ما أن وصلوا الي المبني المهيب والذي كان مرتفعا يشق عنان السماء ويضع الرهبة في قلب من يتجرأ وينظر إليه ...
مكون من عشرة طوابق متراصة فوق بعضها البعض بطريقة هندسية عريقة تمتد من العمارة التاريخية الشكل الحديث منها بنوافذه المتناثرة علي واجهته وبتلك الزخارف المنتشرة عليه لتعطيه منظر رائع خلاب رغم هيبته ورغم ما يحتويه من اسرار تحافظ علي كيان دولة باكملها وتؤثر علي دول أخري ....._اوقف "أدهم" السيارة أمام المدخل الخاص بالمبني ولم تنتظره "أيرين" بتنزل من السيارة مسرعة وكان هناك شبح يركض خلفها
لا تعلم لما ولكنها لا تريد البقاء معه في مكان واحد بعد ذلك الموقف الذي حصل وتعثرها امامه والادهي أنه التقطها بين ذراعيها وهي لاتعرف كيف سوف تنظر في عينيه مرة أخري أو كيف ستتعامل معاه وتدعو الله أن يكون سبب استدعائها بسيط لتعود لبيتها سريعا.....
ما ان وصلت لباب المبني حتي توقفت فهي لا تملك تصريح الدخول وبالتأكيد الأمن لن يسمح لها بالدخول ان لم تمتلكه وبالتالي اضطرت بانتظاره وهو لم يتأخر في خلال ثوان كان خلفها
"أدهم": اتفضلي يا آنسة "أيرين" .... القائد مستنينا...
ثم تقدم امامها وما ان رأه الامن حتي ادي له التحية العسكرية وسمحوا له بالدخول وهي معاها بالتأكيد
لن يسالوه ماذا تفعل هي هنا فهي ظابط واعلي رتبة ...ما ان دخلوا حتي اتجهوا المصعد
فتح أبوابه ليشير لها بالدخول ويلحق بها وهي صامتة لم تنبس باي حرف منذ خرجت من السيارة ومع استغرابه الا أنه لم يسالها حتي لا ترد
ضغط زر الدور المطلوب ليغلق الباب وقبل أن يقفل بثوان اسرع أحد الضباط بايقافه ليصعد معهم
"أيمن": صباح الخير يا "أدهم" باشا ...خير الباشا عايزك ولا ايه ومين الآنسة ؟؟
ونظر لها يتفحصها بدون خجل ولكنها لم تنظر له الا للحظة لترب من الذي اوقف المصعد ومن بعدها كانت تنظر إلي أي مكان ما عدا لاي واحد منهما ف هي لا تهتم ولا تريد أن تعرف اي احد فقط تريد أن ينتهي الأمر سريعاولكن من لم يعجبه الأمر هو "أدهم" الذي لم يستسيغ نظرات "أيمن" لها ولم يعرف لما وأرجع ذلك إلي أنه لا يصح أن ينظر اي رجل محترم لاي آنسة و سيدة او اي انثي بالك النظرات المتفحصة الجريئة والتي لا تحترم اي شخص
"أدهم": وانت مالك ياعم "أيمن" انما قولي انت اللي رايح فين كده؟؟؟
واستطاع فعلا تشتيت انتباهه عنها ليتكثا سويا ويكتشف أنه للاسف سيسيافر معه نفس المهمة والتي ستكون فيها "أيرين" والتي لا تزال لم تعرف بها ولم توافق بعد ولم يعرف لما شعر بالانزعاج من ذلك ولكنه فضل ان يتجاهل الأمر ف يمكنه ترك أي شي يشغل تفكيره عن عمله الذي اختاره بإرادته وأحبه وتفاني فيه حتي وصل لما هو فيه اليوم....
ضغط "أيمن نفس زر الدور الذي سيصعدون إليه جميعا...ليصلوا الي هناك بعد عدة دقائق ويتجهوا الي مكتب القائد المسئول عن هذه المهمة والتي ستكون نقطة تغيير في حياتهم جميعا....
دق "أدهم" الباب الداخلي بعد ان أذن له السكرتير ليسمع الأذن بالدخول
وفي الداخل ادي هو وزميله التحية العسكرية في حين تجمدت هي وهي تري القائد وتعرف هويته...ابتسم لها وهو يقول
"اللواء عزت": عاملة ايه يا "أيرين" يابنتي ؟؟؟
هي لم تصدق ابدا ما تراه أمام عينيها ف هاهو ضيق والدها الاقرب امامها بعد كل تلك المدة والتي يبدو أن عمله اخذ كل وقته حيث لم يجد وقت ليتحدث معاها ويبدو عمله هو سبب استدعائه لها ولكنها لم تهتم واسرعت لتلقي نفسها بين ذراعيه حين فتحهما لها وهي تبكي...
ف حين شعر هو بالضيق واراد أن يعرف كيف لها أن تفعل ذلك وتلقي نفسها في احضان رجل غريب عنها واول مرة تلتقيه ولكنه لم يعرف حتي سمع قائده يتحدث...
"اللواء عزت": دي "أيرين" بنت صاحب عمري واخويا الله يرحمه وزي بنتي بالظبط واتربت مع ولادي .....
"أيرين": عامل ايه ياعم عزت وصحتك كويسة وطنط "امال" والكل كويسين؟؟
ابتسم لها وهو يرمي ويقول
"اللواء عزت": كلهم بخير وبيسلموا عليكي وزعلانة جدا انك مسالتيش عليهم من زمان بس انا مستني منك تكلميهم طبعا
"أيرين": اكيد طبعا..هو حضرتك عايز مني حاجة تانية ولا امشي انا....
"اللواء عزت": لا يابنتي ف مهمة لازم تشاركي فيها وانا ملقتش انسب منك علشان تشرفيني فيها وقبل ما ترفضي تعرفي انتي هتعملي ايه وبعدها لبكي حق القبول والرفض ولو اني متاكد انك مش هتخذليني.....
ثم نظر ل "أدهم" وأوما والذي نفذ امر قائده ليقول
"أدهم": المهمة هي أن هيسافر وفد من الوزارة هنا لمطروح متتعدد الأركان ولكن محتاجين طبيب معانا والقائد رشحك للمهمة دي رغم انك طبيبة مدنية ولكن لوجود نقص في إعداد الأطباء حاليا قرر الاستعانة بيكي طبيبة معانا وكمان هناك هتكوني موجودة في عيادة مدنية في طرف المعسكر اذا كان في مريض من المدنيين تعالجيه مع افراد المهمة....
اخذت تفكر فهي منذ وفاة والدها توقفت عن التفكير في عملها تماما ولم تخطط حتي البحث عن عمل وهي واثقة انها كانت ستجد صعوبات في سبيل ايجاده رغم تفوقها الدراسي وتدريبها في عدة مستشفيات ف صمتت و وجدها اللواء فراج لاقناعها فهو يعرف أنها فرصة جيدة لها لتخرج من الحزن الذي غرقت فيه بعد وفاة والدها وهو لم يكن موجود بجانبها بالقدر الكافي لذا اخذ ارجعاها لطبيعتها وحياتها كمهمة علي عاتقه....
"اللواء عزت": فكري يا بنتي واكيد دي فرصة حلوة انك تمارسي المهنة اللي بتحبيها وتخلي والدك فخور بيكي زي ما كانت دائما فخور بيكي وتفيدي غيرك لان الأطباء نادرين جدا في المنطقة دي واهاليها بيعانوا من كده وخصوصا أنهم بيرفضوا اي راجل حتي لو طبيب يكشف علي نسائهم وكمان الأفراد بيعانوا جدا لو حد تعب علي ما يتنقل لاقرب مستشفي عسكري لمعالجتهم....
اخذت تفكر لتقول
"أيرين": .......