8

2 1 0
                                    


ثالثاً: مصادرُ الهُويّة الإسلاميّة:

تتداخل جملة عوامل ومكوّنات ومشكّلات في صياغة الهُويّة الإسلاميّة، لكن أهم تلك المصادر هو التالي:

1-     الأسرة (المنزل)

2-     المدرسة

3-     البيئة (الطبيعية، الاجتماعية والثقافية)

4- المسجد

5- الإعلام

هذه هي مصادر بناء الشخصيّة كمؤسسات متفاعلة يترك كلّ منها بصمته بحسب تأثيره وقدرته على النفوذ إلى الشخصية وتشكيل ملامحها الأولى، وثمّة مصادر ثقافية تمثّل مضمون الرسالة الإسلاميّة، تلعب هي الأخرى دوراً في بناء الشخصيّة الإسلاميّة ورسم الهُويّة الإسلاميّة، وهي:

1- القرآن الكريم

2- السُنّة النّبويّة المطهّرة

3- النتاج الإسلاميّ الثقافيّ

4- نتاج العلوم المعاصرة

5- التجارب الذاتية وتجارب الآخرين

وسنأتي على -نحو الاختصار- على دور ورسالة كلّ من هذه المصادر أو منابع التموين الفكريّ والسلوكي التي تغذّي وترفد شخصيّة وهُويّة الشاب والفتاة المسلمين.

فالأسرة وهي المدرسة الأولى التي يتلقّى فيها كلّ منّا دروس الحياة الأولى والأساسيّة، والأبوان هما أوّل معلمين يدخلان حياتنا على طريقة الدروس الخصوصيّة المخلصة التي لا يتقاضيان قبالها أجراً إلّا رضا الله تعالى.. هنا وفي أجواء المحبّة والرحمة والعطف والإخلاص تتكوّن أولى لبنات مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا (حباً وبغضاً).. وهنا تتشكّل أوّلى معارفنا عن الحياة من حولنا. وبمقدار ما يكون الأبوان مثقّفين (ثقافة تعليميّة واعية) أو (ثقافة حياتيّة مجرّبة) أو بهما معاً، يمكن الحكم على شخصيّة شباب المستقبل. ومهما تطوّرت أساليب التعليم وتقنياته، يبقى الصفّ الأوّل هو (البيت) والمعلّمون الأوائل هم الأبوان، والدروس الأوّلى هي التي نتلقّاها على أيديهما سواء بالتعليم المباشر (التلقين) أو بغير المباشر (القدوة الصالحة).. إنّ البنية التحتيّة لكلّ شخصيّة من شخصيّاتنا هي (الخزين) الذي غذّى (جذورنا) ووضع الحجر الأساس لبنائنا.

ثمّ تأتي (المدرسة) لتكمّل ما بدأه الأبوان، فهي لا تزرع وإنّما ترعى الزرع وتغذّيه وتنمّيه، وعلى قدر صلاح المدرسة يمكن توقّع نضوج الشخصيّة ورسوخ الهُويّة الإسلاميّة، وبمقدار تعاون وتضامن اليدين أو الحاضنتين أو الرافعتين: (البيت والمدرسة) على حَمْل مسؤوليّة تربيّة وتثقيف أبنائنا وبناتنا، يمكن أيضاً رسم صورة مستقبليّة لنوعيّة الثمار التي سنحصدها. وقد لا يجد أحدنا الغذاء الصحّي في بيته، فيأخذه من مدرسته، وقد يجده في أسرته لكنه لا يلقى ما يناسبه ويواكبه في مدرسته، وبالتالي، فنحن نتحدّث عن نموّ الهُويّة في الأجواء السويّة، ولكلّ قاعدة استثناء.

هويتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن