النسوية المخيفة (2)

127 9 1
                                    

فجأة بينما كنت احاول الاختباء داخل الحاوية ..رفعني من رقبتي رجل ضخم البنية، اصلع الشعر، متجهم الوجه
"اووه كلا ارجوك، سيدي ارجوك لم اقصد الاقتراب من هنا ، اعفوا عني انني فقط في ال 15 من عمري"
قلت ذلك بذعر وصدمة شديدين
"هي انتِ يا مستجدة الا تعلمين اي انثى تقترب من هذه الحانة مصيرها العمل هنا حتى الموت ، لا تدعين البراءة فبهذا المكان لا توجد مساحة كافية للابرياء بالاضافة الى ذلك وهذا معروف لا حاجة له للتعريف ..فقط لتذكيرك اننا نأخذ اي فتاة تمر حتى مر الكرام بهذه المنطقة لا نتركها بحالها كانت كبيرة او صغيرة او حتى رضيعة فالرُضع نقوم بتربيتهن لنستفيد منهن لاحقاً " قال العملاق
"يا للعار ، يا للعار ماذا علي ان افعل الان " قلتُ لنفسي
لم يتسنى لي التفكير حتى جرجرني من شعري واتجه بي نحو الحانة أي "حانة الموت" فبهذه الحانة يتم انعقاد اضخم واهم الصفقات التجارية من بيع الذهب الابيض (المخدرات) ، استرقاق النساء لأغراض جنسية ، بيع اسلحة ، بيع اجزاء من الجسم
حتى انني سمعت بظهور آلة تسمى "الكاميرا" اذ استوردوها من اوروبا وتقوم بعرض ما امامها كصور متحركة ليشاهدها الناس ، إذ قال البعض انهم يعرضون صور متحركة لنساء يتم اذلالهن واغتصابهن ويتم بيع هذه الصور المتحركة المدعوة ب"أشرطة الفيديو" كما يدعون بأغلى الاسعار وحتى انها انتصرت بسعرها على الذهب الابيض
"سيدتي ، هذه هي الفتاة التي كانوا رجال "السفاح الأسود" يلاحقونها وجدتها تحاول الاختباء بداخل حاوية القمامة هه*بسخرية* يا لها من غبية ألم تجد أي مكان أفضل ع الأقل للإختباء ..على أي حال هذا يصبُ في مصلحتنا " قال الرجل العملاق ذلك .
تكلمت عجوز مبهرجة بالمكياج ومملوءة بإكسسوارات من الذهب والماس من رأسها الى اخمص قدميها وترتدي أغلى وأفخم الثياب من عرشها العالي بلهجة آمرة "حسناً ..احسنت الآن فقد وجدناها قبل رِجال "السفاح الأسود " فسوف تتم مكافئتُنا على ذلك "
بلا مُقدمات دَخل مجموعة من الرجال مفتولي العضلات يرتدون لباس موحد من البذلات السوداء يقفون بانتظام بجانب بعضهم البعض ..إلى أن دخل زعيمهم "السفاح الأسود" ملثم الوجه ولباسه مُتشح بالسواد طويل القامة لديه بنيه قوية ويبدو انهُ في الثلاثين من عمره ..لا أعلم لما يدعونه بهذا اللقب أقصد "السفاح الأسود " لرُبما لأنه متشح بالسواد ام ماذا !؟
- "أُريدُ هذه الفتاة رجالي كانوا يبحثون عنها اولا ً"
قال الزعيم
-"ولكن رجالي هُم من وجدوها اولاً..أليس كذلك ؟!"
قالت العجوز
-"حسناً ..قولي ما عندك ماذا تريدين ثمناً لها ؟!"
-"ممم..ولكن لِما تُلاحقوها ؟" بلهجة متكبرة
-"ألا ترين ذلك أيتُّها العجوز بأن هذه الفتاة فائقة الجمال فسيدي يشتهيها " قال ذلك احد رِجال الزعيم فجأة وبكل سذاجة ...أخرج الزعيم مسدسه حول خصره وأطلق رصاصته نحو الرجل فأخترقت رأسه ومباشرةً لقي حتفهُ .
" وما دخلكِ انتِ ..فكُل ما تحتاجينه المال ..فلا تتذاكين يا عجوز " أكمل الزعيم كلامهُ بكل برود غير مبالياً بما فعل وكأنه لم يحدث أي شيء منذ ثواني .
إرتعدتُ مكاني خائفةً على الارض يا الهي ماذا سيحدث لي الآن
-"حسناً بما انكَ تشتهيها ..فما رأيك ان تبقيها عندنا لندربها ونسلمك اياها بعد سنتان ..فكما تبدوو لي فهي صغيرة السن وبعض المناطق لم تنموو لديها جيداً بعد" قالت تلك العجووز الشمطاء ..اووه يا لوقاحتها كيف تتجرأ على وصف جسدي
-"ممم ..اعتقد ان إقتراحك جيد ولكن بشرط !" قال السفاح الاسود
-"وما هو يا سيدي ؟!"
-" لا أُريد أن يتم لمسها من قِبل أي رجل طوال هذه السنتين "
-"مم..ماذا!!!؟؟" قالت بإحتجاج
-"كما تسمعين ..وإلا سيكون مصيرك كمصير ذاك المغطى بالدماء ها هُناك "
-"ولكن..نن.. ه..هذا بيت دعارة كما تعلم فكيف سنستفيد منها خلال السنتين!" بإرتجاف
-"وما دخلي انا بذلك إجعليها تقوم بأعمال التنظيف أو أيٍ كان فهذا عملك دبري امرها انتِ"
-"حسناً ..سأرى ماذا سأفعل بهذا الشأن ..وداعاً سيدي ..اتمنى أن نكون عند حُسنِ ظنك بعد سنتين"
-"تذكري هذا سوف آتي كل فترة لأتفقد الفتاة خلال هاتان السنتان وإن حدث لها مكروه سواء ماتت او تم ضربها مما قد يُحدث ندبات لها أو هربت من هنا ..فلن يتلقى أحد اللوم غيرك أيتُّها العجوز" بلهجة صارمة آمرة
-"لا تقلق فهي تحت رعايتنا الآن فحانتي هي من أكبر وأفخم حانات المنطقة ونحن معروفين بجودتنا"
غمز لي هذا السفاح وقال:
"أراكِ بعد سنتان يا حُلوتي"
يا إلهي انهُ يثير اشمئزازي لدرجة التقيؤ
وبعدها غادر مع رجالهِ واخذوا جثة ذلك الرجل لربما سيتفيدون من بيع اعضاءه ..المهمُ الآن انني على الاقل نجوت لهذه اللحظة الراهنة ولدي مُهلة سنتان لأهرب ..قبل أن يعود .
"يا إلهي لِما اقترحتُ هذا الاقتراح وجلبتُ المتاعب لنفسي كان علي بيعها له فحسب ..على أي حال من ناحية إيجابية سيزيد سِعرُها بعد سنتان وخصوصاً أنها عذراء فالعذراوات هُن الأغلى ثمناً في سوق الدعارة " تمتمت العجوز بهذه الكلمات ..ونزلت من عرشها وتوجهت نحوي بكُل كِبرياء رفعت ذقني نحوها وقالت :" من الآن يا حلوة لن تتنفسي او تتحركي او تفعلي أي شيء إلا بأوامري " ..أُغروقت عيناي بالدموع لكنني لم أبكي ..أفلتتني وأمرت بإحضارِ أكثر فتياتها خِبرةً وجمالاً لتُرشدني وتعلمني قوانينهم ولكن بإستثناء تسلية الرجال فالزعيم أمر بعدم لمسي مِن قِبل أي رَجُل .
جاءت الفتاة ..قالت العجوز : "هذه مِن أفضلِ فتياتي ..إتبعي كُل حرف تقوله لكِ فكلماتها وأوامرها بمثابة أوامري ..وأووه أيضاً ما اسمكِ يا حُلوة؟!"
"إسمي ماري" قُلت .. صرخت علي وقالت:"ماذا قُلتِ أين الاحترام ايتها الساقطة " ..وكزتني الفتاة بجانبي وقالت لي :" عليكِ بمُنادتها بسيدتي بعد الإنتهاء مما ستقولينه يا غبية " .. "اووه انني آسفة سيدتي" .. " حسناً هذه أول قاعدة لكِ ..عليكِ بمُناداتي بسيدتي " زمجرت العجوز بهذا "والآن إذهبي مع لوسي " انهت كلامها بهذا وذهبتُ مع المدعوة بِلوسي وأرتني الغُرف وقاعة الرقص والبار وقاعة الطعام ومكان نوم العاهرات او العاملات حسب قولها ...
*هيلين*
كان يوماً مُرهِقاً كالعادة مسحتُ الرفوف، وشطفتُ الأرضية، ورتبت ، وغسلتُ المواعين، وحلبتُ الثلاث بقرات ، وغسلتُ الملابس وكويتها وطويتها ونشرتُها على الحِبال ، وحضرتُ الطعام لسيدتي وزوجها وأطفالها وعندما انتهيت أخذت أجري الزهيد وأنصرفتُ مُسرعةً للبيت ، يا الهي يجب علي أن أُنهي أعمال منزلي بسرعة قبل أن يعود للبيت فعو عصبي بِطبعه وسأتلقى عِقاباً عسيراً إن لم يجد الطعام جاهزٌ ايضاً ، أعدتُ كرة كُل ما فعلتهُ في بيت سيدتي ولكن في بيتي طبعا وبدلاً من الثلاث بقرات حلبتُ بقرتنا الوحيدة فنحن بالكاد إشتريناها لِسعرها الغالي ، على أي حال انهيتُ أعمال البيت بسرعة وأتجهت لمطبخنا المتواضع لتحضير الطعام أحضرتُ قِطع الخشب وأوقدت فيها النار ووضعتُ الطنجرة وبدأتُ بتحضير الفول ، وبعد انتهائي من تحضيره ، حضرتُ بعد الأرُز "أُمي.. أُمي متى سيجهز الطعام فنحنُ جائعان " هتف صغيراي التوأمان جود وماري مُرهقان بعد لهوهم ولعبهم طوال النهار .." لقد شارفتُ على الإنتهاء ..أُصبرا قليلاً بعد" أجبت .." أوووف " قالا بتذمر ..أنهيتُ تحضير الطعام كاملاً وها أنا ذا انتظر زوجي حتى يأتي ليأكُل ..أتمنى أن يعود بسرعة فالصغيران يتذمرا بشدة ، عاد زوجي من عمله غاضباً كالعادة .." هيي..انتِ لما لم تضعي الطعام على المائدةِ بعد.. ألَم تتعلمي درسك مِن قبل؟!" صرخ في وجهي كعادتهِ وها أنا ذا أُعيدُ نفس الجواب مراراً وتِكراراً
-" لم أضعهُ كي لا يبرد وتأكُلهُ بارداً فأنت تغضب ايضاً عندما تجِد طعامك بارداً"
-"حسناً حسناً ضعيه بسرعة الان"
حضرتُ المائدة وإنتظرته حتى ينتهي من الأكل هو وصغيري جود ..فالمرأة حسب مفهوم زوجي هي كائن نجس لا يجوز الأكل معهُ على نفس مائدةِ الطعام ..بعد إنتهائهما حضرتُ الطعام مرةً أُخرى لي ولإبنتي ماري وأكلنا .. يا إلهي كم أُشفق على هذه الصغيرة لا أهتم لنفسي فقد تعودت على هذه المعاملة الباردة القاسية ولكن ما ذنب صغيرتي لتُعامل هكذا فأبيها يكرهها ويميز أخاها عنها حتى أنهُ طلب مني رميها بعد ان انجبتها مع اخيها جود وبسبب رفضي لرميها تلقيت تعنيف قوي من زوجي وهددني بأنه سيقتُلها يوما ما ..كُل هذا فقط لأنها فتاة ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 24, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حقد النساء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن