الفصل الأول

31.7K 540 17
                                    

"الفصل الأول "
.............

كانوا متجمعين حول بعضهم البعض وقد كانت ضحكتهم تتعالى كالمعتاد في تلك الجلسات الدافئة فيما بينهم فهم عائلة صغيرة متكونة من الأب والأم والابنة الوحيدة التي رزقهما الله بها...

كانت ستعلق على حديث والدها بمرح ليقطع حديثها ذلك الصوت المرتفع الدال على وجود شجار في الدور الذي يسبقهم .. تحدث والدها بقلق :

_إيه الصوت ده؟

_ده باين من عند عمتي يا بابا.

أجابته بحيرة ليقف والدها سريعًا وهو يتحرك للخارج خلفه زوجته التي أردفت بحيرة :

_سترك يارب.

هبطوا متلاحقين إلى الشقة القابعة أسفلهم والخاصة بشقيقته في منزل عائلتهما الذي قد ورثاه مسبقًا .. طرق والدها على الباب بقلق لينتظر ثوان قبل أن يفتح وهو يبصر شقيقته التي تحدثت باستنجاد كالذي وجد ضالته :

_كويس أنك جيت يا اخويا .. حاكم انا خلاص فاض بيا ومعنتش قادرة.

_حصل ايه بس يا أم محمد؟

سألتها والدتها وهي تدخل معها محاوطة ذراعي شقيقة زوجها برفق لتنصت إلى نبرتها المرهقة :

_انا تعبت يا ريماس .. تعبت ومش عارفه هرتاح امتى ولا الواد ده هيريحني امتى.

أنهت جملتها وهي تشير إلى ذلك الشاب الواقف في منتصف الصالة الصغيرة وعلى وجهه ملامح الحنق ليستمع إلى نبرة خاله المستنكرة :

_عمل إيه عز بس منرفزك أوي كده؟

_قول معملش إيه .. هو بقى بيعمل حاجه غير أنه ينرفزني ويحرق دمي.

قالتها بإرهاق وغيظ من صغيرها بالنسبة إليها والذي هو في التاسعة والعشرون من عمره .. تحدث عز بحنق بالغ :

_يا ماما ديه مش طريقة كلام ولا تعامل.

_وأنت عايزني اتعامل معاك أزاي يابن بطني؟ عايزني اتعامل معاك ازاي بالكلام العبيط اللي انت بتقوله ليا ده.

_كلام عبيط! هو عشان بقولك عايز اتجوز يبقى كلام عبيط؟

إردف متشدقًا بعدم تصديق لحديث والدته ولكنه قد قابل نظرات الصدمة من عائلته وبالأخص تلك الصامتة من بداية وجودها ولكنه لا يهتم .. كل الذي يهتم به حاليًا هو معرفة سبب رفض والدته الشديد لتلك الزيجة...

دلف شقيقه الأكبر محمد والذي وقف ينظر إلى الجميع بتعجب من وجودهم في هذا الوقت وقد عبر عن ذلك مستفهمًا :

_خير يا جماعة مالكم في ايه؟؟

_تعالى يا كبير يا عاقل شوف أخوك.

_ماله عز ؟ عملت ايه يا عز؟

سأله بعدم فهم ليردف عز بملل من كثرة تكرار حديثه :

هذا هو قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن