الفصل الأول
"طفولتي"طفل في العاشرة من عمره ..
فقد اهله في الحرب ..و عاش وحيداً مع اخته ..تزوجت اخته من رجل اكبر منها في السن بأكثر من 10 سنوات ..
و تركته وحيداً..
عاش في الشوارع يبحث عن مأوي كي يعيش به و كان من يراه يقول ..اليس لديه اهل هذا الطفل المسكين ؟
و كنت عندما اسمع هذه الجمله اموت بكائاً علي والداي الذين ماتو و فارقوني و اختي الوحيده التي تزوجت و هي في الخامسة عشر من عمرها و تركتني .
و انا..الذي هو يعيش وحيداً بلا مأوي بلا طعام و بلا أهل ..
إلي أن جاء احدهم و اخذني إلي بيته ..و قال لي ستعيش هُنا معي إلي أن تبلغ و تعمل بمكان ما ..
جلست معه و اطعمني و حينها شعرت بأنني لأول مره اتذوق طعاماً ..
اسبوعين من دون طعاام ..
اثناء ما كنت أكل اخذت ابكي بكائاً شديداً
فقال لي هذا الرجل : ما أسمك يا بني
فأجبت: اسمي احمد
فقال: و ما الذي حدث لك كي تجلس في الشارع طوال اليوم لمدة اسبوعين و انا كنت اراقبك كل ليله و كنت تبكي..
احمد: بحزن و بكاء مات والداي و تركتني اختي
الرجل:في الحرب ؟
احمد: نعم
الرجل: و لماذا تركتك اختك و اين ذهبت؟.
احمد:ذهبت لتعمل في محل ملابس ..و تزوجها صاحب المحل و اخذها إلي لندن ..
الرجل: و لما لم تأخذك معها؟
احمد: بحزن لا اعرف و لكن اعتقد انها لا تحبني ..
و اكيد هي سعيده الأن لأنني لست معها ..
الرجل: بحزن و عطف ..يا بني ..ستظل معي هنا طوال عمرك إلي أن اجد طريقة اجعلك تسافر بها إلي لندن ..
احمد: حقاً ؟
الرجل: نعم
احمد: هل يمكنني ان اعرف ما هو اسمك !
الرجل: جورج
لم ابالي لأسمه كثيراً او لديانته بل شعرت بأن اخيراً هناك شخصًُ يحبني مثل ابي و امي
و هو جورج و زوجته
قام جورج و قال لي هيا يا احمد سوف أريك غرفتك ..
احمد: حسناً
صعدنا إلي الأعلي و آراني غرفتي يا لها من رائعه ..
بكيت مره اخري و شكرته و قلت له ..لا اعرف ماذا اقول و لكنني اشكرك كثيراً لأنك ستبقيني معك هنا ..
جورج: من اليوم انا والدك
انا ليس عندي ابناء و انا و زوجتي ليس عندنا القدره علي الإنجاب ..من اليوم انت هو ابننا الوحيد ..و نحن اهلك
و عانقني و قال لي لا تحزن ..لعل موت والديك و سفر اختك خير لك ..و انا الأن هنا معك لا اريد ان آري بكائك ابداًو بدأت اشعر أنه والدي حقاً
كانت حياتي داخل منزل جورج حياة بسيطه ..اجتماعياً و لكن غنيه جداً نفسياً
حياة مليئه بالنشاط و السعاده و الضحك و الفرح و كل شئ جميل ..
جاء إلي جورج و قال لي هيا بنا ..
احمد: إلي أين
جورج: سأشتري لك بعض الملابس
احمد: ألم ازعجك ؟
جورج: أكيد لا قلت لك انت ابني و الأب يشتري لإبنه الملابس و كل شئ يحبه ..
احمد: حسناً ..اشكرك يا ...
جورج: يا ..ماذا ؟
احمد: يا ابي ..
يألله لم اقل كلمة ابي لأحد منذ ما مات والدي ..كم انا سعيد
خرجت مع ابي (جورج) و اشتري لي الكثير من الملابس ..و عُدنا إلي المنزل
فقالت زوجة جورج: هل اشتريت لأحمد الملابس يا جورج؟
جورج: نعم
زوجته (ماجي) :هل جعلته يشتري الملابس التي يريدها
جورج: نعم فعلت
ماجي: هل انت سعيد الأن يا بني
احمد: نعم كثيراً يا (امي)
فبكت ماجي قائله : كم انا سعيده لأنني اسمع هذه الكلمه يا(امي)
و عانقتني و قالت انا امك نعم انا امك لأخر يوم في حياتي..
كان جورج و زوجته يحبونني لدرجة الجنون ..و كانو يفعلون لي ما اريد
و كانت ماجي تأتي إلي غرفتي كل ليله و انا نائم و تقبل رأسي و يدي و تقول احبك يا بني
كنت سعيد بالعيش معهم .
كنت اشعر انهم والداي فعلاً لكني كنت اشتاق لأختي ..التي تركتني و جرحتني جرح اخر غير جرح موت والداي ..
ذات يوم وجدت ابي (جورج) يهلل و يقول لقد فعلتها لقد فعلتها و اوفيت بوعدي لك يا بني ..
لقد اوفيت بوعدي و عانقني و قال لي لقد فعلتها يا بني فعلتها ..
اوفيت بوعدي اوفيت بوعدي ..
احمد: ماذا تقصد انا لا افهم شئً مما تقول..
جورج بحزن و بكاء شديد: سوف تتركنا
احمد: ماذا تقصد بسوف اترككم
جورج اخرج من وراء ضهره شئ شبيه بجواز سفر بل هو جواز سفر ...و قال لي ها هو
احمد: ما هذا؟
جورج: هذا جواز سفرك بإمكانك الأن ان تسافر إلي لندن ..
احمد بذهول و اندهاش و بكاء: حقاً انت لست تمزح صحيح؟ انا سأسافر إلي لندن..
جورج: نعم .
احمد:و ماذا عنكم؟
جورج: ماذا تقصد؟
احمد: ألن تأتون معي ؟
جورج: لا يا بني اذهب انت و ابحث عن شقيقتك ..و ابدأ حياتك بسلام ..
احمد: لن اذهب.
جورج: ماذا؟
احمد: لن اذهب بدونكم انت ابي و امي و انا احبككم و لا استطيع العيش بدونكم
جورج: و لكن.!!
احمد: سوف تأتون معي و لن اذهب بدونكم .
جورج عانقني ببكاء كم انا احبك يا بني ..
بالمناسبه كان عمري عندها 20 عاماً و جورج و ماجي في سن الستون من عمرهم
...
ذهب جورج إلي ماجي ليخبرها اننا سوف نذهب إلي لندن..
جهزت ماجي جقائبها و جورج و انا ايضاً اغلقنا المنزل ..ذهبنا إلي المطار و من المطار إلي لندن ..
****