(11)

13K 426 20
                                    

بقلم : نهال عبد الواحد

ذهبوا جميعًا إلى المستشفى وبدأت تجهيزات شفق للعملية وفي اليوم التالي حان وقت إجراء العملية والجميع في قلق، يدعون ويبتهلون أن يمر كل شيءٍ بسلام، فالله هو الشافي المعافي بإذن الله وهو على كل شيءٍ قدير.

مرت ساعات طويلة ببطءٍ عليهم حتى أخيرًا خرج الطبيب يبشرهم بإتمام العملية على أكمل وجه وستوضع الطفلة في غرفة العناية المركزة تحت الملاحظة لفترة من الزمن.

بالطبع كان الطبيب يتعامل مع شفق على أنها أم الطفلة بل وجميع الموجودين بالمستشفى مما يظهر عليها من قلقٍ، حبٍ وحنان شديد للطفلة، اهتمامها الشديد بها وبكل شئونها، فإن كان هناك المسؤول عن العناية بالطفلة لكن شفق كانت تهتم بكل تفاصيل تخصها فكانت تبدل ملابسها بنفسها، تصفف شعرها، تهتم بإطعامها وتناول الأدوية في مواعيدها.

كما كانت هيئة وليد وشفق هيئة أبوان محبان ومتفاهمان، بدأت حالة الطفلة تتحسن وهي تشعر بدفءٍ أسري ووجود أبوان مترابطين يحبانها وذلك قد أسعد هالة كثيرًا.

خرجت الطفلة من المستشفى وقد سألت شفق عن تفاصيل وتعليمات الإعتناء بالطفلة بعد عودتها إلى المنزل لتنفذها بحذافيرها وبعد ذلك عادوا جميعًا إلى مصر وكان هناك طبيبًا آخرًا لمتابعة حالتها لفترة من الوقت.

صارت شفق تعيش معهم ولم تعد إلى شقتها وكانت تقضي معظم الوقت في عناية الطفلة وبدأ وليد يعود في منتصف اليوم إلى المنزل على غير العادة لتناول الغداء وقضاء بعض الوقت مع شفق.

اقترب وليد وشفق كثيرًا في الآونة الأخيرة وقد اتفقا على إتمام زواجهما قريبًا وبدأت هالة بالتجهيزات الخاصة وشراء الملابس والمستلزمات وإعداد غرفة نوم جديدة للعروسين، نقل وليد أشياءه و أقام في غرفة أخرى مؤقتًا.

كانت هالة ترغب في حفل زواج كبير يليق بوليد لكن وليد فضل مجرد حفل بسيط في حديقة الفيلا وقد وافقته شفق على ذلك.

وبدأ العد التنازلي وصار كل شيء على أتم استعداد ولم يتبقى سوى أيامٍ قليلة على موعد زفافهما.

رغم اقتراب شفق ووليد وحديثهما معًا بشكل مستمر إلا أن شفق لم تخبره بكل شيءٍ بعد، وكلما اقترب موعد الزواج كلما اضطربت شفق وشردت أكثر.

وذات ليلة جاءت هالة تجلس جوار شفق على أحد الكراسي قرب المدخل وقد كانت شفق شاردة ويبدو عليها الهم أو التفكير في أمرٍ جلي.

فسألتها هالة: عروستنا الحلوة مالها سرحانة ف إيه؟
ثم ضحكت.

- هه! ثم قالت بتنهيدة: قلقانة وخايفة.

تابعت هالة ولازالت تضحك: كل العرايس بتبقى كده قرب فرحها خايفة على قلقانة، بس ما تخافيش ياحبيبتي أنا هبقى مامتك مش حماتك، ووليد كمان حنين و بيحبك وهيشيلك ف عنيه وعمره ما هيزعلك.

(العوض الجميل)                   Noonazad حيث تعيش القصص. اكتشف الآن