مازالَ كِبارُ رجالِ الدولة في الغرفة ، ولكنهُم الآنَ أمام النوافذْ وقد أطبقَ السكون ، وفجأة تندلعُ ضجةٍ هائلةٍ من تحتِ النوافذ ثمَ يعودُ السكون من جديد حتى يقطعةُ جونغكوك وزير الخارجيةِ
- قائلاً : لقد دخلوا
يُفتح أحد الأبوابِ ويَدخُلُ الخادمُ وينحني ويقول : معاليهِ يرجوكمُ الدخول...
مَكتب كيم نامجون الطاغية..
الغُرفةُ واسعة ومكتبُها ضخمٌ فخم مُغطى بالكتبِ والملفات. وعلى طرفهِ صينية عليها زُجاجةُ ويسكي وزُجاجةُ سيفون وبعضِ الكؤوس. على الحوائِط تمتدُ رفوفُ الكُتب وقد إمتلأت بالكُتبِ والملفات ، وهُناك تُوجدُ مَقاعد مُريحة وإحدى الأرائِكُ العريضة.
جون جالسٌ خلفِ مَكتبه وقد إرتدى ثيابَ الإحتفالاتِ الرسمية.يدخُل عليهِ كِبارِ رجالِ الدولة بِخطواتٍ مُترددةٍ ويقتربونَ من جون الذي يَنهض ويَتطلع إليهم مُقطباً : أعتقد أن نِصفكم على الأقل خونة. تُرى من يكون الخائنُ فيكم؟ لن تمضيَ رُبعَ ساعة حتى أعرفَ الحقيقة...
يقفُ الكُبراءُ أمام المكتبِ على هيئةِ نصفَ دائرة. جون يتطلع إليهم في قسوةٍ وغضب ، ويمشيَ ببطءْ أمامهُم كأنهُ يستعرضهُم ويُشيرُ إلى بعضهِم ويَقول : أنت .. مؤكد ، عفواً إنما غير مؤكد .. لكن مِن المُحتمل. يَمُر جون أمامَ جونغكوك وعندئذٍ يقول : أنت .. طبعا لا لايُمكن أن يكونَ فتاي خائناً.
يبتسم جون لجونغ هوسوك الذي يقفُ بجوازِ جونغكوك وتظهر غمازتيه التي أضافت اللطافة على هيبتهِ التي يَخشاها الكُل ووضعَ يدهُ على كتِفه ، يرُد هوسوك على إبتسامته بأُخرى شاحبة ويقولُ جون : وأنتَ طبعاً لا يُمكن أن تكونَ خائناً .. فإنني كُنت أُحبك دائماً.
يُسمع صوت خطوات وصياح خارج الغُرفة فيعودُ جون إلى مكتبه ويقِفُ خلفه .. يُفتح الباب ويزدحمُ بالثوارِ المُسلحين ، يَخرُج جونغكوك مسدسهُ و يُطلق النار ليسقط أحد الثوار، ويدوي طلقٌ آخر يَسقط على أثره جونغكوك وزيرُ الخارجية ! يُسرع جون ويتحسس رقبة جونغكوك و يرددُ في قلبه أن يحصل على إشارة واحدة تدلُ على صحة الفتى المُلقى على الأرض يَبتسم جونغكوك بخفة ويقول : إحذر فإن مين قادم .. ومن هنا نَقدر أن نَقول عن القرية فارقت أحد الأعمدة التي كانو يستندونَ بها. يَقفُ نامجون ويُسرع هو ورجاله بينَ الثُوار ويَهتُف قائلاً : لا يُطلق أحدكم النار !! أُدخلوا.
يتدافع الثوار مُترددين.. ثم يَنسلُ أحدُ أعوانِ جون مُنضماً إلى جمهورِ الثوارْ ويتبعهُ بقيةُ الأعوان واحدٌ تِلوَ الآخر مُتحاشينَ نظراتِ جون الذي يتطلع إليهمْ ساخراً: كُلُكُم؟ مُمتاز تَصرُفٌ جميل مِنكم
يبقى جونغ هوسوك حتى الآخر ثُم يَنضم إليهم ..
جون : وأنتَ أيضاً يا هوسوك ؟
لا رد منه ..
جون : كُنت أَحسبُكَ تُحبني ..!
هوسوك : أجل .. كُنت أُحبك ولكن ما الفائدة؟..
يَهُزُ جون كتفيهِ ولا يتكلم ، يُواجه جُمهور الثائرينَ وحيداً ما يزالونَ يَخشونهُ ويرهبونهُ. فجأة يَندفعُ ثائرٌ من وَسطهم ويَصفعُ جون بِكُل قُوته فيردُ عليهِ جون ! عندئذٍ يُلقي الثائرونَ أَنفُسهم على جون ويَطرحونهُ أرضاً!
فَيدوي صوتٌ عالٍ ومألوف لدى جون قائلاً : توقفوا !
يدخل مين يونقي و كيم تايهيونغ الى القاعة ويُشقانِ طَريقهما وسطِ الثائرين ويتجِهونَ إلى جون ..
يونقي : توقفوا هذا الرجل أسيرُنا فلا يَمسه أحد ..
يَستديرُ جون إلى يونقي و يُحدق الرجلانِ في بعضهما و تاي يَقفُ بِجوارِ يونقي وينظُر إلى جون بنظراتٍ كُلها كراهية إتجاهِ جون الذي بالفعل قام بتجاهُل المدعو بتاي...
جون : اهلًا اهلًا لقد وصلت يا مين يونقي كُنتُ أعتقد أني سأراكَ هُنا .. بالفعل نجحتَ ووصلتَ لي .
يونقي يتطلع لجون بفضولٍ ويقول : لم يَنته كُلَ شيء .. لكِننا سننالُك.
جون قال بصوتٍ ودود بغير عادته: ليس الصعب أن تَقتل إنساناً الصعب كلُ ما هو غير القتل سَتدرِك ذلك بنفسك .. مضى زمنٌ طويلٌ منذ أن رأيتكَ آخر مرة. كان ذلك منذُ خمسِ سنواتٍ تقريباً؟ وقتها لم تكُن قد إنقلبتَ عليّ ، اوه صحيح جونغكوك قُتل
أمامك ذهبت واسطتُكَ الوحيدة التي كُنتَ تتخِذُها مَهرباً وسبيل للإبتعادُ عني خوفاً مني ...
تَقدمَ تاي بغضبٍ ووعيد قائلاً : وانا يا جون ! أتذكرُ آخرَ مرةٍ لقيتني فيها؟
يَتجاهلهُ جون ويقول ليونقي : كُنتُ أَعرف أينَ تختبئُ و كان في وسعي إعتقالك ..
يونقي : ولماذا لم تفعل ؟
جون : إسمع مين يونقي أنا كيم نامجون الطاغية الأكبر والسد المنيع الذي لا تستطيع هدمه لو أردتُ إغتيالكَ لأرقتَ دمك الذي لا داعي لتلويث يدي فيه.
تاي : سنكونُ أقلَ كرماً منك فدمك لا يُخيفنا سنجعلكَ تدفعُ الثمن ..
يستمرُ جون في تجاهُل تاي .. قال تاي بغضبٍ شديد : هل تَسمعُني ! لا تَجرؤ على التطلع في وجهي ! إني أُخفيك !
إستدارَ جون لخادمهِ قائلاً : ويسكي ..
يبتسم الخادم في إحتقار ولا يتزحزحُ من مكانه .. يَتجهُ جون إلى المنضدة ويسكِبُ لنفسه كأس ويشربه ، وهنا يكون صمته إزاء تاي وإحتقاره لشأنه فقد إستنزفَ صبره وأتعبه...
تاي صارخاً بقوة : أجب ألا تريد أن تجيب ! سأجعلك تحس بوجودي ، خذ... بصق تاي في وجه الطاغية جون. تفادى جون البصقة وإذ به يقتربُ من تاي ويشدُ على فكةُ السُفلي وراح يصر على اسنانهِ قائلاً : إسمع كيم تايهيونغ بعد إنفصالنا أصبحت أكره أن اقول لقبي لانني أتذكر إسمُك أصبحتُ أكره أَن أسمع صوتك كرهت وجودك حولي .. لذلك واللعنة أصمت!
ابتعد تاي عن جون الذي تملكته اللامبالاة قال جون : ستقتلوني؟
يونقي : كلا .. هذا ماتريده وتتمناه، لذلك سنُحاكمك
جون : ومن سيُحاكمني ؟
يونقي مشيراً بإصبعه في دائرة : كلنا
جون: وبأيِ قانون
يونقي : بقانوننا
جون : إذن فلن أُدافع عن نفسي حتى تغتالوني إغتيالاً .. صمت وتذكرَ الجثةُ الهامدةُ أمامة جثة فَتاهُ اللطيف الذي كان تحتَ مُسمى وزيرُ الخارجية ولكنهُ كان الأقرب منه.. بعد لحظةُ الصمت قال : كم مات منكم؟
يونقي : كثيرون
جون : مئتان ؟
يونقي : أكثر
جون بعدم مُبالاة : لكي تقضوا علي ؟ هذا كثير !
تاي بصوتٍ مُنخفض : وستدفع ثمن موتهم ..
يونقي : ليس هذا بكثير من أجل سحق طُغيانك القذر!
هزَ جون كتفيه وقد أصابهُ التعب وقال : ستتفوق علي في طُغيانك يونقي لأن أحكامكَ المطلقة أكثر مما يجب لذلك ستكون مخيفاً رهيباً ولكن دون هيبه .
____________________________
نهاية البارت .. أتمنى يعجبكم في حال وجود أخطاء إملائية أُدلي بكامل اعتذاري.
دعمكم لي بنشر الرواية والفوت شكرًا جزيلاً لحسن القراءة.
أنت تقرأ
حياةُ طاغية.
Actionإسمع مين يونقي أنا كيم نامجون الطاغية الأكبر والسد المنيع الذي لا تستطيع هدمه لو أردتُ إغتيالكَ لأرقتَ دمك الذي لا داعي لتلويث يدي فيه.