الفصل الخامس
"حزين و لكن لست وحيد"شخصاً اخر مات..
كنت اتوق شوقاً لرؤيتها و الجلوس و التحدث و اللعب معها مثل ما كنا نفعل ..
و لكنها ذهبت ذهبت بعد ان وجدتها .
ذهبت بعد ان شعرت بأن الحياة ابتسمت لي من جديد بعد ان ظننت انها عادتني ..
و لكن موتها افاقني ..ايقظني ليقول لي انت..لا تحلم انظر للواقع و لا تتأمل بحدوث
الأشياء الجيده.
و انا متأكد من الحياة تريد ان توصل لي رسالةً مهمه و الأن عرفت ما هي ..
تريد الحياة ان تقول لي.:
لا تفرح لا تتأمل كثيراً و لا تجلس امام القمر لتنظر و تتخيل
لا تدخل في عالم الخيال ..
لا تعيش علي آمل السعاده لأنك لن تنولها...
و لكنني بدون قصد اتخيل و اتأمل القمر و النجوم و اجلس و اكتب اشعاراً
و احلم .!
نعم احلُم احلُمُ باليوم الذي لا اكون وحيداً فيه و يكون بجانبي شخصاً يعاملني بحنان شديد
عِوضاً عن ما رأيت في حياتي ..شخصاً يبادلني الحب ..
شخصاً لا يتركني و لا يموت بعد ان اكون احببته بجنون
و اظن انني وجدت هذا الشخص
عندما رأيتها...
من؟
عائشه..
عندما رأيتها شعرت بأن قلبي يدُق من جديد...
شعرت بأن روحي رجعت لجسدي من جديد .
ماذا انت كنت جسد بلا روح ؟
نعم .بعد ان فقدت كل شئ اصبحت جسد بلا روح ..كانت روحي تبكي و تتألم
و الجسد ينظر الي القمر و يكتب ما تمليه عليه الروح ..
و ماذا حدث الأن ؟
رجعت من جديد و اصبحت إلي حدٍ بعيد جداً سعيد ..
اخبرنا بما حدث بعد موت حسناء..^^
سأخبركم..
اوصلتني عائشه إلي منزلي نزلتُ من السياره و دخلت منزلي و انا ابكي و لا استطيع
التوقف عن البكاء ..
دخلت معي ..جلسنا و ضلتتُ ابكي ..قالت لي توقف عن البكاء يكفيك بكاءً يا احمد
لقد جفت دموعك
احمد: و كيف اتوقف يا عائشه لا استطيع كنت ابحث عنها طوال حياتي و عندما اجدها
تموت امام عيناي و لا استطيع ان افعل شيئاً و تموت بالمرض الخبيث
انا حزين انا اتقطع من داخلي انني لم اكن اعرف مكانها و لا اعرف بمرضها ..
كم انا غبي لمَ لم ....اووف لم اكن لأفعل شيئاً حتي
لأن فعلي لن يفيد إنه المرض ..
عائشه: اهدأ قليلاً سأحضر لك القليل من الماء ..
جلبت ليًّ الماء ..
شربت و بدأت استعيد انفاسي لأنها كانت انفاس متقطعه من البكاء ..
قالت لي عائشه في هذا الوقت ..
الم تحب يوماً؟
عندما سمعت هذه الكلمه شعرت لأنني شفيت من كل شئ و كأنني كنت انتظر سؤالها
فأجبتها..
احمد: لا لم افعل .
عائشه: لماذا .؟
احمد: لم اجد من تحبني و احبها .
عائشه: و لكن كثير من الفتيات يبحثن عن شخصٍ مثلك ..
احمد بإبتسام: و من تلك الفتاة التي سوف تحبني و انا وحيد و لا احد لدي سواء قريب او
بعيد..
عائشه: هل يمكنك ان تقص عليّ قصتك ؟
احمد: اكيد و لكن لا اريد ان احزنكِ..
عائشه: لا ارجوك اريد ان اعرف قصتك ..
احمد: حسناً سأقول لكي قصتي من البدايه ..
عندما كنت في العاشرة من عمري ..كنت في سوريا مع والداي و شقيقتي..
و لكن ابي و امي قُتلوا في الحرب اللعينه ..
و ذهبت شقيقتي ..للعمل في متجر ملابس كي تأتي بالمال لتطعمني ..
و لكنها تركتني فجأة و انقلب حالها 180 درجة من فتاة تحب اخيها ..الي فتاة تتمني موته
و تزوجت من صاحب متجر الملابس..
و ظللت انا في الشارع من ينظرالي و يقول ما هذا من تركه هكذا
و من يقول ما هذا لمَ لا يأخذون الأطفال المتشردة من الشوارع...
إلي ان جاء ابي الجديد..
جاء رجلاً كان يرآني في كل ليله اجلي تحت المطر ابكي و ارتجف من البرد
و انا وحيد
اخذني إلي منزله و كانت زوجته جميله جداً و طيبه و حنونه لدرجه فوق الخيال
كان الرجل يُدعي جورج و زوجته ماجي ..
لم يكن لديهم اطفال لأنهم ليس لديهم القدره علي الإنجاب ..
و تبنوني و اصبحت طفلهم المدلل..
إلي ان جاء جورج في يوم ما و كنت انا في الثانية عشر من عمري..
كان يهلل و كان سعيداً جداً و يقول لي سوف نذهب إلي لندن
و عندما سمعت هذا الخبر ..كنت سأطير من شدة السعاده ..
لأنني سأجد شقيقتي بعد ان تزوجت و ذهبت إلي لندن ..
بعد وصولنا بشهرين اكون جالساً في غرفتي اقوم ببعض العمل و اكتب بعض الأشياء
ناديت علي ماجي و لا احد يجاوبني ..لا احد يسمعني و جورج كذلك ..
خرجت إلي الصاله لأجدهم نائمين و التلفاز امامهم ..اطفئت التلفاز
و بدأت ايقظهم ..و لكنهم لا يستيقظون ..لقد ماتو ..
لا اعرف كيف اوصف لكي و لكن صرخاتي تكاد ان تكون اخترقت الجدران ..
و ظللت وحيد لفتره كبيرةً بالنسبة لي ..
إلي ان رأيتكي و رأيت بسمات الأطفال و كبار السن التي انارت الشارع و الحياة امامي
و الأن ماتت شقيقتي و انا وحيد تماماً لا امل لي في ايجاد شخصٍ اخر ..
هذه هي قصتي ..و هذا ما حدث لي علي مدار حياتي ..
نظرت إلي عائشه بعد ان انهيت قصتي ..
لأجدها تبكي ..
اعطيتها المحارم و قُلت لا لا انا اسف جداً ..
قُلت لكي ليس عليكي ان تسمعي قصتي يا عائشه ..انا اسف جداً اسف
عائشه: لا لا لا داعي للأسف انا فقط تأثرت قليلاً
احمد:لا تبكي اذاً
عائشه: حسناً انا لا ابكي انا بخير ..
***
![](https://img.wattpad.com/cover/102740214-288-k555218.jpg)