امرأة كبيرة في السن ..
" امي لقد تأخر كثيرا كثيرا "
" اهدئي عزيزتي سيعود عاجلاً ام أجلاً"
تذكرت الليوم الذي قلت لي انك ستأتي في التاسعة وغبت ليومين متتالين ، اصبت بالجنون وقتها .. وبعدها اتيت ليلا سألتك اين كنت ووقتها تشاجرنا كالعادة
" ماذا تريدن سحر انا رجل راشد لا يمكنكي ان تسألنني اين كنت واين ذهبت في كل مرة نتقابل "
" لكنك قلت لي انك ستاتي في التاسعة قبل يومين ولم تأتي ولم اراك ليومين متتالين لقد خفت عليك "
صرخت انت بحدة " اسمعي سحر انا لست صغير "
صرخت بك وانا ابكي " اعرف .. اعرف .. لكنني احبك لهذا اخاف عليك "
حملت اغراضك وتوجهت نحو الباب قائلا بسخرية " ما الحب الا إدعاء يا سحر "
احزنتني نظرتك للحب يا ادم ... لكنني الليوم أفكر كثيراً في ما كان بيننا يوماً وقد إختلطت عليَّ التعريفات والمقايس ، وعرفت الان ان حبنا كان ادعاء واكذوبة ...

إمرأة من ورق |نوفيلا|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن