Ch 3

667 49 14
                                    



في الماضي ...

كان الملك كيزاشي يحكم القارات السبعة ، كان قوياً ودموياً ، كان البعض يتحدثون عن أفعاله وكأنها أشياء أسطورية بل ويضيفون أموراً ذات طابع خارق للعادة .

فأبسط الأمثله حديثهم عنه بأنه يتحكم في غضب السماء ( البرق ) ويسلطه على أعدائه ، فيوبيدَ بلادهم عن بَكَرة أبِها .

كان مهووساً بزوجته فقد خاض صراعات حتى حظيَ بها ، عاشَ معها سنوات من الحُب اللا منقطع ، أنجبت له ثلاث ذكور توفي أصغرهم ، زوجته عانت من حُزن على فقدانها لطفلها الصغير ، بعد فترة من الوقت علِمت بأنها تحتضن في أحشائها طفل أخر ، لكن أحد كهنة القلعة أخبر الملك كيزاشي بأن زوجته ستلقى حدفها إذا ما أتمتزحملها هذا ، لكن زوجته رفضت رفضاً قاطعاً التخلي عن جنينها ، فرضخ الملك لها بعد أن وعدته بأنها لن تُرهق نفسها وبأنها لن تُبارح غرفتها .

مرت الأشهر واتى يوم ولادتها ، كانت تشعرُ بألم المخاض ، دخلت القابلة لتُخبرها بأن ولادتها لن تتم قريباً ، لكن الألم الذي تَشعُورُ به لا يُطاق ، مع بدأ مخاضها بدأت السماء تهدُرُ الأمطار الغزيرة ، الرعد و البرق تناوبا في زيادة هذه الليلة رُعباً ، عاصفة عظيمة في الخارج .

دفعة فالثانية في الثالثة ، ثم ألتقاطة لنّفس فدفعة أخيرة خرج بعدها رأس وجسد الطفلة ، وخرجت بعدها روح الملكة تُعانق السماء .

مع كُل دقيقة تمضي يزداد ألمُها ، ومع كُل دقيقة تمضي تزداد حدت العاصِفة ، تلاطمت نوافذ تلك الغرفة الخشبية ، دفعت الرياح التشطة بقطرات المطر لداخل الغرفة ، فأسرعت إحدى الخادمات في إغلاقها بسرعة قبل أن يسوء الأمر !

بعد دفعات كُثر وُلِدة الأميرة الصغير ومع خروجها ، عانقة  روح الملكة السماء .

تراجعت القابلة للخلف ، كانت معالم الجزع تُنحت على وجهها ، لا شأن لها بموت الملكة لكنها حقاً خائفة .

نظرت للطفلة التي بين يديها ، و للملكة التي فارقة روحها جسدها ، وضعت الطفلة بجوار والدتها ، وخرجت من غرفة الملكة لتجد خمس جنود بسيوف ذات نُصول حادة يقتربون منها وفي وسطهم كان يسير الملك بهرولة .

كيزاشي وهو يُشير برأسه للداخل : كيف حالُها !

القابلة بِخوف وتعثُر : مولاي .. لقد .... "ثم صمتت طويلاً "

كيزاشي بِريبة : أكملي يا هذه وإلا أمرتهم بقطع رأسكِ ! .

القابلة بِجزع : مولاي إعفِ عن هذه العجوز ، فعلتُ قُصار جُهدي لكنها لم تنجُو ..

كيزاشي وصوت أنفاسه تصل بوضوح لمسامع حُراسه الواقفين كالتماثيل الحجرية : من تقصِدين بأنها لم تنجو ؟ .

بصقت القابلة صواعقها بحذر : جلالتها .

دفعها بقوة حتى سقطت على الأرض بِعُنف ، دلف بِسرعة للداخل وعيناه تنظر الى جسد زوجته على السرير ، كانت تبدو وكأنها نائمة بهدوء ، أقترب منها وهو يتحسس يديها التي أصابهما الصقيع ، رفع القطاء عنها ليجفل في صدمة كانت الدماء تُغرقُ الملائه اسفلها ، بركة حمراء مترامية الأطراف ، بجوارها كانت تنام طفلة صغيرة بيضاء بشعر وردي ناعم ، نظر لها لوهله ثم أشح نظره بسرعه ، لم يلتقطها أو يقترب منها بل لم يهتم لوجودها أو عده ، كان تركيزه مُنصباً على زوجته .

حاضنة التنانين Where stories live. Discover now