~الفصل الرابع~

1.7K 48 0
                                    

الفصل الرابع

صعدت الى غرفتي بعد حيث طويل مع جاد ... اعتقد انني بدأت اتحسن نسبياً .. لكنني ما ذلت احتاج الى الكثير من الكلام . اريد ان افرغ كل ما بداخلي ، لعلي اتحسن كلياً ...
انا وادم لم نتحدث مطلقاً عن الاشياء التي تزعجني ، هو لم يكن يهتم ابدا ... اذكر الليوم الذي كنت منزعجة من تلك الفتاة التي كانت ملتصقة به في كل مكان ...
قال لي" لما انتي منزعجة "
" وهل يهمك "
" بالطبع لا ، لكن لا اريدك ان تنحسيني الليوم ارجوك سحر "

لطالما نعتني بالنحس فقط لأنني لا اضحك كثيرا .. لا يهم ، لم يعد شي مهم الان ....

اتفقت انا وجاد ان نلتقي على السادسة مساءً .. لا اعرف ماذا سأفعل حتى يمضي الوقت .. اصبحت اريد وبشدة اللقاء بجاد والتكلم ... احب التكلم معه بشدة يجعلني اشعر بالإجابية دوما ، لكلماته سحر خاص .. كما يقول هو « بوسعنا أن نحول الحروف الى كفوف .. الى أجنحة تطير وتعانق السماء .. فلا تترددوا ..»

مضى الوقت سريعا وانا افكر به بإبتسامته الرائعة كقصيدة بلا كلامات .. كلامه نظراته ، لم اعد افهم شيء ...
اعتقد ان كل هذا بسبب ما حصل لي مع ادم ولن اغلط مرة اخرى لأرتبط برجل لا يهمه سوى نفسه ...

قررت وأخيرا ان اتكلم مع امي فهي تعرف انني سافرت لكن لا تعرف الى اين بالظبط ..
دققت رقمها وانتظرت ردها ... ولم يلبث دقائق وردت
" الو من معي "

" امي هذه اما سحر "

" سحر حبيبتي اين انتي وكيف اصبحتي "

" انا بخير امي لا تقلقي ، كيف حال والدي "

" انه بخير نوعا ما ، لكنه مصمم على عدم الرد عليك في حالة اتصالك "

" اعرف امي امه غاضب مني ، لكن كل ما حدث كان غصب عني اقسم "

" اعرف عزيزتي اعرف لكن انتي تعرفين والدك ، كان معارض لسفرك من الاول ، وكان خائف من اي احمق يخدعك ، وعندما حدث ما حدث  ، حصل ما خاف منه ، لذا تحمليه سيعود الى رشده قريبا صغيرتي "

" انا اسفة على كل شيء امي سامحيني واطلبي من الجميع مسامحتي "

" لا تقلقي صغيرتي الجميع سيسامحك الاهم الان ان تعودي  بسرعة "

" سأحاول امي سأحاول "

اغلقت الهاتف وتمددت على السرير ورجعت الى حديثي مع ابي قبل سفري بيوم واحد ...

« فلاش باك »

صعدت الى غرفتي وانا في حالة إنهيار مما حصل معي .. لقد حصل ما خفت منه طوال الخمس سنوات ...
دخل ابي بطوله وعرضه من الباب بوجه غاضب متجهم

" لقد قلت لكي يا سحر ، لقد حذرتك ،والان ماذا لقد اصبحت سيرتنا على كل لسان .. هل انتي سعيدة الان "

" اقسم لك ياابي لم اكن اعرف ان هذا سيحصل اقسم لك ."

" لا يهم ،، لا يهم يا سحر لقد حصل ما حصل واصبحت سمعتنا بالاراضي ... اسمعيني يا فتاة ، لا اريد ان ارى وجهك "

" ماذا تقول يا ابي "

" الذي سمعتيه ، غدا صباحا لا اريد ان اراك هل فهمتي "

« عودة الى الواقع »

لا اعرف ان كان ابي سيصفح عن شيء ليس بيدي ..

ابتعدت عن السرير على صوت دقات الباب ، استغربت جدا من ان يدق احد على بابي ، فعمال النظافة ، لا ينظفون الغرف الا اذا كنت في الخارج ..
فتحت الباب فوجدت جاد يقف امامي ويبتسم بهدوء ..
رفع حاجبه الى الاعلى وقال :
" اصبحت الساعة سبعة ونصف وانتي هنا في الغرفة انسة سحر "

شهقت بحدة ونظرت الى ساعة يدي ، نظرت اليه بخجل
" اسفة جاد انا فعلا لم انتبه كنت شاردة على ما اظن "

" شاردة ساعة ونصف ، لا انتي حالتك صعبة جدا يا فتاة "
قالها بمزاح لطيف

" حسنا سأذهب لابدل ثيابي سريعا وسننزل تفضل "

دخلت بسرعة وبدلت ثيابي الى فستان قصير  نوعا ما ولأول مرة .. وتركت شعري كما هو وخرجت ..
كان لا يزال واقف على الشرفة ، اقتربت منه
" انا جاهزة "
التفت لي والتقت من عينيه نظرة اعجاب لكنني تجاهلتها . وخرجنا من الغرفة واتجهنا الى تلك الخيمة التي جلسنا بها المرة الماضية ...

" هيا سحر تكلمي انا اسمعك "

اخذت نفس عميق وبدأت :

" مرة ثلاث سنوات على علاقتنا ، اصبحت احبه وبشدة تغاضيت عن كل افعاله .. لم اكن ارى سوى حسناته وارى في كل شيء يفعله حب فقط ...
كان هناك على صدره حرف السين ، كان يقول لي انه حرف اسمك يا سحر ، كان فوق قلبه مباشرة ..
احسست بفرحة كبيرة وقتها ، وتخيلت انه يحبني كما احبه واكثر .. ولم يذدني هذا سوى حب له لا اكثر ....
لكنني كنت غبية ، غبية جدا يا جاد ، اكتشفت بعدها ان هذا الحرف ليس حرف اسمي يا جاد ، بل كان حرف اسم فتاة اخرى تدعى سيرين ، وعندما صارحته بالامر قال انها حبيبته القديمة ، والان انا حبيبته الجديدة لذا هذا الحرف من حقي ... احسست وقتها كم انني رخيصة عنده ليجعل حرف صنعه لفتاة .. لي انا ...
وهل تعرف ماذا اكتشفت بعدها ان هذه الفتاة لم تكن حبيبته القديمة وحسب بل ما زالت حبيبته الى الان يا جاد .. كان يخدعني طول هذا الوقت وانا كنت تلك الغبية ، الذي تصدقه في كل شيء  ، هل كنت غبية لتلك الدرجة يا جاد ؟ هل الحب يجعل الانسان اعمى ؟"

التفتت له بعدما احسست بسكوته وجدت عيناه تلمعان بشدة وينظر امامه بشرود ...
اقتربت منه بسرعة ووضعت يدي على اختفه
" ماذا هناك جاد "

ابتسم لي وقال " لا شيء سحر لا شيء "

" هل تريد ان نعود "

" نعم هيا بنا تأخر الوقت "

وقفنا ومشينا الى الفندق ، كنت انظر له طول الطريق كان شارد بطريقة غريبة ...
ارتطمت بشخص ما وانا انظر اليه ، التفتت لأعتذر ..
لكنني وجدت الشخص الذي سبب لي كل هذا الالم مجسد امامي ..
لم اعد اسمع شيء من حولي سكون عمَّ في كل مكان ..
ابتسم لي بسخرية وقال :
" اوه سحر كيف حالك "

لم ارد واكملت نظري اليه بحدة .. اقترب مني وكان ممسكاً بيد فتاة
" هذه سيرين زوجتي "

شهقة من بعيد ، لم تكن شهقتي بل كانت شهقة جاد الذي احتدت ملامحه وقال بصوت مصدوم :

" سيرين "

يتبع....

إمرأة من ورق |نوفيلا|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن