الفصل الرابع
"بكاء"استمر بكائي لسنوات ..
و كانت صرخاتي اعلي من اي شئ في كل ليله
و كانت مذكراتي عباره عن حزن و آلم ..و دموع و صراخ
كانت عيني مثل الدماء من كثرة الدموع
و كان قلبي ..مثل الورق مُقطع و مثل الصخر مُحطم ...
كان جسدي ..جسد بلا روح ..
و كانت روحي جالسه كل ليله عند النافذه تنظر للقمر و تبكي ..
و كان قلمي حزين من كل شئ يكتبه و من كل دمعة من عيني و انا اكتب بهذا القلم
كدت ان انسي صوتي ..لأنني لم اتكلم حتي الأن ..سوي عبر الورق
إلي ان جائت ...
إلي ان رأيتها ...
إلي ان رجع قلبي من جديد لينبض..
(رأيتها)
لم أكن اعرف انني مثل الجميع و قلبي ينبض مثلهم ..
رأيتها...و كأنني رأيت القمر ..لم آري في حياتي فتاة بهذا الجمال..
هل هذا حلم ..هل انا نائم ؟
لا انا لست نائماً انا مستيقظ و آراها حقاً ..ما هذا ؟
هل هذه ملاك ام فتاة طبيعيه ..ما هذا الذي اقوله انا لم اتفوه بمثل هذا الكلام من قبل ..
إنها جميله ..
و لكن اين رأيتها من قبل ..؟
نعم ..تذكرت جاءت يوماً ما إلي الشركه التي اعمل بها ..
شركة رحلات جويه ..
و لكن كيف لم اتحدث معها عندما رأيتها في الشركه ؟
اين كان عقلي ؟
سوف اصاب بالجنون ..
كيف تحولت نظرتي للحياة 180 درجه في دقيقه ؟
كيف ؟
و كانت هي اجمل شئ رأيته في حياتي ..كانت إبتسامتها سبب خروجي من هذا الحزن
المعتم الذي يملأ حياتي ..
كيف رأيتها و انت لا تخرج من المنزل ؟
_من النافذه ...كــ عادتي اجلس امام النافذه و الحزن يملأ عيني ...رأيتها
كانت تعطف علي المُحتاجين ..بطعام و شراب و ملابس ..
رأيت إبتسامتها لكل شخصٍ حزين بالشارع ..
رأيت السعاده علي وجه كل المحُتاجين ..و كــ عادتي احضرت اوراقي و قلمي ..
و بدأت اكتب ...
اكتب عن سعادة كل شخصٍ حزين داخل الشارع ..
عن إبتسامة المريض الذي لا يجد دوائه ..عنها ...عن جمالها و إبتسامتها عن عينيها ..
اكتُب عني ..و عن سعادتي الأن ..
لمَ لم افكر في هذا من قبل ؟
لمَ لم اكن اعرف ان عندما يسعد احدهم بسببي سأكون سعيد انا ايضاً
لمَ لا افعل هذا انا ايضاً ..! و اشتري بعد الملابس و بعض الطعام ..
لــ هؤلاء الناس ؟
سوف افعل لعل السعاده تملأ حياتي ..
سمعت صراخ امرأه ذهبت مسرعاً إلي النافذه لآري ماذا هناك ..
رأيتها تبكي و رأيت امرأه عجوز غائبه عن الوعي ..ذهبت مُسرعاً إليها ..
و قلت للجميع ابتعدوا ...
و سألتها ما الذي حدث..
قالت: لا اعرف عندما رأتني هذه المرأه اخذت تبكي و عانقتني و صرخت ثم وقعت بهذا
الشكل ...
سألت احدهم ألا تعرف لما حدث هذا ..
قال ان ابنتها تشبهكِ كثيراً يا سيدتي و قد ماتت منذ سنواتٍ عديده ..
اخذت هي تبكي قلت لها لا بأس لا تبكي تفضلي عندي اشربي شيئاً ...
جاءت معي احضرت لها الشاي ..
و قلت لها : لا بأس كُفي عن البكاء ..
قالت: كيف اكُف عن البكاء و هي ماتت لأنها رأتني ...
انا: ما هو اسمك ..
هي: عائشه..و انت؟
انا: اسمي احمد..
عائشه: تشرفت بمعرفتك يا سيد أحمد و أسفه علي هذا الإزعاج ..
احمد: لا داعي للأسف ..
عائشه: هل رأيتك من قبل؟
احمد: لا اعرف ..
عائشه: نعم رأيتك انت تعمل بشركة الرحلات الجويه صحيح؟
احمد: نعم ..
عائشه: لقد جئت في وقتٍ ما إلي هذه الشركه
احمد: نعم اتذكر
عائشه: و لماذا قلت لا اعرف عندما سألتك هل رأيتك من قبل ..؟
احمد: أردت ان اعرف هل تتذكرين اين رأيتني ام لا
عائشه: حسناً..علي ان اذهب الأن مازال عندي الكثير من العمل ..
احمد: مهلاً هل يمكنني ان اكون معكي ؟
عائشه: ؟؟
احمد: اريد ان اعمل معكي و اساعد المحتاجين و الأطفال .. هل تمانعين..؟
عائشه: اكيد يمكنك ان تأتي معي غداً هذا الشئ مسليٍ للغايه..
احمد:حسناً سأراكي صباح الغد..
عائشه: حسناً و لكن سنذهب اولاً لشراء الأشياء و من ثمَ نذهب إلي اطفال السرطان
اولاً ثم كبار السن ..
احمد: حسناً إذا هل لي برقم هاتفك كي استطيع التواصل معكي..؟
عائشه: نعم اكيد
و اخذت رقم هاتفها ..
و ذهبت ..انه اجمل يوم في حياتي بكل معني الكلمه ..سنذهب غداً لعمل الخير
و في اليوم الثاني إتصلتُ بها قائلاً..
انا: مرحباً كيف حالكِ؟
عائشه: بخير و انت؟
انا: بخير.هل انتي جاهزه ؟
عائشه: نعم جاهزه و انت؟
انا: جاهز هيا بنا !
عائشه: هيا
ذهبت إليها ..و ذهبنا سوياً لشراء الملابس و الطعام لأطفال السرطان ..
اشترينا الكثير..و ذهبنا إلي مشفي الأورام ..و رأيت كم ان الأطفال سعداء بوجودنا..
يلعبون و يمرحون و لكن هناك من المرض يحزنه ..
ذهبت إليه و قُلت: ماذا بكَ؟
قال: لا شئ اريد ان العب معهم ..
انا: و لماذا لا تلعب ..؟
الطفل: انا مريض و عندما العب اشعر بالتعب اكثر ..و بدأ بالبكاء..
انا: ما هو اسمك؟
الطفل: مايكل
انا: حسناً يا مايكل تعال معي سوف احضر لك شيئاً
و اعطيته العاباً
اخذ يبتسم و توقف عن البكاء و احتضنني و قال ..شكراً لك
انا: علي الرُحب و السعه
و جلسنا نُسعد الأطفال ثم ذهبنا إلي دار المُسنين ..و اعطيناهم الملابس و الطعام
و جلسنا و تحدثنا معهم و ضحكنا ..
و فرحنا كثيراً لم أكن اعرف ان إسعاد الغير يسعدك انت ايضاً
و لم أكن اعرف ان فاقد السعاده لديه القُدره علي إسعاد غيره ..
و إتجهنا إلي اخر مكان و هو مشفي الأورام للكبار ..
مثلما فعلنا مع المُسنين اعطيناهم الملابس ر الطعام و تحدثنا كثيراً
و لكن كانت المفاجأه التي احزنتني ..و انزعت السعاده التي اكتسبتها اليوم ..
و التي جعلت عيني تدمع ..
و جعلتني اقف في حاله ثبات لا اتحرك و لا افعل اي شئ سوي البُكاء
في الغرقه رقم 57 في مشفي الأورام ...
اجد.....
اجد شقيقتي .. ياللهول ..ذهبت اليها و قُلت ...
انا باكياً: ماذا تفعلين هنا ؟ لمَ انتي هنا يا حسناء؟
حسناء: باكيه اخي اشتقتُ إليك كثيراً كيف جئت إلي هنا ..
انا: ليس موضوعنا الأن ..انتي مريضه؟
حسناء: نعم يا اخي انا مريضه بمرض السرطان ..في القلب
انا بــ بكاء شديد: منذ متي و انتي هنا ؟
حسناء:منذ عام ..
عانقتها قائلاً .. اهٍ يا اختاه ..اشنقت اليكي انا اسف انني لم اكن معكي
حسناء: انا هي من يجب ان تعتذر ..انا من تركك و ذهب و انت طفل ..
انا من لم تستمع اليك عندما قُلت لا تتركيني وحدي و لا تذهبي كوني معي..
انا من جعلك تبكب اكثر انا من يكن معك انا من لم اعانقك و انت تبكي ..
انا من تركتك وحيد في صغرك..
انا: اسكتي..
حسناء: انا من جرحك جرح اعمق من جرحك الأول ..
و انا من تركتك تبكي لياليٍ طويله تحت المطرِ دون غطاء دون عناق دون اي شئ..
انا بــ بكاء شديد: توقفي الأن لا اريد سماع هذا ارجوكي..
حسناء بــ بكاء و إنكسار: كم انني كنت احتاج إليك في اوقات صعبه..
و لكنك كنت بعيد عني ..كانت امنيتي ان ارآك قبل ان اموت ..
انا: ارجوكي توقفي..انتي لم تموتين سوف تحيين بإذن الله ستُشفين ..
انا معك ولن اتركك ..
حسناء: سوف يأخذونني إلي غرفة العمليات الأن ..
سوف اُشفيَ .. و اعود اليك مجدداً لا تتركني ..
انا: لم اترككِ ..انا معك و سوف انتظر عودتك و انتي بخير ..
حسناء: لا تتركني ..
انا: لم افعل ..
و ذهبت مع الممرضه و أدخلوها إلي غرفة العمليات..
و انا ابكي جائت عائشه لتواسيني قائله..لا تبكي ستكون بخير إن شاء الله ..
انا: انا اسف يا عائشه لأنكِ في اول يوم نذهب فيه لإسعاد الأخرين احزنتكي معي..
عائشه: لا تقل هذا الكلام نحن اصدقاء و الأصدقاء يواسون بعضهم البعض و يكونون معاً في
كل وقت عصيب..
مرت ساعه و حسناء مازالت في الداخل ..
ساعتين و مازالت في الداخل و خرجت الممرضه مسرعخ و تقول نحتاج لنقل دم
نحتاج نقل دم ..
و احضرت اكياس الدم و دخلت إلي الغرفه مجدداً..
و انا ابكي و خائف و اريد ان اعرف ما الذي يحدث في الداخل ماذا يجري مع شقيقتي..
و بعد مرور عشر دقائق فقط ..خرج الطبيب و الحزن يملأ وجهه ..
و قال: اين اخيها.؟
قُلت: ها انا هنا ..ماذا حدث.؟
الطبيب: شقيقتك ارسلت لك رسالة معي تريد ان تقول لك يا تحزن ..
و تيد ان تقول لك ايضاً انها تعتذر منك كثيراً سامحها ..
انا بــ بكاء: اين شقيقتي؟
الطبيب: ماتت...
لااااااااااااااااااا
ليس شقيقتي ايضاً لماذا لماذااااا؟
جميع عائلتي ماتت لماذا..؟
لاااا لاااا يا شقيقتي لا تتركيني انتي ايضاً ..
اريدك معي لا تذهبي لماذا تريدين تركي مجدداً لماذا؟
لا تتركيني ..يا ايتها الحياة اللعينه تأخذين مني كل من احب لماذاااا
عائشه: اهدأ قليلاً يا احمد
انا: كيف علي ان اهدأ انا وحيد انا وحيد تماماً أخذت الحياة مني كل شئ .اخذت كل شئ..
***