اذكر الله قبل قرائتك ❤
الفصل العشرون والاخير:تحجرت عينيها في جحرهما وهي تراها مقبلة نحوها ...ظنت في البداية أنه يَخيل لها ولكن ما ان تأكدت أنها حقيقة حتي صرخت بشوق الأم الذي بداخلها :
ـ ليــنا
كانت تلك أولي الكلمات التي نطقتها منذ ذلك اليوم ...أنتعشت روحه وهو يستمع الي صوتها العذب الذي حرم منه لمدة أسبوع ...أخذ يراقبها وهي تضم طفلتها وتقبلها بشوق كبير وهي تضحك وتبكي في نفس الوقت من الصدمة ...في تلك اللحظة بالفعل أستشعر كم أن فضل الله كبير ...كم أنه كان أحمق حينما كان بعيداً عن طريق الله الذي لم يري الراحة سوي حينما سار فيه ...ذهب وعانقهما بقوة وأنضمت إليهم "رقية" التي صرخت بسعادة ما ان رأت لينا ...وقتها شعر كل منهما أنه ملك الدنيا بما فيها ...
مرت الأيام وتحسنت حالة "شغف" النفسية كثيراً عن ذي قبل ...نعم أنها في بداية الأمر لم تكن ترضي أن تترك "لينا" لأي شخص خوفاً عليها حتي أنها أحياناً لم تقبل أن تعطيها ل"أدهم" ولكن مع مرور الوقت عادت لحالتها الطبيعية مع مساندة "أدهم" و"نور" والجميع لها ...
في ذلك اليوم عاد بعد أن أنهي عمله وتناول الجميع العشاء سوياً بالطبع مع "نور" وأبنها اللذان لم يكونا قد عادا الي منزلهما قط بل أن مع تطور الأحداث نسي الجميع أمرهما ...
دخل الي الغرفة بعد تناول الطعام وذهبت هي ورائه وقد تركت الأطفال يلعبون برفقة "نور" في الخارج ...أقتربت منه وهي تسأله بفضول لم تتمكن من كبته أكثر من ذلك :
ـ أدهم عايزة أسالم علي حاجة
أبتسم لها بود وهو يقول :
ـ أسالي يا روح أدهم
ـ هو أزاي كريم والبوليس عرفوا مكاننا يومها ؟!
أبتسم وهو يقول :
ـ حبيبي عنده فضول يعرف صح ...هحكيلك طيب
.......فلاش باك ......
في اليوم الذي أتصل فيه "عمر" ب "أدهم"
بعد أن أغلق "عمر" المكالمة عاد "أدهم" الي المنزل وهو لا يدري ماذا يفعل فهو بالفعل كان يعلم نوايا ذلك الحقير "عمر" ...لا يستطيع الذهاب الي كريم فهو مراقب ولا يستطيع الإتصال به فهاتفه مراقب أيضاً ...
وكأن الله أراد أن يلهمه الحل ففي وسط تفكيره رأي "رقية" تلعب في جهاز التابلت الخاص بها ...تذكر أنه قد وضع به شريحة إتصال لكي تتمكن من فتح الأنترنت عليه وتلك الشريحة لا أحد يحمل رقمها لأنها مهملة ...وجد الحل في ان يتصل ب"كريم" منه وبالفعل هذا ما حدث
كلام كريم لم يعجبه أبداً فهو لم يود أن يعرض حياة "شغف" للخطر ولو في أسوء الظروف ولكنه أقنعه أن تلك هي الطريقة الوحيدة التي سيتمكنون بها من معرفة مكان "لينا" ...بالطبع كل منهما كان يعلم أنه سيأخذ منه الهاتف ويتركه أعزل دون سلاح أيضاً وبالطبع أمر ملاحقته كان مستحيل لأن رجال "عمر" كثيرون وسيظلون متيقظون دائماً لأي فخ ...ظل كل منهما يفكر حتي توصل "كريم" للحلGPSـ "لقيتها ...فاكر السلسلة الي كان فيها الي خليتك تديها لشغف وتخليها متقلعهاش وأنت ساعتها قعدت تتريق عليها وقولتلك هيجي وقتها ...أهه جه يا صاحبي GPS "
ـ تصدق صح ...فعلاً هي دي الحل
ـ بص أنت دلوقتي هتروح أنت وشغف عادي جداً وأحنا بعدها هنعرف مكانكو هنيجي وراكواعلي طول متقلقش ...
وبالفعل هذا ما حدث وذهب "كريم" برفقة قوة من الشرطة لمداهمة المكان لكن وقتها كان قد حدث ما حدث ووافت "عمر" المنية ...
...... باك .....
أبتسمت له وهي تقول :
ـ الحمد لله
ـ يستاهل الحمد يا حبيبتي ربنا كرمه ولطفه ملوش حدود بجد
..........................
إجتمع الجميع في شقة "عصام" و"كاميليا " في يوم الجمعة في أجواء عائلية تتخللها سعادة كبيرة بعودة "لينا" والتخلص من خطر "عمر" حتي قال "يوسف" بعتاب موجه الي "نور" :
الحمد لله يا جماعة كل حاجة رجعت زي م كانت واحسن بس مش آن الأوان ان ناس تانية ترجع لبيتها...
ردت عليه بغضب عارم قائلة:
لو أخر يوم في عمري م هرجعلك يا خاين يا الي مديت ايدك عليا ـ
تأفأف بسأم وهو يقول :
ـ بدأنا تاني
هنا تدخل "أدهم" قائلاً بغضب:
ـ ايوه صح انا الظروف الي حصلت نستني الموضوع ده... انت ازاي تمد ايدك عليها انت اتجننت ؟!
ـ يا بني اهدي بس واسمعني الاول دي مجنونة اقسم بالله وبتقول اي كلام
هنا صدح صوتها عالياً وهي تقول :
ـ انا مجنونة؟! طاب والله لاوريك الجنان علي اصوله
ـ متتهدي بقي وأرحميني... بصوا أنا هحكي قدامكوا كلكوا عشان بس تعرفوا أنا عايش مع مين ومستحملها... يا أدهم بص هي اتخانقت هي وامي خناقاتهم المعتادة عادي جداً ..وطبعاً امي لازم تقعد تقولها يارتني كنت جوزته بنت خالته والشوية دول... المهم انها يومها بعد م روحنا استفزتني بالكلام وقعدت تقولي أنت خاين وبتحبها وعايز تتجوزها عليا و الحبة دول فغصباً عني من غيظي قولتلها أه هتجوزها علي الاقل مش هتنكد عليا زيك... وخير الله م اجعله خير انا قولت الجملة دي ملقتلكش غير الي مسكت السكينة وجايه علي رقبتي وبتقولي هقتلك أنت وهي قبل م تفكر في كده... روحت ضاربها بالقلم عشان تفوق لان السكينة فعلاً كانت هتعورني والله يابني غرضي شريف... راحت هي بقي عملت الي عملته وخدت الواد وراحتلكوا وقال أيه بقي انا ضربتها وهي الملاك البرئ الي عايز يتطلق... ما ان أنهي كلامه حتي وجد الجميع يضحك بصوت عالي علي تفاهتهما ..
تحامل "أدهم" علي نفسه وتوقف عن الضحك قائلاً :
وخضتونا وقولت خلاص هيتطلقوا يخربيت هبلكوا بجد ـ
ـ يعم أنا مالي م تقولها هي ..يعني هي الي مطلعة عيني وفي الأخر طلعت أنا الوحش الشرير... قولها ترجع البيت بقي
أظهرت العبوس علي وجهها وهي تقول :
ـ لا مش هرجع لاني مش فارقة معاك ومدورتش عليا عشان ترجعني
ـ يا بت انتي هبلة انتي مكنتيش شايفه الظروف يعني كنت هخليكي تسيبي اختك
تحولت نبرتها للعدائية فجأة وهي تقول :
ـ لا طبعا مكنتش هسيب اختي انت مجنون
ـ خلاص بقي ارجعي وحشتيني
ـ افف لو مكانش قلبي رهيف بس... كانت تلك كلماتهما وهما ينظران لبعض بهيام... حتي تنحنح "عصام" قائلاً :
ـ خدوا بالكوا اننا قاعدين معاكوا هه وفروهم لبيتكو
ضحك "يوسف" وبانت إمارات الخجل علي وجه "نور" ليعود ذلك الثنائي المجنون كما كان...
...................
بعد مرور يومين
كانت تقف في الشرفة تتابع المنظر الخلاب الذي تطل عليه شقتهما ليأتي هو ويحتضنها من الخلف ثم يقبل جبهتها فتبتسم له بحب
نظر لها بهيام قائلاً :
ـ بصي هو أنا كنت عايز أعمل حاجة بس خوفت متعجبكيش فقولت هقولك الأول
ـ مفتكرش ان حاجة هيقولها حبيبي مش هتعجبني بس قول
ـ أيه رايك نعمل فرح
نظرت له بصدمة وهي تقول :
ـ أدهم فرح أزاي يعني احنا متجوزين بقالنا سنتين ده احنا حتي لسه عارفين امبارح اني حامل
ـ تعرفي ان موضوع حملك ده هو الي شجعني أكتر... يعني الولد ده يبقي ثمرة حبي وحبك بس احنا معملناش الخطوة الاولي معملناش فرح... مشوفتكيش بالفستان الأبيض... يمكن من حظي أنك في جوازتك الأولي ملبستيهوش بس بجد نفسي نعمل فرح اوي... مش هيبقي فرح كبير... يعني طبعاً كان نفسي اعملك فرح كبير بس ظروفنا بقي يعني مجرد نعزم اصحابنا القريبين وخلاص بس نفرح... أحققلك حلمك كبنت أنك تلبسي الفستان الأبيض للي بتحبيه وأحقق حلمي أني اشوفك لبساهولي...
أدمعت عينيها من فرط السعادة وهي تعانقه بقوة قائلة:
ـ أدهم انا بحبك اوي بجد انت مفيش زيك في الدنيا دي كلها
أبتسم بسعادة وهو يقول :
ـ انا بحبك اكتر يا اجمل واحدة في الكون كلهنعم لقد مرت بالكثير من الأحزان ... وجدت الألم من كل الجهات... فقدت من أحبت... لكن رغم كل ذلك لم تيأس وأحسنت الظن بالله لذا فقد أكرمها الله من عظيم كرمه وحول حياتها من الجحيم الي النعيم فقو القادر علي كل شئ ..
تمت بحمد الله ..
أنت تقرأ
شغف
Romanceكاملة وما ان فتح الباب حتي وجدها تجلس في حديقة المنزل والتي قام بتأمينها جيداً ووضع أسوار عالية عليها كي لا تتمكن من الهرب ...أعاد غلق الباب من الداخل بأحكام ثم اقترب منها وقام باحتضانها من الخلف بقوة ...نظرت له هي بأشمئزاز وهي تقول : ـ أبعد عني و...