(5)

14.8K 493 29
                                    

بقلم:نهال عبد الواحد

شعرت شفق أنها تعيش أحلى أيام حياتها التي لم تكن تحلم بها حيث شعرت بأمومتها تجاه شفق الطفلة حتى وإن كان ما تقضيه معها مجرد ساعات قليلة والطفلة كذلك شعرت بأن شفق هي العوض الجميل عن أمها المفقودة فكل منهما عوض للأخري.

وتشعر بحنان هالة الأم الذي افتقدته وهي تعاملها كإبنتها التي افتقدتها فصارت فكلًا منهما عوضٍ للأخرى.

وذات يوم بينما شفق داخلة إلى الفيلا كعادتها إذا بصوتٍ رجولي يستوقفها فالتفتت ناحية مصدر الصوت فإذا به شاب طويل وعريض له ملامح وسيمة نوعًا مرتديًا ملابس بسيطة، نظارة شمسية وقبعة ممسكًا في يده أداة لا تعرفها يبدو أنها تستخدم في تقليم الزرع.

صاح الشاب: إنتِ يا اللي داخلة! هي وكالة من غير بواب! رايحة فين كده؟

انتفضت شفق وأجابت بفجأة: شكلك جديد هنا ولا إيه!

- إنتِ هتردي ع السؤال بسؤال!

- حضرتك إحنا شغالين ف مكان واحد يعني زملا ما يصحش طريقتك دي.

- زملا!

- مش حضرتك الجنايني الجديد؟

- جنايني!

- بعتذر لحضرتك، المسؤول عن الجنينة والزرع، حلو كده!

- وتطلعي مين حضرتك؟

- أنا التيتشر بتاعة شفق.

- دادة يعني.

سكتت قليلًا ثم ابتلعت ريقها متحدثة بهدوء: على فكرة كلمة جنايني كانت غير مقصودة وأنا اعتذرت عليها.

- وجعتك أوي إنك الدادة بتاعتها!

فقالت ولا تزال تحافظ على هدوءها: على فكرة أنا مايهمنيش رأي اللي حوالي في أو ف حاجة بعملها ما دمت مقتنعة بيها ومش غلط، كون حضرتك شايفني دادة فده ما يهمنيش عادي جدًا، عل إذنك.

ودخلت تركته مستشاطًا غضبًا.

وفي يوم آخر بينما تدخل شفق الفيلا فإذا بنفس الصوت: متأخرة يعني إنهاردة!

- معلش المواصلات زحمة.

- مواصلات! ليه ما عندكيش عربية؟

- لا للأسف، ربنا يبعت!

وكانت شفق تتحدث إليه متلفتة في كل اتجاه لا تنظر إليه كعادتها عندما تحادث الرجال وإن كان غير واضح خلف النظارة الشمسية لكن من يدقق بشدة ربما يلاحظ ذلك.

إنتِ إيه! ما عندكيش ذوق!

شهقت شفق بصدمة: نعم!

- ما تعرفيش إن من الذوق وإنتِ بتكلمي حد تبصيله ف وشه وتبقى عينك في عينيه.

- بس مش من الحياء ولا الدين إني أبحلق في وش راجل غريب.

- ليه؟ مش بتقولي زملا!

(العوض الجميل)                   Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن