١

12 2 0
                                    

أوّلاً: مفهوم الهُويّة:

قبل أن نتعرّف على مفهوم الهُويّة، دعونا أوّلاً نقارن بين (الشخص) وبين (الشخصيّة)، فالشخص هو الفرد الذي يشعر بذاته ويُدرك أفعاله، ويشخّص ويميّز كونه إنساناً عاقلاً، حُرّاً، مريداً. وأمّا الشخصية فهي جملة من الخصائص النفسية والعاطفية والعقلية والسلوكية التي تحدّد كيان الفرد وتميّزه عن غيره، وتمكّنه من مواجهة الحياة والتفاعل الاجتماعي. وهذا يعني أنّ الشخص هو الكيان المادّي للإنسان، والشخصيّة هي الكيان المعنوي

له، وهي المدخل لمعرفة الهُويّة التي هي بدورها إجابة عن ماهيّة الإنسان. يُقال: ما هو؟ أو: مَنْ هو؟ أي أنّ السؤال عن الذاتية والخصوصية: فكراً وثقافةً وأسلوبَ حياة. ولذلك اعتبرها البعض (جوهر الإنسان) وكينونته الثابتة التي تبقى على الرغم من كلّ مظاهر التغيير التي قد تطرأ عليه، وبالتالي فالهُويّة هي ما يميّزني (كشاب أو فتاة) عن غيري من الشبّان والفتيات، لا في ملامح الوجه وتقاطيع الجسم ونوع الأزياء التي أرتديها. وإنّما في مظاهر السلوك وطبيعة المواقف، فبالهويّة تتحقّق وتتمثّل الشخصية وتأخذ امتيازها الخاصّ بها، ولا مانع من أن نعبر عن (الشخصيّة) بأنّها امتلاك الإنسان لهُويّة ما.

والهُويّة في الحقيقة هُويتان: فرديّة وجماعيّة، أمّا الجماعيّة فهي الخصائص العامّة التي تميّز الجماعة، أيّة جماعة، عن غيرها من الجماعات، وتنعكس على سلوكها ومواقفها، بل وتنضبط بها وتنظّم مسيرتها أيضاً.

من ذلك يمكن أن نعي أهميّة ودور الهُويّة في حياتنا –على ضوء كلّ ما تقدم- هي:

1- مساهمتها في بناء الشخصيّة.

2- تحديدها لطبيعة الانتماء.

3- أهميّتها في رسم التوجّه الفكري والسياسي، أي إنّما تُحدّد (خطّ السير).

4- تشكيلها لقاعدة موحَّدة، وإيجاد وسيلة تفاهم وتعايش مشترك.

5- ما تمنحه من قوّة جذب للآخرين.

الهُويّة (عنوان) و(انتماء) و(قاعدة) و(واجهة) و(قاسم مشترك).

أمّا أبعادها العامّة فهي (اللغة) و(التاريخ) و(الدّين) و(المصالح المشتركة) و(المواقف الموحَّدة).

أو المتضامنة لتحقيق أهداف مشتركة ومواجهة تحدّيات جماعية تعصف بالهُويّة وبحَملتها.

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


هويتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن