1: 'فتاة خرقاء'

327 9 3
                                    

الإثنين 08:30 AM
فتحت تلك النائمة جفونها وقد انزعجت من لمسات الشمس المسلطة على ملامحها البريئة حتي انتفضت قافزة من على السرير وقد تداركت لتوها تأخرها في الاستيقاظ لتبعد ذلك الغطاء عنها مسرعة الى الحمام لتزيل عنها تعبا لم بها بعد أن سهرت الليل بطوله وهي التي اعتادت ان تصحو باكرا مهما أخرت موعد نومها، وبذلك كان بعد 15 دقيقة بالضبط ان خرجت من الحمام و منشفة قد التفت بإهمال حول جسدها الرقيق الناعم غير مبالية بخصلات شعرها المبعثر القصير التي تتساقط من تارة لأخرى على جبتها، ولكن من يهتم فديالا تعيش بكل أرياحية في منزل صغير اكتفت فيه بما تحتاجه فهي بعد كل شيء تعيش فيه بمفردها.

ثم استدارت بعد ذلك للخزانة لتقوم بارتداء زيها المدرسي الذي أبرزت تنورته سيقانها لتغطيهما بعد ذلك مرتدية سروال رياضيا أخفى مفاتنها، وخرجت من دون ان تتناول شيئا عدا قطعة الكوكيز تلك التي حملتها بين راحة يدها.
و ما كادت أن تسرع للحاق بالباص الذي كان على وشك الرحيل حتى اصطدم أحدهم بها. كانت ستتجاهله لكن أوقفتها كلماته ،التي اخترقت أذنها، وهي تعيد تلك الكلمة في رأسها غير مصدقة لما تفوه به ذلك الواقف امامها: "فتاة وقحة!" ،وما خطبه لينعتها بذلك ،وما كادت ان تكلم حتى أردف وما وملامح استفزاز اعتلت شفتيه :"ألا تعتذرين حتى أم ماذا؟ألست عمياء فقط بل بكماء أيضاً؟".
و للحق قد صدمها و قد تخطاها ملقيا بسهامه تلك قرب أذنيها: "حقا فتاة خرقاء! ".
تمالكت ديالا كل ذرة من أعصابها وهي تحاول إخماد ثوران البركان الذي يغلي بداخلها، راكضة بذلك نحو المدرسة وقد تاخرت بالفعل بسبب وقاحة شيطان أرسله لها الجحيم ليزيد صباحها سوءاً.

هناك وقد وصلت ديالا إلى الفصل كان الأستاذ على وشك تقديم إحدى الطالبات الجدد لزملائها لتفتح هي الباب بقوة وازنت أنفاسها الاهثة وهي متجهة إلى مقعدها باعتذار من الأستاذ محاولة إعادة أنفاسها إلى استقرارها بجلوسها على مقعدها، لينطق الأستاذ بحدة لفت بها انتباه الجميع: "كما كنت أقول قبل أن يتم مقاطعتي، سنتشرف بطالبة جديدة"، وحول عينيه لتلك الواقفة بجانبه لتحرك شفتيها بابتسامة اختلجتهما: "مرحبا انا ديم ،سررت بلقائكم وأرجو أن نتفاهم و نصبح أصدقاء"، وأمالت رأسها بلطف مخالف لقذارة ما كان يتفوه به بعض الطلاب حيث لم يتوقفوا عن التحديق بمنحنيات جسمها المنحوتة ببراعة من السماء ، كل منهم يسبح في أفكارهم المقززة في امتلاكها.

ولكن ديم كانت بعيدة كل البعد عن هذه التفاهات وهي تتجه نحو مقعدها بابتسامة قرب التي كانت تتأمل زرقة السماء و قطع القطن البيضاء التي تزينها، غير آبهة بتلك التي استدارت نحوها وهي تمد يدها نحوها كأنما تهدف بذلك إلى صداقتها إلا أن ديالا رمقتها بهدوء تخلل كل ما فيه من برود، حطم كل آمال ديم التي اعتقدت لوهلة بأنها قد وجدت صديقة.

وبذلك وبعد مرور تلك الساعات مرور السلحفاة ، دق الجرس معلنا بذلك انتهاء الفتره الدراسية الصباحية لتستدير ديم مرة أخرى و بريق شجاعة و أمل زين عينيها المتلألئتين وقد وجهت خطابها لألينا: "ما رأيك أن.." ولم تكمل ما أراد فمها أن يفصح به وقد نهضت ديالا من مقعدها متجاوزة إياها ببرود قاتل وقد ألقت كلماتها عليها بنبرة عبرت عن تحذير حقيقي.

خرجت من القسم متوجهة الى المكتبة. أخذت بعض كتب علم الاحياء ثم جلست في إحدى الطاولات تتصفحها. كانت المكتبة شبه فارغة فالجميع في الكافيتيريا يتناولون غذائهم.
و مع انتهاء ساعة الغداء ، توجه الطلاب إلى الفصول ما عدا بالطبع أولئك المتغيبين الدائمين.

"حسناً أيها الطلاب ، افتحوا كتبكم على الصفحة 145 ، اليوم سندرس عن.... " نطق الأستاذ تلك الكلمات ليبدأ بتلاوة خطبه المملة تلك.

"حمداً لله، وأخيراً انتهى الدرس. كدت أموت من الممل. يا ديالا ، أترغبين بالعودة معاً إلى المنزل؟" قالت ديم ذلك بعيني جرو راجية موافقة من الأخرى.

......

"حسناً لا بأس " ردت بخيبة بعد الصمت الذي قابل طلبها دليلاً على الرفض، و ما كادت أن تنهي ما بدأت حتى كانت.. قد خرجت مسرعة من الفصل بالفعل.

"اللعنة اللعنة! بسبب الدروس الإضافية الغير المبرمجة في جدولنا الدراسي ، سأتأخر عن عملي!"
زمجرت بغضب وقد خرجت مسرعة من المدرسة.

بعد ما يقارب العشر دقائق : "آسفة على التأخير ،..... حقاً متأسفة" شافهت ديالا بنبرة آسفة وازت أنفاسها المتقطعة.

"هيا أسرعي هناك العديد من الزبناء! " هتف رئيس المطعم من بعيد مؤشرا لها بالبدء بعملها متغاضيا عن تأخرها ، فهي بعد كل شيء مواظبة و تخضر في الوقت دائماً ، و بالطبع إن تأخرت فإن ذلك سيكون لسبب وجيه.

"حسناً" أجابت بابتسامة اعتلت شفتيها ، و حماس تملكها رغم كل الأحداث التي مرت بها اليوم.

"يا.. ، ارتدي مئزرك ، و خذي هذه الأطباق إلى تلك الطاولة."

"حاضر" قهقهت .. على صديقتها و زميلة عملها الجزئي رامسي، مبتسمة على روحها المرحة "أيها القبطان".

غيرت ملابسها و اتجهت في اتجاه إحدى الطاولات، حاملة طبقين من ' الرافيولي ' الإيطالي :

"تفض ... آاانت! "

" (ابتسامة) "

يتبع....

______________________________________

مين تتوقعوا الشخص ؟

' أنت فقط : Only You 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن