٣

4 1 0
                                    

ما هي الفطرة؟

الفطرة: هي الخلقة التي يخلق المولود عليها في بطن أُمّه: ﴿فِطْرَةَ اللّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّهِ﴾ (الرّوم/ 30). جاء عن النبيّ 6: «كلُّ مولود يولدُ على الفطرة، فأبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه»[1]. والفطرة هي الإسلام وتوحيد الله تعالى، وقيل: هي الطبيعة الأولى النقيّة التي يكون عليها المولود وقت ولادته، وإذا كانت سليمة سمّيت (عقلاً). وقيل: الفطرة هي (التديّن) بدليل قوله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها﴾ (الرّوم/ 30). ويمكن فهم الفطرة على أنّها النظام الذي يحكم حياة الإنسان وتصرّفاته، وبهذا نعي أيضاً قول النبيّ 6 إنّ المولود يولد على الفطرة، أي كالتربة الصالحة للإنبات -أو كالورقة البيضاء التي يكتب فيها الآباء والمرّبون والمعلمون ما يشاءون مما يثبتها على الدّين الحقّ أو يحرّفها عنه. فهو6، يذكر (الإسلام) في التربية من بين محاولات الأبوين توجيه أبنائهم دينياً، وإنّما قال: (يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه)، ليلفت نظرنا إلى أنّ الإسلام هو الفطرة وهي الاستعداد لتقبّل بذرة التوحيد والطاعة لله، ولكن التيارات الفكريّة والتربويّة والطائفيّة والمذهبيّة المختلفة هي التي تحرّف مسار هذه الفطرة بتعصّبها الجاهل.

إنّ خصال الفطرة -كما في (الموسوعة الإسلاميّة الميسَّرة، ج9، ص1811)- كثيرة، منها: أُمّهات الأخلاق، وكلّ ما هو برّ، كبرّ الوالدين، وصلة الرحم، وأداء حقوق الجار، ومعاونة المحتاج ماديّاً ومعنويّاً، وإكرام الضيف، والصدق في القول والعمل، أيّ هي مجموع الفضائل والمحاسن ومكارم الأخلاق.

ويمكن وصف الفطرة بالاستعداد الكامن في البذرة، فهي صالحة للزراعة والنموّ والإثمار إن نبتت في تربة صالحة، وتمّت رعايتها، تحصينها باستمرار، وقد تضعف وتموت إن هي أُهملت أو أُنبتت في غير الأرض المناسبة لها.

امّا ما علاقة الفطرة بالهُويّة، فهي كعلاقة (البذرة) بـ(الشجرة).. وعلاقة الفطرة بالبيئة، كعلاقة الفلّاح بالتربة.
،🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀



هويتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن