٤

3 1 0
                                    

ما هي الصبغة الإلهيّة؟

تقول العرب: تصبّغ في دينه، أي تمسّك به وتمكَّن فيه. والصبغة: هي الهيئة المكتسبة بالصبغ. وصبغة الله -كما في المعجم الوسيط- الفطرة التي خلق عليها النّاس، والدّين الذي شرّعه لهم. ولفت بعض مَنْ كتب في الهُويّة الإسلاميّة إلى أنّ الصبغة الإلهيّة هي الرموز الدينيّة التي تميّز المسلم عن غيره، والتي تدلّل على ارتباط ما بالله تعالى، فالستر الشرعيّ (الحجاب) الذي ترتديه الفتاة المسلمة يعكس في ذهن الناظر مفهوم (الله)، والصلاة كذلك تعني التعبّد لله، واختيار الطعام الحلال والامتناع عن الطعام الحرام، يعني العمل بما يريد الله، بل حتى الكلمات المتداولة على ألسن المسلمين تعبّر عن لغة دينيّة خاصّة، مثل: بسم الله، الحمد لله، ما شاء الله، توكل على الله، سامحك الله.. كلّ ذلك يرمز إلى حضور (الله) في حياة الإنسان المسلم، الأمر الذي يعني أنّ الدّين أو الهُويّة الدينيّة حاضرة في وجدان المسلم والمسلمة ويعني أيضاً شيئاً مهمّاً وثميناً في حياتهما، لا كما هو الحال في الديانات الأخرى، حيث يُنقل أنّ 73% من البالغين الأمريكيين الذين يقولون أنّهم من معتنقي الديانة اليهودية يؤكّدون أنّ ذلك لا يعني بتاتاً إيماناً بالله!! إنّه مجرّد (شكل) لا (مضمون).. (اسم) وليس (هُويّة)!.

يقودنا هذا إلى أنّ الصبغة ليست كالدهان الذي تُصبغ به الجدران! وبعد فترة من الزمن يحوّل لونها فيَشعب أو ينقشع أو يتغيّر وتحتاج إلى دهان جديد، فصبغة الأديان ليست كصبغة الجدران، هي (تمسكٌ) به و(تمكُّنٌ) فيه، أي أنّها تنزل من علياء (العقل) و(القلب) إلى (الحياة) فهي ممارسة في السلوك، وليس نظرية في الرأس.

🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴


هويتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن