الفصل السادس

5.1K 118 0
                                    

في المساء دعاهما كارل للعشاء في مطعم المرفأ, وكان المطعم عاديا لا يوجد فيه شيء مميز, وتساءلت أليكس لماذا دعاهما كارل الي هذا المطعم بينما لا تبعد المدينة عنهم كثيرا, وشعرت بالراحة لأن كارل يصطحبها معه وحدها الي المدينة بدون فرونيكا.
كانت السهرة كئيبة إجمالا. مع أن كارل حاول أن يلطف الجو. وظلت المرأتان تنظران الي بعضهما بشيء من الحذر.
وكانت أليكس لا تحتمل نظرة فرونيكا السيئة لها.
"أيها المركب العزيز علي. لقد أمضينا فيه أوقاتا رائعة أليس كذلك يا كارل؟" قالت له فرونيكا وهي تجلس علي الكنبة بعد عودتهم.
"هذا صحيح"
"البحر المتوسط,اليونان,ايطاليا لدي ذكريات رائعة...
والآن البحر الأدريانيكي. أنت تعرف كيف تعيش يا عزيزي"
بالتأكيد...قالت أليكس في نفسها ...والاستفادة من الحياة دون التفكير بالمشاكل المادية, السباحة والغوص في أجمل بحار العالم...ودون التفكير كبقية الناس بالطريقة التي يقضون بها بضعة أيام عطلهم. كيف يمكنها ـن تقع في غرام رجل من هذا النوع؟ وهي التي اعتادت علي احترام العمل والمال.
ثم غادرت الصالون ودخلت الي غرفتها, وتساءلت أين ستنام فرونيكا هذه؟ وتساءلت ماذا سيحدث في غرفة كارل؟؟
استيقظت في اليوم التالي , وكان يبدو أنه نهار حار. ونزلت الي السوق واشترت بعض الفاكهة والخضار بالمال الذي تركه لها كارل لهذا الغرض. وشعرت ببعض الراحة وهي تسير وحدها,فهي لا تود العودة الي المركب حيث يسيطر جوا لا تستطيع تحمله, فوجود فرونيكا يوتر أعصابها.
عندما عادت الي المركب لم تكن فرونيكا قد استيقظت بعد.
وكان كارل يشرب قهوته,فدخلت الي الصالون وبيدها سلة مليئة.
"آه, ها قد عدت ,هيا أسرعي, رتبي هذه الأغراض وحضري زادا, لأنني أريد الذهاب بسرعة , ولا تنسي أن ترتدي قميصا له أكمام طويلة لأن أشعة الشمس اليوم قوية"
"ليس لدي قميص"
"لا بأس سأعيرك واحدا" ودخل الي غرفته بعد قليل عاد يحمل قميصا أبيض.
"الي أين سنذهب؟" سألته بقلق تريد أن تعرف ما اذا كانت فرونيكا سترافقهما
"الي جزيرة صغيرة تبعد مسافة ربع ساعة, ولم يذهب اليها أحد من قبل, سنكون فيها وحدنا طيلة النهار....ولكن ماذا تفعلين؟" سألها عندما رآها تضع الأغراض في السلة "يبدو أنك تحضرين زادا لجيش بأكمله, فلن يذهب أحد آخر معنا! وفرونيكا تريد أن تعمل علي احدي مقالاتها ولن ترافقنا"

بالفعل أن فكرة قضاء يوم بكامله معه تشعرها بالخوف والاثارة, واندهشت كيف ستتركهما فرونيكا يذهبان وحدهما. فهذا لا يعني بأنها تخاف من أليكس, بل يعني أنها واثقة من حب كارل... ولكن كيف يمكن الوثوق بهذا الرجل؟ 
كانت تتساءل وهي تنظر اليه بطرف عينها وتتأمل شعره البني وعيونه الرمادية ولونه البرونزي وجسده القوي وشكله المغري. للحقيقة لا يمكن الوثوق بذلك الرجل وأدارت وجهها عنه بحزن.

مكان في حياتك للكاتبة /نيكولا ويستحيث تعيش القصص. اكتشف الآن