#المرآة_السوداء_6
الحلقة السادسةحرص أمي زاد من بعد يلي صار بالليلة وأنا قررت ألتزم الصمت أنا وأفكاري وما أحكي.. واكتفيت بنظرات أخواتي المخيفة يلي كانت مترجمة دواخلهم منّي.. حتى أقرب وحدة فينا لإلي.. بيمان.. صارت تبعد عني وتتجنبني.. كانت أمي قافلة باب البيت علينا وحابسيتنا.. أما ستّي فطهارة البيت كانت مهمّتها الأولى.. وقربها مني لتتطمن على حالي كل دقيقة.. كان بدي يتطمّنو مني عشان هيك ما اعطيت ولا ردة فعل.. برغم رغبتي بالهروب من البيت لأرجع لنفس المكان يلي رحت عليه.. كلمّت غزل أمي لتتطمن عليه وقالتلها بأقرب وقت رح تيجي زيارة هيّه وإبنها لتشوفني.. كان بالها مشغول عليّه أو بدها تفرجيني إنها مهتمة حتى تبعد فترة عني من خوفها ليلحقها شي مني!.. دارين قالت لأمي جايدن وصل من السفر وأنا شرحتله على كل شي بالتفصيل وهوه جاهز ليجي على البيت.. قالتلها أمي بقدر يجي اليوم العصر؟.. حكتلها بحكيله.. بهاللحظة رن تلفون أمي.. كان الناطور أبو عابد.. كان صوته واضح.. سألها مدام كان في سبب مبارح لإتصالاتك المتكررة بخصوص إغلاق الباب؟.. قالتله أكيد.. نحنا كنا خايفين بعد سرقة السيارة.. وبلغت الشرطة.. وخفنا حد يطلع لعنا أو يدخل البيت.. أنا حابسة ولادي بالبيت اليوم حتى بنتي وابني ما بعتتهم على المدرسة.. قال توقعت لهيك راجعت الكاميرات لأتأكد إنه ما في حد كان بالشارع أو دخل العمارة من الساعة 10 الليل للفجر من بعد ما فتحت الباب.. حكتله وشفت شي؟.. قال شفت.. والشرطة اتصلت معي وطلبت اتفحص الكاميرات الخارجية وخبرتهم إني عملت هيك قبل ليخبروني.. واليوم رح يجو على البيت ليحققو معكم!.. حكتله أمي شو شفت؟.. قال خيال عم يمشي ويروح ويجي بشكل متكرر جنب الباب.. الغريب إنه بقي طول الليل!.. والخيال أنا أول مرة بشوفو.. مو شي مادي عاكس أو ظل لحيط أو سيارة!.. قالته شو؟.. قال ما بعرف غريب كتير!.. كأنه ظل حيوان.. ماعز.. حصان!.. ضحكت أمي بخوف وقالت حصان بالشارع ؟!.. يمكن عم يتهيألك.. قال رح أبعتلك الصورة على الواتسب.. ياريت تشوفيها وتحكيلي رأيك.. حكتله ماشي ابعت لأشوف.. بعت الصورة وملامح أمي تغيّرت.. حكتله اه والله الشكل غريب!.. صار يقول طول الليل راكز بنفس الزاوية.. مو ملاحظة متل كإنه إلو عيون.. والحركة كانت سريعة.. بين كل لقطة ولقطة كان بنتقل من اليمين لليسار.. تقولي شبح!.. حكت امي لأ اعوذ بالله!.. انت شوف شو في فوق الطابق الأول.. يمكن حدا من الجيران كان ناشر شي على البرندة وعكس على الأرض!.. قال سألت الكل وأنا قلتلك الصورة كانت بتتنقل وهاد يلي استغربته.. حكتله وقت تيجي الشرطة رح نحكي بس لا تتحرك من مكانك.. وضعنا صعب جداً!.. سكّرت الخط وبيمان أخدت التلفون وقالت معقول هاد خيالها ؟.. نفسها المرة يلي دخلت البيت مبارح!.. بقيت طول الليل جنب البيت من بعد ما نزلت من الشباك!.. حكت أمي ما بعرف.. بس أنا خايفة تأذي أختك.. من بعد تهديدها توترت.. قالت بيمان رح تقولي هالشي للشرطة؟.. حكت ما رح أطلّع اختك مجنونة لو شو ما صار!.. الشرطة صعب تصدق هالكلام وبجوز يتهمونا نحنا بالجنون!.. الباب كان مسكّر بشهادة أبو عابد.. شو ضل أكتر!!.. يلي صار بأكد إنه هالمرة جنيّة.. كيف وحدة بتفتح الشباك وبتوقع من الطابق التاسع وبتختفي بلمح البصر وولا كأنه صار شي!.. لو بالفعل كان هاد خيالها.. يبقى بتكون حطتنا براسها.. اتطلعت بأمي وقلتلها.. رح تطلّع الجثة.. جثة بيري يلي قتلتها.. ورح تتهمني.. ورح ادخل السجن.. ورح نضل سوا !!.. صرّخت أمي وقالت انتي ما قتلتي حد.. إذا بتحكي هالشي للشرطة اليوم بعد ما يجو رح اتبرى منك.. بحياتي ما رح أقول كان عندي بنت إسمها إيما.. فاهميتني ولا لأ!!.. صرت أضحك وستي نبال أخدتني لغرفتي لأرتاح.. ومن بعد ما حطّتني بالفرشة نبّهت عليه ما أحكي شي.. وانه الموضوع فعلاً خطير وفيه سجن.. حاولت تستجوبني وتسألني كيف قتلت ووين اخفيت الجثة وشو صار.. بس أنا بقيت ملتزمة الصمت.. ويلي كان بدي ياه يمشي كل شي بهدوء لأوصل لمبتغاي.. مر وقت ما كنت عارفة قديش كان.. فتحت عيوني بسريري.. وكنت شايفة حلم بفزّع.. كنت قاعدة على كرسي بشارع طويل بالليل لوحدي بالنص.. وحواليه آلاف الناس متجمهرين وعم يحاولو يقرّبو مني ليأذوني.. وكان بإيدي تلفون.. آلاف الناس كانو رافعين أصبعهم وعم يقربو ليلمسوني مع صوت ضحك عالي وأنا كبست على التلفون وفجأة تناثرو من جنبي بشكل عشوائي وطارو وبعدين انفجرو.. وأنا قمت من على الكرسي وركضت لآخر الشارع!.. باللحظة يلي قمت فيها من سريري بغرفتي السودة المعتمة سمعت صوت حدا بالصالة.. وكان صوت شب لأول مرة بسمعه.. انفتح الباب وطلعت أمي.. قالتلي جايدن يلي مع أختك دارين بالجامعة بده يشوفك!.. طلعت من الغرفة.. شفت شب أشقر شكله جذاب قاعد على الكنبة وقدامه لابتوب صغير.. وبيمان ودارين جنبه.. قام وسلّم عليّه وأنا ما ابتسمت ولا إبتسامة.. في شي ببالي كان يقلّي لا تقرّبي منه.. وبنفس الوقت في شي كمان كان عم يحكيلي إنه هالشخص رح يفتحلي بواب مسكّرة.. حكالي دارين شرحتلي كل شي.. لو سمحتي بتقدري تعطيني تلفونك.. سلّمته تلفوني بإيده.. حكالي الحساب الغامض يلي كان فيه الصور والتهديد لسه موجود؟.. كنت ساكتة ورجع سألني.. قالت دارين ردّي إيما!.. قلتله لأ.. اختفى!.. قال بسيطة.. أنا بقدر أرجع الرسائل المحذوفة حتى لو حساباتها انحذفت أو انتهت!.. قالت بيمان مستحيل هالشي!.. قالت دارين يبقى انتي ما بتعرفي مين جايدن!.. هاد أخد جائزة أفضل مبرمج في العالم بالعام الماضي!.. قالت مشهور وما بنعرفه!.. حكالها انتي مشغولة بالأبراج لهيك ما عندك وقت لشي تاني!.. سألته شو برجك؟.. قال الأسد!.. قالتله صحيح.. عندك ثقة عالية بالنفس.. صبور ..متفوّق وبتعرف كيف تكسب الناس ومتى تاخد القرارات.. بس عيبك إنك مغرور!.. سكتتها دارين وقالتله خلينا نبدأ وبسرعة.. ما في وقت معنا لأنه الشرطة ممكن تيجي بأي وقت!.. حكا اعطوني وقت لأشبك التلفون على اللابتوب.. كان مركّز وباين ذكاءه بحدة عيونه.. قال طلع معي أكتر من حساب.. ياريت إيما تيجي حدّي لنشوف أي حساب!.. قومّتني أمي.. وقعدت جنبه.. كان يأشرلي على حسابات وأنا أحكيله لأ.. حس بتصرفاتي الغريبة ونظرات عيوني الذبلانة.. وقال يمكن لازمها راحة.. حكت أمي من شوي قامت من النوم.. بس يمكن نسيت.. حكت بيمان الكرت!.. حكا كرت شو؟!.. قالت يلي كان على بوكيه الورد.. دقيقة لأجيبو.. دخلت وبعد ثواني رجعت.. اعطت الكرت لجايدن وحكتله هاد إسم الحساب والرقم السرّي يلي إلو.. حكا ياريت تذكرتوه من قبل هيك صار الموضوع أسهل بكتير!!.. حاول يدخل الحساب.. قال بالفعل ملغي!.. والظاهر إنه محذوف تماماً.. دخل على صفحة سودة كلها أرقام بلون فسفوري.. وكتب تفاصيل عن الحساب.. طلعله معلومات.. قال هاد يلي كان بدي أوصل لإلو!!.. غالباً الحسابات يلي بتنحذف بتبقى روابطها ومعلوماتها شغالة لمدة زمنية.. شفنا ملامح استغراب على وجهه.. حكتله بيمان شو في؟.. قال ما بعرف.. حكتله كيف ما بتعرف.. شو طلعلك فهّمنا؟.. قال اول مرة بظهرلي هيك شي!.. حكتله أمي شو بتقصد؟.. قال تفاصيل معلومات الحساب الإلكترونية بتختلف عن تفاصيل أي حساب تاني.. مثلاً هاي معلومات حسابي.. شوفو كل شي واضح.. الأرقام وكل التفاصيل.. حتى الموقع وأوقات الدخول والتواريخ.. أما هون مجرد طلاسم داخلة ببعضها!.. ما في أي شي واضح.. وكأنه كل شي بالحساب مشفّر.. حكت أمي يعني ما فينا نعرف من وين هالشخص كلّم البنت؟!.. قال للأسف لأ.. بس إذا فعلاً الموضوع كان حقيقي ويلي وراه بالفعل أصحاب الويب الخفي!.. فصارت القصة مخيفة وفيها خطورة.. حكتله دارين يعني شو رح تنسحب؟!.. قال لأ مو من شيمّي ولا من أخلاقي أهرب أو أتهرّب من مساعدة حد.. وانا بعرف إنه إيما مظلومة.. وكلام الناس وأحكامهم ظلمها أكثر!.. حكتله بيمان طيب يعني هلأ شو!.. شو فينا نعمل إذا الحساب ملخبط وما في أي خيط ممكن يوصلنا لنتيجة.. قال رح أخاطر.. ورح أدخل صفحات الإنترنت المظلم بحساب وهمي.. بس خلّي هالشي بالليل.. قالت أمي ليه مو هلأ؟.. حكا لأنه شغلهم بالليل ببدا.. وبنحتاج لوقت طويل لدخول هيك صفحات.. مو بالسهولة أبداً فينا نخترق العالم العميق!.. بهاللحظة ضحكت بصوت عالي!.. وقلتله انت رح تموت جايدن!.. اتطلعت دارين بعصبية عليّه وقالت إيما إحترمي نفسك!.. قالتله هيه تعبانة وكلامها كله مو منطقي.. اتطلعت عليه بهدوء وببرودة أعصاب قلتله.. رح تموت.. متل ما مالك شنق نفسه بالغرفة من دقايق.. أمي شهقت وهزّتلي جسمي بقوة بإيدها وقالت انتي بدأتي تخبّصي!.. شو عم تحكي!!.. قامت وراحت بسرعة لغرفة مالك.. وخلال ثواني سمعنا صوت صراخ قوي وأنا إكتفيت بإبتسامة خفيفة ظهرت على شفايفي
يتبع..