أوْتــآر

الى احدهم

​طلب مني احدهم ان اوصف له حالة الاكتئاب التي امر بها، فقلت له لا تشغل بالك فأنت لن تفهم شيء، لم يفهمني احد قريباً كان او بعيد
اكتئابي بمثابة شئ متعدد الأشكال، متعدد الوجوه ليس له ملامح، ستراه يوماً كظل الشبح وتراه اليوم التالي الشبح نفسه، اظهر نفسي ميت لأجل ان يتركني هذا الشبح وحدي
سخر مني هذا ال “احدهم” قائلاً لماذا لا تضئ شمعة؟
لماذا يتوجب علي فعل ذلك؟ انا لا اخشي الظلام انا جزء منه
استوقفني مرة اخري قائلاً بتفاخر ان مشكلتك هي عدم مغادرة السرير ومواجهة العالم
لماذا يتوجب علي فعل ذلك؟ القلق والغربة والتعاسة قاموا بحبسي كرهينة داخل رأسي
فرد بسخرية مرة اخري ومن اي جاء هذا القلق لديك الأصدقاء، انت لا تخطط لشئ سوا الانعزال دون سبب ثم انك لا تدري شيء عن التعاسة انا اكبر منك سن..
قاطعته غاضباً..انا اضع الخطط!!!! ، اضع الخطط لأشياء لا اود الذهاب إليها لكن الارق يحملني اليها، بين دخان السجائر اري ثورة غضب مميتة مقدسة للهدوء، رفيقي هو القمر لا اري الشمس، لا اتعايش وعقلي لم يعد قادراً علي استيعاب لماذا انا مستيقظ لا انام
لم يستطع الرد علي كلامي هذة المرة لا ادري ان كان عجزا او تجاهلا لكنه وقف ليرحل قائلاً اسمع ..السعادة قرار وانت تضخم  الأشياء
فقلت له ضاحكا حسنا إذا فلتذهب فأنت كغيرك لن تفهم، انا وحيد.