(15)

12.6K 424 10
                                    

بقلم:نهال عبد الواحد

تركته هالة وانصرفت وهي تدعو له من داخلها أن يهديه الله ويسعده وينعم عليهما بالذرية الصالحة.

جلس وليد مكانه لازال يفكر ويتصارع مع نفسه وكبرياءه الذي لا يخضع أبدًا رغم ما يسببه من أوجاع له هو قبلها.

إلى متى سأتجاهلها وأحمّلها ما لا ذنب لها فيه؟
فأنا متيقنًا من مقدار حبها لي الذي لا حدود له فمهما تعنتُّ عليها طوال تلك الفترة لم ترد لي أمرًا إطلاقًا.
فماذا تريد أن تثبت لنفسك إذن؟
ماذا فعلت بحبك لها سوى أنك أذللتها وآلمتها!

جلس هكذا لفترة محدّثًا نفسه ثم تحرّك وصعد إلى غرفته لا يدري ماذا يفعل وهل ستقبله بعد كل فعلاته تلك؟

فتح الباب، دخل الغرفة وهو يبحث بعينيه عنها فهي ليست في فراشها ثم وجدها ساندة برأسها على المكتب وملفوفة بمنشفة وشعرها منسدلًا للخلف.

وجم وليد قليلًا وحدث نفسه بخفوت: وده إسمه إيه بأه إن شاء الله! إحنا فينا م الحركات دي!

فتنحنح بصوته فلم يجد أي حركة منها يبدو وأنه قد غلبها النعاس، وقف قليلًا مكانه ثم ذهب يبدل ملابسه ثم نام على أريكته كأنه لا يرى أحد وتركها هكذا ولتتحمل نتيجة فعلتها.

مر بعض الوقت ولم تتحرك من مكانها ثم بدأ يقنع نفسه إنه لا شيء إن حملها ووضعها في فراشها وغطاها فإن أصبح عليها الصباح وهي بهيئتها هذه فحتمًا ستمرض، إنه من باب الشفقة ومجرد إنسانيات، هكذا يقنع نفسه.

فحملها ووضعها في فراشها ثم غطاها لكنه وجد نفسه ينظر نحوها ويدقق النظر فيها، إنها حقًا جميلة.

فقال في نفسه: هو الحجاب بيداري كتير أوي كده!

وتعجب من نفسه كيف تكون زوجته منذ أشهر ولم يحاول طوال تلك الفترة أن ينظر إليها بدون حجاب حتى لا يخضع إليها كبرياءه، إنه غباء وخلل عقلي!

تلمس شعرها ونعومته وانتبه لهيئة عينيها المتورمة من أثر البكاء ترى ماذا كانت تفعل هكذا عند المكتب!

فذهب نحو المكتب متفقدًا ماذا كانت تفعل! تصفح ورقات الدفتر الموجود، إنها تبدو خواطر ومذكرات خاصة فدفعه فضوله لأن يجلس ويقرأ.

في يوم....... الموافق.......
أفتقدتك كثيرًا يا أبتي ويا أمي ليتني أستطيع أن أنفذ كلامك وأتركه وأرحل لكني أتمنى هدايته رغم رعبي في غيابه وفي وجوده أكثر.
تصور أني أخشى على نفسي منه عندما يفقد وعيه، حتى إني لأدثر نفسي وأختبئ منه تحت السرير حتى يطلع الفجر.
يا رب احميني وقويني.

فامتعق وجه وليد وانخلع فجأة ثم أكمل...

يوم........الموافق..........
ما أجمل تلك الطفلة الرائعة وإسمها شفق مثلي، كم أحببتها تشبهني كثيرًا في وحدتي وعزلتي، هي حقًا عوض الله لي فأكون كأمٍ لها وكابنةٍ لي، فأنا أعلم أني لن أتزوج يومًا أو أصير أمًّا.

(العوض الجميل)                   Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن