غُرفة أقيمت إرتجالاًً في صالة الإحتفالات بالقصر ، عبارة عن منضدتين قد وُضِعتا بعضهما إلى جوار بعض من الطرفين ، وخلفهُما في مواجهةِ الجمهور يجلسُ عشرون شخصاً : خمسُ نساءٍ و الباقي منهم رجال وهم هيئةُ المحلفين. أما الرجال فمنهم خمسة عرفناهم ونراهم الآن في ملابسهم الرسمية وقد تحلوا بأوسمتِهِم ووسامتهم ، و سبعةٌ من العمالِ يرتدونَ القمصان الزرقاء أو السترات الجلدية ، والثلاثةُ الباقون يبدو عليهم أنهم من البورجوازية الصغيرة.
على المنضدةِ المُستطيلة نرى أسلحة المحلفين الثوار وعلى ظهر أحد الكراسي عَلّق أحدهم سترته. أما قاعة المحكمة فتمتلئُ بالعديد من الناسِ من مهنٍ وطبقاتٍ مختلفة ، منهم الجالس ومنهم الواقف مستنداً إلى الحائط ومنهم من يجلس على حواف النوافذ. في الصفِ الأول من مقاعد المتفرجين نرى تايهيونق و مايكل و كاستيل. وعلى يمين المسرح وتحت النوافذ يجلسُ كيم نامجون على كرسيْ مُديراً ظهره للمحلفين كناية عن أنه لايهتم بمحاكمته. وعلى حافةِ النافذة التي يجلس تحتها جون ، يجلسُ عاملٌ وقد تدلى حذاؤه حتى صار في مستوى عيني جون ، ونرى نعل أحد الحذائين مثقوباً. تتركز أنظار جون على قدم العامل ثم تصعد إلى وجهه فيبادله العامل النظرات بلا حقد...
بين المنصة المنصوبة ومقاعد المتفرجين مكانٌ خالٍ يحده من ناحية المنصةِ أربعةٌ من الثوار وقد جلسوا مُسلحين. وفي الخلاء الموجود بين الإثنين يقفُ مين يونقي في الوسط يتكلمُ بحرارة إلى المحلفين ثم إلى الجمهور...
يونقي : علينا أن لا نعرفَ الرحمة. إنكم تعرفون هذا الرجل منذ خمسة عشر عاماً وأنتم أنفسكم إشتركتم في الثورة الأولى وحاربتم وحملتموه إلى السلطة منذ سبع سنوات. كنتم أيامها ترون فيه أنسب الناس لحكمكم ولتحقيق الديمقراطية الإشتراكية التي كنّا نريدها. لكنهُ خان ثقتكم فيه ، خان ثقتنا فيه ! لذلك سنُحاكمه اليوم وسنطلب إليه أن يُسددَ الدين ويوفي الحساب وسوف أقوم أنا بتمثيل الإتهام الذي سنوجهُهُ إليه...
يصفق الجمهور ويهتف ، لكن يونقي يطلب الصمت بإشارةٍ من يده ويتجه إلى جون قائلاً : أختر لكَ مُحامياً
لكن جون لا يجيب..
يونقي : هل تسمعني ؟ قلت إختر لك محامياً.
لا يكاد جون يلتفت إليه ويهز كتفيه ثم يعاود نظراته لتأمل قدمي العامل الشاب..
يونقي : إذن فسنعين لك محامياً... يتجه يونقي إلى الصالة كمن يبحث عن أحد وتعثرت نظراتُه على كيم سوك جين وزير الداخلية الذي يجلس في الصف الثاني من مقاعد المتفرجين محاولاً أن يتوه بينهم ؟ لكن يونقي يمد يده قائلاً: أنت...
يقفز جين من كرسيه بقلق بالغ !
جين : لكني لا أصلح للدفاع عنه ؛ كل أخطائه بشعة أراها بوضوح لذلك لا استطيع الدفاع عنه.
يونقي قال في صلف : لكنك محامٍ أليس كذلك ؟ إذن ستدافع عنه ، هيا إقبل.
ينهض جين في حرج شديد ويقترب من المسرح ويفتح فمه محاولاً تجاهل نظرات نامجون لكن يونقي يعود إلى أمره قائلاً : هيا إقترب.
يتمثل جين ويقف في المكان الخالي بين المنضدة والمتفرجين ويقول : فليكن إن موكلي مذنب.
يدير جون رأسه ويتطلع إلى جين ويقول بصوت مفتعل : كم أقذركم جميعاً.
جين يضم شفتيه بقوة كالمرأة العجوز محاولاً تناسي أمر مشاعره وتركيزه يكون بشأن القضية فقط .. يدير ظهره ثم يقترب من يونقي ويوجه إليه وإلى المحلفين السؤال ويقول : وبماذا تتهمونه؟
يونقي صائحاً: ألا تعرف ؟ .. يستدير إلى الجمهور قائلاً: قولوا له بماذا نتهمه.
الجمهور غاضب أشد الغضب ، يكاد يفتكون جون .. وتتميز في صيحات الجماهير ثلاث كلمات متكررة إلا وهي : البترول..المجرم..الطاغية.
ومن الصالة ينهض رجل ويقف على كرسي ويصرخ قائلاً: وجه الثورة لمصلحته وإستبدل زعماء الحزب برجال من أعوانه.
رجل آخر ملوحاً بيديه المحروقتين : لقد حرق قريتي.
فلاحة : ونفى زوجي.
تجتاح الصالة زمجرة قوية فيحاول مين يونقي تهدئة الوضع ويستدير إلى الصالة ويمد يده إلى الجماهير ويصرخ بقوة ليسكتهم..
العامل : كل هذا لا يهم المهم أنه باع حقوق البترول للأجانب هذه أكبر جرائمه.
جين قال محتجاً : غير صحيح هذا الأمر مفبرك!
العامل بغضب قال: تُكذبني أيها المغفل .. يتوجه إلى جين بنيةٍ سيئة لكن أحد الحراس يمنعه.
يشير يونقي للباقي مطالباً منهم الهدوء ليكمل جين قوله.
جين : كيم نامجون لم يبع شيئاً ، الحكومة السابقة الحكومة الوصي هي التي باعت الحقوق للأجانب.
العامل والغضب يفور من عينيه : ثم ماذا!
جين : أعطى الوصي إمتياز استغلال جميع ينابيع البترول عام ١٨٩٨ لشركة أجنبية لمدة مائة وعشرين سنة. ولما جئنا إلى الحكم كان الرأسماليون الأجانب يمتلكون بترولنا ويستغلون حقولنا منذ ثلاثين سنة.
العامل صارخاً : ثم ماذا أيها القذر ! لماذا أقمنا معشوقك أعتذر سيدك على الحكم ؟ لماذا نصبناه حاكماً ؟ هل إنتخبناه رئيساً ليتلهى!
جين : اللعنة عليك ما الذي تقصد به في قولك " معشوقي "!
العامل : هيا كيم سوك جين جميعنا نعلم عشقك للقذر جون
جين : أنسحب من الجلسة لن أبقى وهذا الحقير هنا !
تاي : رائع قصة عشق جديدة.
صرخ يونقي وهو يأمر الحارس أن يُخرج العامل من الصالة وقال : جين إبقى أرجوك لا نريد تعقيد الأمور أكثر.
العامل وهو يُجر للخارج : الموت هو مايستحق هو ومحاميه.
يونقي : هل فهمت الآن بماذا نتهمه هناك ثلاث تهم : الاولى وهي الإعتداء على الحريات الأساسية وخنقها وإغتيال بارك جيمين رئيس تحرير جريدة الوعد. والثانية: هي إتباع سياسة تصنيع الزراعة وهي سياسة لم نكن مستعدين لها من قبل فهي أتت قبل أوانها والثالثة : تآمر مع الأجانب من أجل سرقة البترول.
جين : وأين الشهود ؟
يونقي : كل من هو موجود هو شاهد إختر من تشاء منهم.
جين : أين شهود الدفاع إذن؟
يونقي : عليك أن تجدهم بنفسك.
طوال هذا المشهد يظل جون بلا حراك مديراً ظهره إلى المحلفين مثبتاً أنظاره على حذائي العامل الشاب الجالس على حافة النافذة وكل مايشغل ذهنه قول العامل " لماذا أقمنا معشوقك..."
لكن قاطع تفكيره قول يونقي : شاهدي الأول هو كاستيل .. تعال كاس هيا.
يقف كاستيل مواجهاً للجمهور ..يتجه إليه يونقي ويستجوبه قائلاً : هيا قل لنا كاس أين مكان صناعة البترول عندنا بين صناعته عالمياً؟
كاس: بلدنا هو البلد الثالث المنتج له ، إذ تبلغ قيمة ما ننتجه عشرين مليون وون سنوياً.
يونقي : متى وكيف إشترت الشركة الأجنبية امتياز استخراجه وإستثماره عندنا؟
كاس : في عام ١٨٩٨ ودفعت لذلك مبلغ خمسين مليون وون على دفعتين. لكن عندنا وصل كيم نامجون إلى الحكم كانت هذا الأموال قد انتهت منذ زمن. أنفقها الوصي على آخرها ولم يستفد بلدنا من البترول شيئاً فكانت الأموال تدهب في جيوب الأجانب بينما يتضور عالمنا جوعاً.
يونقي : قل لنا كاس ماهي السياسة التي إتبعها جون لعلاج هذا الحال؟
كاس : حاول علاج تلك المشكلة بإتباع سياسة تصنيع الزراعة وجعلها آلية وتشغيل الجرارات واستخدام الكيماويات في التسميد وتعميم الإستثمار التعاوني وفرض الضرائب على المحاصيل إلا أن الفلاحين عادوا هذه الإجراءات فأرسلني جون انا و بارك جيمين إلى القرى لنتبين أسباب عدم موافقتهم على الإجراءات فحذرنا من ...
________________________
نهاية المقطع .. حاولت أطول البارت نظراً لتأخيري في التنزيل كثير طلبوا أضيف شوية رومانسية وعلاقات بالراوية حاولت جاهداً وللعلم أن الرواية سياسية درامية و تتضمن أمور جد يواجهها المجتمع فكان صعب علي أحط علاقات حب بالراوية لكن اذا ذي الشي راح يحمسكم للقراءة فأنا تحت أمركم.
- تتوقعون شنو سبب إغتيال جيمين؟
- إعتراف جين حق نامجون الغير مباشر كيف كان؟
في حال وجود أخطاء إملائية أو نحوية فإني أُدلي بكامل إعتذاري وشكراً لكم.
My Twitter : lxvv15
أنت تقرأ
حياةُ طاغية.
Actionإسمع مين يونقي أنا كيم نامجون الطاغية الأكبر والسد المنيع الذي لا تستطيع هدمه لو أردتُ إغتيالكَ لأرقتَ دمك الذي لا داعي لتلويث يدي فيه.